تستحوذ مقاطع مصورة يُعدّها فريق الإعلام في القصر الملكي على نسب مشاهدة عالية في المواقع الإخبارية الأردنية، ومواقع التواصل الإجتماعي، إذ تُظْهِر الملك الأردني في تفاصيل خاصة، خلال ممارسة وظيفة الحكم التي تولاها في العام 1999.


عامر الحنتولي: منذ أشهر، يبث موقع الديوان الملكي الأردني على حسابه بموقع تويتر مقاطع أسبوعية مصورة تُركّز على نشاطات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال الأسبوع، إذ تُظْهِره يقوم بزيارات وجولات ونشاطات سياسية، وأخرى خاصة داخل وخارج الأردن، متحدثًا بشكل عفوي.

كما تُظْهره اللقطات بعيدًا عن الكاميرا العامة، ما يعني أن كاميرات خاصة هي التي صوّرت الملك أثناء زياراته ونشاطاته.

وهذه المقاطع التي اصطلح على تسميتها أردنيًا بـquot;الملك شوquot; حققت نسب مشاهدة قياسية داخل الأردن وخارجه، تظهرالملك خلال تدريبات صباحية مبكرة مع وحدات من الجيش الأردني، وهو أمر غير متاح لوسائل الإعلام المحلية.

إعلام الملك الخاص

بحسب معلومات quot;إيلافquot;، فإن فريق الإعلام والإتصال في القصر الملكي بقيادة خالد دلّال هو الذي يقف خلف هذه المقاطع التي يقول خبراء ومراقبون أردنيون لـquot;إيلافquot; إنها تهدم الجدران التي حاول مسؤولون في القصر الملكي خلال السنوات الماضية تشييدها لتفصل الملك عن الشعب. فباستثناء الأخبار الرسمية التي يبثها التلفزيون المحلي عن الملك، شهدت السنوات الماضية جفافًا في المعلومات والصور واللقطات عن الملك عبدالله الثاني، كما تقول حنين العمري لـquot;إيلافquot;، مستذكرة أن ذاكرتها تعج بالعديد من اللقطات الإنسانية والمشاهد الحية للملك الأردني الراحل حسين بن طلال، رغم أن وسائل الإعلام الناقلة لنشاطات الحسين كانت أقل بكثير مما هي عليه اليوم. كما أنها لم تكن تتمتع بما تتمتع به اليوم من إمكانات تكنولوجية، ووسائل إتصال حديثة، وشبكات تواصل إجتماعي.

حنين للحسين

وتقول العمري لـquot;إيلاف: quot;يبدو إعلام القصر قد تنبه متأخرًا جدًا لأهمية خلق تواصل إعلامي بين الحاكم والشعب، من خلال هذه المقاطع التي يظهر فيها الملك عفويًا إلى أبعد حد، صادقًا في توجيهاته السياسية، وأوامره للمسؤولين.

وتلفت العمري إنتباه quot;إيلافquot; إلى أن آخر فيديو أظهر الملك خلال العاصفة الثلجية أليكسا كما لو أن الملك حسين على قيد الحياة، quot;إذ يحمل الملك المساعدات الغذائية والإنسانية بنفسه لمن حاصرتهم الثلوج، ويقود الطائرة المروحية بنفسه إلى القواعد الجوية العسكرية شمالًا وجنوبًا، ويطلب من المسؤولين متابعة الخلل الحاصل، والإنتقال من المكاتب إلى الميدان لمتابعة أحوال الناس، خصوصًا أنه بدأ بنفسه إذ طلب من قائد الجيش الجنرال مشعل الزبن في أحد المقاطع أن لا يوفروا جهده، وأن يعتمدوا على خبرته كضابط في القوات المسلحة، وأن يخرجوه من المكتب إلى الميدان. فأبدى الزبن تأثرًا بالغًا، علمًا أن الملك عبدالله الثاني هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية دستوريًاquot;.

حداثة وسرعة

من جهته، يقول الدكتور يوسف المومني، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لـquot;إيلافquot;: quot;منذ أن آلت السلطة إلى الملك عبدالله في شباط (فبراير) 1999 خلفًا لوالده الملك حسين بن طلال، أدركت النخب الأردنية أن الملك الجديد وقتذاك يتميّز عن والده الراحل بأنه يميل إلى الحداثة وعهد السرعة وتولية العنصر الشبابي مفاصل مهمة في القصر الملكي وفي الحكومة، وهذا حصل سريعًاquot;.

ويؤكد المومني أن الملك بدا لكبار السن منذ اللحظات الأولى أنه لا يشبه الملك حسين في النهج الذي قرره لقيادة البلاد، بينما بدا الملك إستثنائيًا وعصريًا لمن يقاربونه في السن.

لكن المومني يلفت إلى أن الملك سرعان ما عاد إلى نهج والده، خصوصًا في العاصفة الثلجية الأخيرة، إذ يقول المومني إن الأردنيين تعودوا أن يظهر الراحل الملك حسين مع تساقط الثلوج ليساعد الناس، ويزور الجهات الحكومية الخدمية لتوجيه التعليمات، وهو ما فعله الملك عبدالله الثاني، الذي زاد على الملك الراحل بأن استقل مروحية عسكرية في ظروف جوية صعبة للإنتقال بها شمالًا إلى إحدى القواعد العسكرية.

تواصل أعمق

يضيف المومني: quot;إن مقاطع الفيديو التي تظهر أسبوعيًا الملك وهو يمارس وظيفة الحكم، علامة فارقة في عهد الملك عبدالله الثاني، فآلاف الأردنيين عبروا عن دهشتهم للقطات التي أظهرت الملك هو غارق في تفاصيل الحكم اليومية خلف الكواليسquot;.

يؤكد المحامي الأردني أيمن الزبن أن هذه المقاطع ستؤدي بطيبعة الحال إلى تواصل أكثر عمقًا بين الملك والأردنيين، متمنيًا أن يكون للملك في أقرب أجل ممكن موقع إلكتروني تفاعلي للتواصل مباشرة مع الأردنيين، وكذلك حسابات خاصة به على مواقع التواصل الإجتماعي مثل فايسبوك وتويتر، إذ تقول مصادر خاصة في القصر الملكي لـquot;إيلافquot; إن المرحلة المقبلة ستشهد تفاعلًا إلكترونيًا أكبر وأعمق بين الملك وسائر الأردنيين.