يرى غالبية مواطني الجمهوريات السوفياتية السابقة أن انهيار الاتحاد السوفياتي في هذا اليوم قبل 22 عامًا جرَّ عليهم الضرر أكثر مما نفعهم.


أظهر استطلاع أُجري بمناسبة مرور 22 عامًا على تفكك الاتحاد السوفياتي، في 26 كانون الأول (ديسمبر) 1991، أن غالبية السكان في 7 جمهوريات من أصل 11 جمهورية سوفياتية سابقة يعتقدون أن ضرر انهيار الاتحاد السوفياتي كان أكبر من نفعه على بلدانهم، وأن الاذريين والكازاخ والتركمان وحدهم يعتقدون أن النفع كان أكبر، في حين تبين النتائج أن الجورجيين منقسمون بالتساوي تقريبًا.

نفع أكثر

وبحسب نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة غالوب، 51 بالمئة من سكان الجمهوريات السوفياتية السابقة يرون أن تفكك الاتحاد السوفياتي كان مضرًا، بالمقارنة مع 24 بالمئة فقط يعتقدون أن تفكك الاتحاد السوفياتي كان لمصلحة بلدهم.

وعاش سكان هذه الجمهوريات حروبًا وثورات وانقلابات ونزاعات إقليمية وانهيارات اقتصادية متعددة. لكن الرأي القائل إن تفكك الاتحاد السوفياتي كان مضرًا هو الرأي الشائع في روسيا، التي ما زالت تمارس تأثيرًا اقتصاديًا وسياسيًا واسعًا في الجمهوريات السوفياتية السابقة. وأسهم هذا التأثير بدور كبير في تحديد نتائج الاستطلاع في هذه الجمهوريات.

من جهة أخرى، يزيد عدد الذين يعتقدون بمنافع تفكك الاتحاد السوفياتي بين الروس من الفئة العمرية 15 إلى 44 سنة، الذين بعضهم لم يولد أو كانوا شبابًا عندما انهار الاتحاد السوفياتي، ثلاث مرات على الذين يعتقدون بضرر انهياره بين الذين اعمارهم 65 عاماً أو اكثر. ويصح الشيء نفسه على الجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى، كلها باستثناء جورجيا حيث يقول نحو نصف السكان بصرف النظر عن الفئات العمرية أن انهيار الاتحاد كان لصالح بلدهم.

فقدوا المكاسب

وقال غالبية السكان الأكبر سنًا في الجمهوريات السوفياتية الاحدى عشرة السابقة، ممن فقدوا مكاسب اجتماعية مثل العلاج المجاني والمعاش التقاعدي المضمون، أن انهيار الاتحاد كان مضرًا.

وعمومًا، أظهر الاستطلاع أن غالبية السكان ذوي المستوى التعليمي العالي يرون أن تفكك الاتحاد كان مفيدًا لبلدانهم بعكس ذوي المستوى التعليمي الأدنى، باستثناء قرغيستان التي قال غالبية المتعلمين إن التفكك أضر ببلدهم. ويعكس هذا الفجوة التي نشأت بين مستوى التعليم وفرص العمل المتاحة عندما انتقلت هذه الجمهورية الفقيرة بمواردها الطبيعية من الاقتصاد المخطط مركزيًا إلى اقتصاد السوق الحر.

ويُلاحظ أن غالبية الاشخاص الذين يعتقدون أن السكان في هذه الجمهوريات يخافون من التعبير عن آرائهم بحرية قالوا إن تفكك الاتحاد السوفياتي أضر ببلدانهم، في حين أن غالبية الذين يعتقدون أن السكان أحرار في التعبير عن آرائهم قالوا إن الانهيار كان مفيدًا.

رأي مختلف

ورغم أن غالبية السكان في الجمهوريات السوفياتية السابقة يعتقدون أن ضرر تفكك الاتحاد السوفيتي كان أكبر من نفعه لبلدانهم، فإن الأجيال القادمة قد يكون لها رأي مختلف.

وايًا يكن ما حدث في الماضي، فإن مستقبل هذه الجمهوريات بيدها الآن. ويرى خبراء أن التركيز على النمو الاقتصادي في هذه البلدان لن يكون كافيًا من دون توفير الفرص لسكانها، بمن فيهم الأطفال، لتحقيق النجاح في اجواء يشعرون أنهم احرار للتعبير عن آرائهم فيها.

استندت نتائج الاستطلاع إلى مقابلات مباشرة مع 1000 شخص على الأقل، أعمارهم 15 سنة فما فوق، في كل من أرمينيا وآذربيجان وبيلاروسيا وجورجيا وكازخستان وقرغيستان ومولدوفا وروسيا وطاجكستان وتركمنستان وأوكرانيا.