اطلقت روسيا الاثنين سراح الشابتين في فرقة بوسي رايوت لموسيقى البانك اللتين اثار سجنهما لنحو سنتين بسبب اغنية معارضة للرئيس فلاديمير بوتين سخطا واسعا حول العالم، وتعهدت الشابتان على الفور بمكافحة الظلم في السجون الروسية.


موسكو: ما ان افرج عن ماريا اليوخينا وناديجدا تولوكونيكوفا قبل شهرين على نهاية عقوبتهما بموجب عفو مدعوم من الكرملين، حتى انتقدتا العفو واعتبرتا انه عملية دعائية قبل الالعاب الاولمبية الشتوية التي تستضيفها روسيا في شباط/فبراير.

واخرجت اليوخينا البالغة 25 عاما بهدوء من سجنها في مدينة نيجني نوفغورود، فيما اطلق سراح ناديجدا تولوكونيكوفا من مستشفى سجن في كراسنويارسك في سيبيريا لتواجه حشدا اعلاميا. وصرحت تولوكونيكوفا ان الفترة التي امضتها في السجن ثبتت تصميمها على معارضة حكم الرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت quot;لا اعتبر هذا وقتا مهدورا...لقد كبرت ورأيت الدولة من الداخل، وشاهدت هذه الالة الديكتاتورية على حقيقتهاquot;. واضافت ان quot;روسيا مبنية على نموذج مجمع سجن ولذلك من المهم جدا تغيير هذه الاماكن اليوم من اجل تغيير روسياquot;.

واستغلت اليوخينا مقابلتها الاولى بعد اطلاق سراحها لانتقاد قرار العفو ووصفته بانه محض دعاية وقالت انها كانت تفضل البقاء في السجن. وقالت لقناة دوجد التلفزيونية quot;لا اعتقد انه عفو، بل امتهانquot; مضيفة ان ذلك يطبق على اقلية صغيرة جدا من المدانين. واوضحت quot;لا اعتقد ان العفو خطوة انسانية، بل لعبة علاقات عامةquot;. واكدت quot;لو كان لي خيار الرفض (للعفو) لفعلت ذلكquot;.

ويأتي الافراج عن الشابتين اللتين ادينتا بتهمة القيام باعمال شغب بعد اداء quot;صلاة بانكquot; في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو بعد ثلاثة ايام من صدور عفو مفاجئ اثار الصدمة عن رجل الاعمال المعارض للكرملين ميخائيل خودوركوفسكي والافراج عنه بعدما امضى عشر سنوات في السجن.

وترافق اطلاق سراح اليوخينا بتدابير امنية مشابهة لاطلاق سراح خودوركوفسكي الذي لم يره احد حتى وصوله مطار برلين بعد ظهر الجمعة. وبعد تسلمها اوراقها، قامت ادارة السجن على ما يبدو باخراج اليوخينا على وجه السرعة بحيث تعذر عليها وداع رفاق سجنها او التحدث لوسائل الاعلام، ونقلت الى مكتب لجنة مكافحة التعذيب وهي منظمة غير حكومية محلية، حيث اجرت اتصالاتها الاولى وتحدثت عن الانتهاكات في السجن.

واكدت فيما كانت ما زالت ترتدي ملابس السجن انها غير نادمة. وصرحت quot;لست اسفة، انا فخورة بما فعلناquot; مضيفة انها ترغب في استخدام الاسلوب الفني نفسه للتطرق الى شؤون حقوق السجناء.

وفي حال عرض عليهن اعادة عرض الكنيسة quot;فسنؤدي الاغنية الى النهايةquot; على ما اكدت. quot;ينبغي الاستماع الى القطعة كاملة، وليس المقطع الاول فحسبquot;. وصرحت تولوكونيكوفا انه لو كان العفو اكثر اتساعا كان يمكن للدول الغربية اعتباره سببا لعدم مقاطعة الالعاب الاولمبية. وافادت quot;لكن على ما هو الان فانا ادعو الى المقاطعة، ادعو الى الصدق، ادعو الى عدم بيع الذات من اجل النفط والغازquot;.

ودينت المغنيتان وزميلتهما الناشطة يكاتيرينا ساموتسيفيش بتهمة الشغب المدفوع بالحقد الديني بعد اداء quot;صلاة بانكquot; في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو في شباط/فبراير 2012 طلبن فيها من السيدة العذراء التخلص من بوتين.

واعتقلت الشابات الثلاث في مطلع اذار/مارس 2012 وحكم على ساموتسيفيتش مع وقف التنفيذ واخلي سبيلها لاحقا لكن تم ارسال تولوكونيكوفا واليوخينا الى سجنين بعيدين لتنفيذ عقوبة بالسجن لعامين.

واليوخينا وتولوكونيكوفا اللتان تنتهي عقوبتهما مطلع آذار/مارس المقبل، منحتا عفوا الاسبوع الماضي بعد موافقة البرلمان على مذكرة مدعومة من الكرملين. وادى سجنهما الى تحولهما من مغنيتي بانك بالكاد معروفتين الى نجمتين تمثلان قمع المعارضة المدنية تحت حكم بوتين. ونالت الفرقة دعما من شخصيات مثل مادونا ويوكو اونو ورمز الديمقراطية في بورما اونغ سان سو تشي.

واستقطبت القضية المجتمع الروسي حيث شهدت جلسات المحاكمة عراكا بين ارثوذكس محافظين وانصار بوسي رايوت ونظمت تظاهرات خاصة بهم.