هنأ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أبناء الشعب الأردني من المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.

شارك الملك عبدالله الثاني في احتفال أقيم، الاثنين، بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية في الجامعة الأميركية في مدينة مادبا جنوبي العاصمة عمان، بحضور البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، والبطريرك ثيوفيليوس الثالث، بطريرك الروم الأرثوذكس، وعدد من الأساقفة والكهنة ورؤساء وممثلي الكنائس في الأردن، والنواب والأعيان المسيحيين وعدد من أبناء محافظة مادبا.
ورافق الملك في زيارته ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الذي كان شارك قبل يوم باحتفال إضاءة شجرة الميلاد في مدينة الفحيص ذات الغالبية المسيحية في ضواحي العاصمة عمّان.
وهذه هي المرة الثالثة التي يهنئ فيها العاهل الأردني ويشارك شخصيًا بعيد الميلاد والسنة الجديدة في زيارته للمحافظات، وجرى الاحتفال العام الماضي في الحصن، شمال الأردن، فيما كان الاحتفال الأول في مدينة الفحيص.
ويعتبر عيد الميلاد عطلة رسمية لجميع المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة منذ عام 1999، وهو العام الذي تبوّأ به الملك عبدالله الثاني سدة الحكم.
دور الأجداد المسيحيين
وفي كلماتهم خلال احتفال مادبا استذكر المتحدثون quot;مآثر الأجداد من أبناء الكنائس المسيحية الذين انضموا إلى جحافل الفتح العربي دفاعاً عن الوطن ضد غزوات الغرب في حطين وما سبقها وما تلاها، وضد غزوات الشرق في عين جالوت، وافتدوا حرية البلاد وسلامتَها بالمال والرجالquot;.
وقال الوزير الأسبق الدكتور منذر حدادين، وهو من وجهاء وأعيان المسيحيين في الأردن، في كلمة له، إن quot;أهل هذه المحافظة (مادبا) من مسلمين ومسيحيين، قدموا المزيد من التضحيات على ثرى فلسطين وفي الكرامة، ملحمة الجيش العربي، ورفدهم فيالق الجيش المصطفوي المقدام، فضلاً عن تقديمهم أرواحهم من أجل الدفاع عن وطنهم وأمتهمquot;.
يشار إلى أن العاهل الهاشمي دعا لمرات عديدة في العام الحالي إلى ضرورة حماية المسيحيين والحفاظ على هويتهم في الشرق العربي، وهو استقبل العديد من أبناء الطوائف المسيحية المختلفة ليس في الأردن وحسب، بل من العراق ولبنان وفلسطين ومصر في مناسبات عديدة.
ولعل الحدث الأبرز كان في العام 2013 هو رعاية الملك الهاشمي لمؤتمر quot;التحديات التي تواجه المسيحيين العربquot;، الذي استضافته عمّان في سبتمبر/ ايلول الماضي.
مؤتمر التحديات
وخلال استقباله للوفود المشاركة في ذلك المؤتمر، أكد الملك عبدالله الثاني أن quot;التحديات والصعاب المشتركة التي نواجهها، مسلمين ومسيحيين، تستدعي منا جميعاً تضافر الجهود، والتعاون الكامل لتجاوزها، والتوافق على منظومة سلوك تجمع ولا تفرقquot;.
وحذر العاهل الهاشمي من أن منطقتنا quot;تواجه حالة من العنف والصراع الطائفي والمذهبي والعقائدي، الذي طالما حذرنا من تبعاته السلبية التي تفرز مظاهر من السلوك الغريب على تقاليدنا وإرثنا الإنساني والحضاري، القائم على مبادئ الاعتدال والتسامح، والتعايش وقبول الآخرquot;.
وشدد الملك على دعمه لكل جهد يستهدف quot;الحفاظ على الهوية المسيحية العربية التاريخية، وصون حق حرية العبادة، انطلاقاً من قاعدة إيمانية إسلامية ومسيحية، تقوم على حب الله وحب الجار، والتي أكدت عليها مبادرة كلمة سواءquot;.
كما دعا الملك عبدالله الثاني إلى تعزيز مسيرة الحوار بين الأديان quot;والتركيز على تعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والمذاهبquot;، مشيرًا إلى المبادرات العديدة التي أطلقها الأردن مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي، والتي تصب في هذا الاتجاه.
وحينها، أكد على اعتزاز الأردن كونه يشكل نموذجاً متميزاً في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيينquot;، مؤكدًا أن quot;المسيحيين العرب هم الأقرب إلى فهم الإسلام وقيمه الحقيقية، وهم مدعوون إلى الدفاع عنه في هذه المرحلة، التي يتعرض فيها إلى الكثير من الظلم، بسبب جهل البعض بجوهر الإسلام، الذي يدعو إلى التسامح والاعتدال، والبعد عن التطرف والانعزال.