رفض رئيس ائتلاف quot;كرامةquot; العراقي، المقرب من الحراك الشعبي في محافظات البلاد الغربية والشمالية السنية، الشيخ خميس الخنجر، تهديدات رئيس الوزراء، نوري المالكي، بمهاجمة المحتجين وانهاء اعتصامهم المستمر منذ عام بالقوة، مؤكدًا الاستمرار بالاعتصامات حتى تحقيق مطالبها الوطنية، وقال إن هذه التهديدات تهدف الى تعطيل العملية الانتخابية من خلال إثارة النعرات الطائفية وإشاعة حالة من البلبلة والفوضى وسفك الدماء.

وصف الشيخ خميس الخنجر، وهو رئيس المعهد العراقي للدراسات الاستراتيجية تهديدات المالكي باقتحام ساحات الاعتصام بالهوجاء، مشيرًا الى أن المواطنين المتضررين من سياسات الحكومة ورئيسها أمضوا في ساحات العزة والكرامة عامًا كاملاً من دون أن تلين لهم قناة، quot;على الرغم من جرائم الحكومة النكراء في مهاجمة الاعتصامات وسفك دماء شبابنا الصامد المرابط كما حدث في مذبحة الحويجة وغيرها، ذلك أن شعبنا يدرك فساد النظام السياسي وأن تشبثه بطائفية مقيتة تهدد أسس الوطن العراقي وتشق صفهquot;.
واضاف الخنجر في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; اليوم: quot;نقول للمالكي إن تهديداتك لن تثني أبناء شعبنا العراقي العظيم عن المضي قدمًا في اعتصاماته السلمية الى أن تتحقق كافة مطالبه الوطنية كما أنها لن تزيده الا إصراراً وعزيمةquot;. وقال: quot;لقد مكث شعبنا في ساحات العزة والكرامة بالانبار وصلاح الدين وديالى وبغداد والموصل وكركوك عامًا كاملاً على الرغم من مهاجمة الحكومة للاعتصامات وسفك دماء شبابنا الصامد المرابط في الفلوجة وديالى والموصل، وكما حدث في مذبحة الحويجة التي راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح quot;.
وأمس اكد رئيس الوزراء العراقي خلال مؤتمر صحافي في مقر قيادة عمليات الفرات الأوسط وسط كربلاء (110 كم جنوب بغداد) تصميمه على حسم قضية الاعتصامات في محافظة الأنبار خلال الأيام القليلة المقبلة، وقال إن هناك 30 من قيادات تنظيم القاعدة في خيام المعتصمين.
واشار الخنجر في تصريحاته الى أن المالكي يهدد ساحة إعتصام الرمادي بحجة أن عناصر القاعدة يختبئون فيها لكنه يبدو أن رئيس الوزراء لم يستوعب لحد الآن فكرة أن القاعدة لا تعترف بالتظاهر وبالعملية السياسية برمتها. وشدد على أن نوايا المالكي من وراء تهديداته للمعتصمين quot;لا تخفى على شعبنا فهو وبعد أن أيقن أن وزنه السياسي في الشارع العراقي قد انهار بسبب فشله المتراكم وعجزه المتزايد ويقينه أنه لن يفوز في انتخابات حرة نزيهة فإنه يعمد الآن على تعطيل العملية الانتخابية من خلال إثارة النعرات الطائفية وإشاعة حالة من البلبلة والفوضى وسفك الدماء أملاً في تأجيل الانتخابات المقررة نهاية نيسان (أبريل) المقبل عله يستمر في سدة الحكم لمدة أطول الا أن إدراك المالكي قد قصر عن فهم ذكاء الشارع العراقي وعميق فطنته فباتت مناوراته مكشوفة وتهديداته ممجوجةquot;.
واكد الشيخ الخنجر قائلاً quot;إن المالكي غدا عبئًا على كل فئات الشعب العراقي ومكوناته وهذا ما اصبح يدركه العراقيون وما يصرون على وقفه، فالعراق جدير بقيادة أصدق وأكثر إخلاصًا للوطن ومستقبله، ومن اجل ذلك فإن الاعتصامات مستمرة حتى تستعيد الحياة السياسية العراقية حيويتها ويستأنف الوطن مسيرة ازدهارهquot;.
يذكر أن محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
وكان الشيخ الخنجر راعي القائمة العراقية سابقًا قد اعلن في الحادي عشر من الشهر الحالي عن تشكيل تحالف انتخابي يحمل اسم quot;كرامةquot; معلنًا عن تبني مشروع سياسي يؤكد على مبادئ الدولة الحديثة المعتمدة على الفصل بين السلطات وسيادة القانون وحقوق الإنسان والمواطنة والحكم الرشيد، والتعددية وتداول السلطة وعدم إضفاء أية هوية طائفية على الدولة، وهو يضم عددًا كبيرًا من الشخصيات الوطنية وزعماء العشائر وقيادات مقربة من ساحات الاعتصام في المحافظات السنية الشمالية والغربية المحتجة.
واضاف أن هذا الائتلاف يتبنى مطالب المعتصمين ويدافع عن المظلومين في العراق.. مشيرًا الى أن الائتلاف الجديد يقدم بذلك وجوهًا سياسية موثوقة الى الساحة العراقية من اصحاب الايادي النظيفة ولم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين أو بالمال الحرام والفساد ولم تصافح من يقوم بالاجتثاث والاقصاء والتهميش والابعاد.
والشيخ خميس الخنجر شخصية سياسية عراقية تحتفظ بعلاقات جيدة مع زعامات عربية وخاصة الخليجية منها وهو كان راعي القائمة العراقية التي فازت في انتخابات عام 2010 واحتلت المركز الاول في عدد مرشحيها الفائزين بمقاعد البرلمان، والذي بلغ 91 نائبًا من مجموع عدد النواب البالغ 325 عضواً.