استعاد جيش جنوب السودان، الثلاثاء، مدينة بور في ولاية جونقلي، وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على المدينة من أيدي مسلحي ريك مشار، النائب السابق للرئيس.


الخرطوم: قال سلفا كير رئيس جنوب السودان اليوم الثلاثاء إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على بور عاصمة ولاية جونقلي من المتمردين، وهي مدينة رئيسية كان المتمردون التابعون لريك مشار النائب السابق للرئيس قد استولوا عليها الاسبوع الماضي.

وأعلن رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميادريت الليلة أن قواته استعادت السيطرة على مدينة (بور) عاصمة ولاية (جونقلي) من قبضة المتمردين بعد أن استولوا عليها الاربعاء الماضي.

وقال الرئيس سلفاكير للصحافيين بالعاصمة جوبا quot;لقد استعدنا المدينة وقواتنا تقوم حاليا بتطهيرها من اي قوات هناكquot;.

يذكر ان المعارك اندلعت في جنوب السودان الاسبوع الماضي حيث اعلن الرئيس سلفاكير عن احباط انقلاب عسكري قام به نائبه السابق ريك مشار.

وسيطر حليف مشار الجنرال بيتر قاديت على المدينة القريبة من العاصمة جوبا التي فر اليها الاول بعد ملاحقته ثم انتقل منها الى عاصمة ولاية (الوحدة) النفطية (بانتيو) التي يقطنها سكان ينتمون الى قبيلته (النوير).

وفي الخرطوم أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في تصريح اليوم استعداد بلاده للقيام بأي دور إيجابي يسهم في ارساء السلام في جنوب السودان مؤكدا استمرار الاتصالات مع قيادة دولة الجنوب حتى تنتهي الحرب ويعم السلام.

ودعا البشير الفرقاء في دولة جنوب السودان إلى نبذ العنف وضرورة تحكيم صوت العقل مجددا التزام بلاده بتنفيذ كل ما ورد في اتفاقيات التعاون الموقعة مع دولة الجنوب.

و جدد الرئيس البشير تأكيد حرص السودان على تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان.

مجلس الامن يوافق على ارسال ستة الاف جندي دولي اضافي

واجاز مجلس الامن الدولي الثلاثاء ارسال نحو ستة الاف جندي دولي اضافي لتعزيز قوة الامم المتحدة في جنوب السودان (مينوس) والسماح لها بحماية المدنيين في شكل افضل.
وتبنى المجلس باجماع اعضائه ال15 قرارا يرفع السقف المسموح به لعديد جنود قوة الامم المتحدة من سبعة الاف الى 12 الفا و500 جندي، فيما سيبلغ عديد عناصر الشرطة 1323 عنصرا بعدما كان 900.

وبذلك، تصبح قوة مينوس ثالث بعثة اممية لحفظ السلام في العالم لجهة عدد الجنود الدوليين، بعد بعثتي جمهورية الكونغو الديموقراطية ودارفور.
والتعزيزات التي تشتمل ايضا على مروحيات قتالية واخرى للنقل وخبراء في حقوق الانسان سيتم الاستعانة بها من بعثات اخرى للامم المتحدة في افريقيا (جمهورية الكونغو وساحل العاج ودارفور وليبيريا). لكن القرار 2132 يورد بوضوح ان اعادة الانتشار هذه ستخضع للمراجعة.

وابلغ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المجلس بان اعادة الانتشار هذه quot;لن تتم بين ليلة وضحاهاquot; وان الامم المتحدة quot;لا يمكنها حماية جميع المدنيينquot; في جنوب السودان. واضاف ان هذا الامر يعود الى طرفي النزاع عبر الدعوة الى مفاوضات بين الرئيس سلفا كير وخصمه نائبه السابق رياك مشار.
وصادق المجلس في قراره على quot;توصية (بان) بتعزيز العديد الشامل لقوة مينوس في شكل موقت بهدف مساعدتها في حماية المدنيين وتقديم المساعدة الانسانيةquot;.

وعلى الامين العام ان يرفع تقريرا الى المجلس خلال اسبوعين حول نشر التعزيزات وquot;مراجعةquot; العديد quot;في شكل مستمرquot;.
وطالب المجلس ايضا بquot;وقف فوري للاعمال الحربيةquot; بين انصار سلفا كير ورياك مشار، طالبا quot;بدء حوار فوريquot; بين الرجلين.

ونددت الدول ال15 الاعضاء باعمال العنف بين اتنيتي النوير والدنكا وكذلك بquot;انتهاكات حقوق الانسان والتجاوزات التي ارتكبها كل الاطراف بمن فيهم المجموعات المسلحة وقوات الامن الوطنيةquot;.
واكد القرار ان quot;المسؤولين عن انتهاك قوانين حقوق الانسان ينبغي ان يحاسبواquot;.

ودعا المجلس quot;جميع الاطراف الى التعاون تماما مع قوة مينوسquot; لحماية المدنيين، محذرا من ان الهجمات على طواقم الامم المتحدة quot;لن تكون مقبولةquot;.
وهربا من المعارك واعمال العنف الاتنية، لجأ 45 الف مدني سوداني جنوبي الى قواعد للامم المتحدة وباتوا تحت حماية القبعات الزرق.

وقتل جنديان دوليان من الهند في هجوم على قاعدة للقوة الاممية الخميس في اكوبو بولاية جونقلي.

مقبرة جماعية !

عثر على مقبرة جماعية في جنوب السودان في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية (شمال) بحسب ما أعلنت الثلاثاء في جنيف المفوضة العليا في الأمم المتحدة المكلفة حقوق الإنسان نافي بيلاي، بينما تستمر المعارك بين القوات الحكومية ومقاتلين تابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار.

وقالت بيلاي في بيان نشر في جنيف: quot;لقد عثرنا على مقبرة جماعية في بنتيو ويمكن ان تكون هناك مقبرتان جماعيتان في جوباquot;.

من جانب آخره، قال وزير الإعلام في جنوب السودان خلال مؤتمر صحفي في جوبا، إن ولاية الوحدة أصبحت تحت سيطرة قوات رياك مشار، مضيفا أنه في حال وجود مقبرة جماعية فذلك يعين أن قوات مشار هي التي ارتكبت مجزرة.

وتخضع جوبا لسيطرة حكومة الرئيس سلفاكير، وإذا ثبت وجود مقابر جماعية، فمن المتوقع أن يضع ذلك الحكومة في حرج دولي بالغ.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين تحدث عن مزاعم بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان، وعمليات تطهير عرقي، مشيراً إلى أن الوضع في جنوب السودان طارئ ويستدعي اهتمام المجتمع الدولي.

وقال دبلوماسيون إن بان سيطلب نحو 5000 جندي لدعم حفظ السلام في جنوب السودان، ليصل العدد الإجمالي إلى 11800 جندي.

وأضاف الدبلوماسيون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أنه من المرجح أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يوافق على الإجراء الثلاثاء.