تراود الحكومة البريطانية رغبة حقيقية في ملء الفراغ السياسي الذي خلفته الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، بعد حدوث تصدع في جسور الثقة بينها وبين دول المنطقة العربية والخليجية، وذلك في محاولة لمواجهة النفوذ الروسي المحتمل.


كانت العلاقات الأميركية - المصرية قد شهدت حالة من التدهور نظرًا إلى عدم دعم الإدارة الأميركية الخطوة التي أطاح فيها الجيش المصري بالرئيس السابق محمد مرسي.

ضجر فتحول
بالاتساق مع حالة الضجر التي انتابت الجيش المصري، بسبب المحاضرات التي يتلقاها من واشنطن بخصوص الديمقراطية، فقد قرر التوجّه إلى موسكو، بعد تحصله على دعم يقدر بحوالى 12 مليار دولار من السعودية ودول خليجية أخرى، من أجل شراء طائرات عسكرية ومجموعة معدات أخرى، في صفقة قيمتها 4 مليارات دولار.

ونوهت وكالة وورلد نيت دايلي الأميركية بأن الجيش كان يرغب في جهة أكثر اعتدالًا من الإخوان لتدير شؤون البلاد، لكن تحت قيادة علمانية. وبعد رد الفعل الذي بدر من الجانب المصري، قررت أميركا ألا تضرب سوريا، وألا تسعى إلى تغيير النظام، ودخلت بدلًا من ذلك في اتفاق مع روسيا للتخلص من أسلحة سوريا الكيميائية.

واتخذت السعودية من جانبها مسارًا مستقلًا بعيدًا عن مسار الولايات المتحدة في ما يتعلق بطريقة التعامل إزاء الملف السوري. ونقلت الوكالة عن كون كوغلين، الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قوله: quot;الانهيار المقلق في الثقة بين واشنطن والقادة العرب لم يفت موسكو بالتأكيد، حيث كثفت روسيا من الجهود التي تبذلها من أجل الانتقال إلى الدول التي تعتبر من الحلفاء المناصرين لأميركا منذ عقودquot;.

واعون للمخاطر
وتابع كوغلين حديثه بالقول إن البريطانيين واعون تمامًا لما أسماه quot;مزالق هذا الميل الخطيرquot; صوب روسيا. ونتيجة لذلك، أشار وزير الدفاع البريطاني، ويليام هيغ، إلى أن بلاده ترغب في تجديد علاقاتها التي كانت عميقة من قبل مع دول الخليج.

وألمحت بريطانيا إلى أنها ترغب الآن في العودة، طبقًا لما أوضحه ويليام هيغ في عرض قام بتقديمه أخيرًا في مؤتمر تم تنظيمه في العاصمة البحرينية، المنامة، من قبل المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، الذي يوجد مقره في العاصمة البريطانية لندن.

وكان حاضرًا في المؤتمر نفسه وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، وحاول أن يطمئن دول الخليج إلى استمرار مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. فيما أشار محللون في هذا الخصوص إلى أن الدول الخليجية لم تبدِ حماسة تجاه تصريحات هيغل.