قال إدوارد سنودن إنه أنجز مهمته في توعية المجتمع ليغير نفسه، وإنه ربح المعركة، وانشق من جانب الحكومة إلى جانب الشعب.


اعلن إدوارد سنودن، مسرب وثائق وكالة الأمن القومي، بعد سبعة اشهر على كشف برامجها التجسسية الواسعة في مراقبة الاتصالات والانترنت أن quot;المهمة أُنجزتquot;.

وكانت الوثائق التي سربها اماطت اللثام عن استخدام وكالة الأمن القومي أحدث التطورات التكنولوجية للتجسس على مواطني بلدها وملايين آخرين في دول العالم، وكذلك تجسس الحلفاء على حلفائهم مثل تجسس الولايات المتحدة على المانيا، وتجسس استراليا على اندونيسيا.

تغيير نفسه

قال سنودن في مقابلة استمرت 14 ساعة مع صحيفة واشنطن بوست: quot;من ناحية الارتياح الشخصي، المهمة أُنجزت بالنسبة إليquot;. وأضاف أنه يعتبر نفسه ربح المعركة مؤكدًا انه لم يكن يريد تغيير المجتمع بل منح المجتمع فرصة ليقرر ما إذا كان يريد تغيير نفسه. واضاف أن هدفه كان تمكين المواطنين من أن تكون لهم كلمة في طريقة حكمهم.

وكشف سنودن أن زملاء له في وكالة الأمن القومي لاحظوا بقلق أن الاميركيين الذين تتجسس عليهم الوكالة في اميركا أكثر من الروس الذين تتجسس عليهم في روسيا، ولم يكونوا راضين تمامًا على البيانات التي كانت تُجمع عن مواطنين اعتياديين.

الصفحة الأولى

وتحدث سنودن عن تطبيق ما سماه quot;اختبار الصفحة الأولىquot; على زملائه بسؤالهم كيف سيكون رد فعل الرأي العام برأيهم إذا نُشرت هذه المعلومات على الصفحة الأولى لجريدة من الجرائد.

وقال إنه نقل مخاوفه إلى ما لا يقل عن 4 من مدرائه و15 من زملائه في وكالة الأمن القومي، واستخدم خرائط وتخطيطات بيانية ليبين حجم المعلومات التي كانت تُجمع. لكن وكالة الأمن القومي نفت لصحيفة واشنطن بوست حدوث ذلك.

لا كحول

ومضى سنودن قائلًا إنه اقترح تغيير أنظمة الوكالة بحيث يكون هناك تخويل ثان لنقل الملفات إلى قرص صلب، لكن اقتراحه رُفص. ولو جرى العمل به لما تمكن من نقل كل الملفات التي اخذها معه. وقال سنودن إنه لا يعمل على اسقاط وكالة الأمن القومي بل من أجل تحسينها. واضاف: quot;ما زلتُ أعمل لوكالة الأمن القومي الآن، وهم الوحيدون الذين لا يدركون ذلكquot;.

ولم يكشف سنودن شيئًا يُذكر عن حياته لاجئًا في موسكو، وشبَّه نفسه برجل زاهد وقطة منزلية نادرًا ما يغادر البيت بل يقضي غالبية ايامه في تصفح الانترنت، رغم أن زوارًا جاؤوا له بأكوام من الكتب. وأكد انه لا يتعاطى الكحول ولم يتناوله يوما في حياته، ويعيش عمليا على الشعرية.

مفتاح انتحار

وكانت تكهنات سرت بأن سنودن برمج مفتاحا الكترونيا باسم quot;مفتاح الرجل الميتquot; يطلق آلاف الوثائق على الانترنت إذا استهدفته وكالة الأمن القومي أو جهاز تجسسي آخر بالاغتيال أو أي عملية أخرى. لكنه نفى ذلك، واصفًا مثل هذا المفتاح بأنه quot;مفتاح انتحارquot;، في اشارة إلى وجود اشخاص يريدونه أن ينشر ما لديه من معلومات بلا مراجعة وبلا حذف وسيكونون مستعدين لقتله بسببها.

وقال إن رئيسي لجنة الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين هما اللذان انتدباه في موقع المسرِّب بسبب تقصيرهما في أداء مهمتهما الرقابية على وكالة الأمن القومي ومحاسبتها. وشدد سنودن على انه ليس لديه علاقة بالحكومة الروسية وقال: quot;إذا انشققت فاني انتقلت من الحكومة إلى الشعبquot;.