أنهى حوالى ستة ملايين عراقي وأجنبي توافدوا إلى مدينة كربلاء العراقية مراسم أربعينية الإمام الحسين اليوم، حيث جرى تأمين فعالياتها بإشراف المالكي وحماية 120 ألف عسكري تدعمهم طائرات القوة الجوية.. فيما أوقفت القوات هجومها البري ضد تنظيم القاعدة في صحراء الأنبار الغربية واكتفت بالقصف الجوي لقواعد ومخابئ المسلحين وتدميرها.


لندن: على امتداد الأيام الماضية تدفق على مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ملايين العراقيين ومئات الآلاف من الإيرانيين تدفقوا على العراق بشكل غير مسبوق ومن دول عربية وأجنبية، حيث اختتموا الثلاثاء مراسيم اربعينية الامام الحسين بن علي بن ابي طالب على الرغم من هجمات قتل فيها أكثر من 50 شخصاً في بغداد ومحافظات عراقية أخرى، في موجة تفجيرات استهدفت الزوار المتوجهين إلى المدينة.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إن الإحصائية العامة لزيارة الاربعينية من العرب والأجانب من جميع المنافذ الحدودية العراقية بلغت 478798 زائرًا شاركوا في المراسم. وتمثل الأربعينية انتهاء حداد استمر 40 يومًا على مقتل حفيد النبي محمد في معركة في القرن السابع الميلادي وهو من أهم المناسبات التي يحيي الشيعة ذكراها. وقد امتلأت شوارع كربلاء الضيقة بالزوار الذين يرتدي أغلبهم السواد بشكل كامل.

وقد جرت المراسم باشراف شخصي من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي وصل إلى كربلاء يوم أمس وتجول بين حشود المشاركين في المراسم، فيما وصفت بأنها حملة انتخابية مبكرة تهدف إلى كسب المواطنين الشيعة في جنوب العراق لنيل ولاية ثالثة في رئاسة الحكومة، عقب الانتخابات العامة التي ستشهدها البلاد في 30 نيسان (أبريل) المقبل.

وقد نشرت الحكومة قوات ضخمة من افراد الجيش والشرطة فاق عددها 120 الف جندي لحماية الزوار الذين توجهوا إلى كربلاء، حيث مرقد الامام الحسين سيرًا على الاقدام كسبًا للأجر.

وجرت المراسم وسط تصاعد للعنف الذي بلغ حاليًا أعلى مستوى له منذ ذروته بين عامي 2006 و2007 حين قتل عشرات الآلاف في صراع طائفي بين السنة والشيعة. وفي نهاية المراسم ظهر اليوم بدأت مئات الحافلات التي خصصتها وزارة النقل ووزارات أخرىبنقل الزائرين واعادتهم إلى مناطق سكناهم في المحافظات الاخرى.

إنهاء الهجوم البري في الأنبار

قال مصدر عسكري عراقي في قيادة عمليات البادية والجزيرة اليوم الثلاثاء، بأن قوات الجيش أوقفت عملياتها البرية في صحراء الأنبار بشكل موقت وبدأت بتنفيذ ضربات جوية لمواقع يشتبه بأنها معاقل لمسلحين، كاشفاً عن تلقي القوات العراقية مساعدات معلوماتية من القوات الأميركية المتواجدة بالخليج حول تلك المواقع.

وقال المصدر إن quot;قادة الجيش قرروا، ليلة أمس، وقف العمليات العسكرية البرية في صحراء الانبار موقتًا وركزوا على الطلعات الجويةquot; عازياً القرار إلى quot;أسباب تكتيكية ولأغراض المناورة ومنح الجنود العراقيين فرصة للاستراحة بعد يوم شاقٍ من العمليات البريةquot;.

وأضاف أن quot;الضربات الجوية تحقق نتائج كبيرةquot;، مشيراً إلى أن quot;القيادة تحقق الآن في معلومات وردت اليها تفيد بتمكن المسلحين من كسر الطوق العسكري للجيش والتسلل إلى سورياquot;.

واوضح أن عناصر مسلحة وتنظيم القاعدة انتقلوا إلى المناطق الاكثر وعورة في الصحراء لعرقلة تقدم وتحرك القطعات البرية، وقد يتم استهداف القوات البرية ودوريات الجيش من قبل تنظيم القاعدة، ما دعا الضباط المسؤولين إلى تقليص التحركات البرية.

وكشف المصدر في تصريح نقلته وكالة quot;ألسومرية نيوزquot; عن quot;تلقي القوات العراقية مساعدات معلوماتية من القوات الأميركية المتواجدة بالخليج حول مواقع للمسلحين التقطتها عبر الأقمار الصناعية مكنت قوات الجيش من الاستفادة منها بشكل كبيرquot;، لافتًا إلى أن quot;ذلك التعاون يأتي ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدةquot;.

من جانبه، كشف ضابط رفيع في قيادة عمليات البادية والجزيرة بمحافظة الأنبار الغربية المشرفة على العمليات العسكرية بالصحراء الغربية أن quot;هناك تعاوناً كبيراً من قبل العشائر لقوات الجيش بما فيها تقديم المعلومات والإسناد وانتهاءً بتوفير الطعام والشراب للجنود الذين يرابطون قرب تلك العشائرquot;.

وأضاف الضابط أنّ quot;ذلك رفع الروح المعنوية لقادة الجيش والجنود خاصة بعد زيارة زعماء عشائر لقواعد الجيش وثكناته خلال اليومين الماضيينquot;.. مشيرًا إلى أن quot;الجيش توصل إلى قناعة من خلال عمله الميداني أن عشائر الأنبار هي مفتاح للحل في الملف الأمنيquot;. وشدد على ضرورة quot;عدم استفزاز العشائر واهالي الانبار بتصريحات إعلامية تنعكس سلبًا على الجنود بشكل خاص خلال العمليات العسكرية للجيش حاليا في صحراء الأنبارquot;.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا الاحد الماضي أصحاب المطالب المشروعة في ساحات الاعتصام بالأنبار إلى الانسحاب وتركها لتنظيم القاعدة، مؤكداً أنه لا يمكن السكوت على أن يكون للقاعدة أي مقر محميّ في المحافظة.

وأعلن المالكي عن انطلاق عملية واسعة النطاق لتطهير صحراء الأنبار من الجماعات المسلحة بعد مقتل 16 عسكرياً من الفرقة السابعة أثناء مداهمتهم وكرًا تابعًا لتنظيم القاعدة في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران، بينهم قائد الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكروي ومساعده قائد اللواء الأول في الفرقة العميد نومان محمد، إلى جانب مقتل أمري ألوية اثنين وأربعة عقداء وثلاثة ضباط آخرين برتبة نقيب واثنين برتبة رائد، فضلاً عن إصابة 35 عسكرياً معظمهم جنود.