التوتر سيد الموقف في جنوب السودان، والسفارات الغربية ترحل دبلوماسييها غير السياسيين، وتنصح رعاياها بعدم التوجه إلى العاصمة جوبا، بينما تلوح في الأفق مبادرات سودانية لتسوية الصراع.

في ظل استمرار التوتر في جنوب السودان، أعلنت بريطانيا نيتها إرسال طائرة لإجلاء رعاياها من جوبا، بعد الإعلان عن محاولة انقلابية فيها. وطلبت وزارة الخارجية البريطانية من رعاياها في جنوب السودان الاتصال بها إذا رغبوا في المغادرة من مطار جوبا الخميس، بعد توسع رقعة القتال ليشمل مناطق أخرى غير العاصمة جوبا.
سحب دبلوماسيين
وكانت الخارجية البريطانية سحبت بعض دبلوماسييها من سفارتها في جوبا مع عائلاتهم، ناصحة البريطانيين بعدم السفر إلى مساحة 40 كيلومترًا من الحدود بين جنوب السودان والسودان، وإلى جوبا وولاية جونغلي، والاقتصار على الرحلات في حالات الضرورة فقط إلى المناطق الباقية في جنوب السودان.
وقالت ناطقة باسم الخارجية البريطانية إن الوزارة قررت إجلاء قسم من موظفيها بشكل موقت من جوبا، بسبب عدم الاستقرار. وكذلك فعلت الولايات المتحدة والنروج. فقد قررت واشنطن سحب دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من جنوب السودان، ووقف أنشطة سفارتها في جوبا. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فرود أندرسن، الناطق باسم الخارجية النروجية، قوله: quot;تم تخفيض عدد موظفي السفارة في جوبا إلى الحد الأدنىquot;.
وساطة ممكنة
وقال وزير الخارجية السوداني علي كارتي إن أمن واستقرار جنوب السودان من أمن واستقرار السودان، بعدما تحدثت تقارير صحافية عن وساطة محتملة تقوم بها الخرطوم بين المتقاتلين في الجنوب، بلورها مطرف صديق، سفير السودان لدى جوبا، من خلال تواصله الدائم مع مسؤولين جنوبيين.
وأكد سلفاكير ميارديت أنه مستعد لمحاورة رياك مشار، على الرغم من اتهامه بمحاولة الانقلاب على الحكم الأحد الماضي، إلا أن هذا الحوار لم يبدا، لأن عناصره لم تتوافر بعد، بحسب ما نقل عن لام أكول، رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي والقيادي الجنوبي المعارض.
وما استطاع أكول الجزم إن كان ما جرى الحد محاولة انقلاب فاشلة، quot;لكنه تمرد بين صفوف الحرس الجمهوري في جوباquot;، بحسب ما يعتقد، رافضًا تصوير الأمر وكأنه صراع قبلي، بل وضعه ضمن الصراع داخل الحركة الشعبية الحاكمة.
مبادرة شمالية
من ناحية أخرى، أعلن تحالف المعارضة السودانية عزمه إطلاق مبادرة لنزع فتيل الأزمة في جنوب السودان، بعد قتال في جوبا أسفر عن مقتل نحو 500 شخص، وإصابة حوالي 800 آخرين، قبل أن ينتقل إلى ولايات أخرى لكن بضراوة أقل.
وكشف كمال عمر، الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، أن قوى الإجماع الوطني المعارضة ستلتقي سفير دولة الجنوب في الخرطوم، ميان دوت، لتحديد موعد زيارة الوفد إلى جوبا، ومناقشة آخر التطورات السياسية والميدانية، مؤكدًا حرص المعارضة السودانية على استقرار الجنوب ووحدته، وعلى وقوفها على مسافة واحدة من طرفي النزاع، ومحذرًا من خطر الاقتتال الجنوبي على حركة الحدود مع السودان وعلى عائدات النفط.