قال تقرير روسي إن نتائج التحاليل التي أجراها خبراء روس على عينات من رفات ياسر عرفات أظهرت أنه توفي لأسباب طبيعية، وليس بسبب التسمم.


نصر المجالي: أبلغ فلاديمير أويبا، مدير الوكالة الروسية للبحوث البيولوجية الصحافيين، الخميس، أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات quot;مات ميتة طبيعية وليس بسبب إشعاعquot;.
وأضاف أن هذه النتائج التي توصل إليها الخبراء الروس الذين فحصوا عينات أخذت من جثمان ياسر عرفات، أكدها خبراء فرنسيون، ووافق عليها خبراء سويسريون بعد أن تراجعوا عن استنتاجاتهم.
وكان علماء سويسريون كشفوا وجود بولونيوم مشع في رفات ياسر عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مقتولاً بهذا السم.
وأفاد تقرير صادر عن المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية بأن مقادير غير طبيعية من البولونيوم وجدت في حوض عرفات وأضلاعه وفي التربة الموجودة تحت جثمانه.
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، بعد نقله من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرًا من قبل الجيش الإسرائيلي منذ كانون الأول 2001 (ديسمبر).
وأجرى خبراء فرنسيون وسويسريون وروس في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي تحاليل على مقتنيات شخصية للرئيس عرفات ورفاته بعد نبشه، من أجل التأكد من صحة فرضية وفاته بالتسمم بمادة البولونيوم.

عباس يشكر بوتين
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس شكر الروسي فلاديمير بوتين، على الجهود التي بذلها الوفد الطبي والخبراء الروس في فحص رفات عرفات، للتأكد من طبيعة وفاته.
وفي 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، سلم أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، رسالة شكر نيابة عن الرئيس عباس، إلى السفير الروسي في فلسطين الكسندر روداكوف، ذكر فيها أن تقارير الخبراء الروس قد وفرت معلومات وأدلة جديدة من شأنها التسريع في كشف الحقيقة كاملة، ومعرفة الظروف التي أدت إلى وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وأطلع أمين عام الرئاسة السفير الروسي على آخر المستجدات بشأن العملية السلمية، والعراقيل التي تواجه المفاوضات الحالية بين فلسطين وإسرائيل، بسبب استمرار الاستيطان.
يذكر أن الفريق الطبي الروسي كان قد قدم إلى الأراضي الفلسطينية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بناء على طلب السلطة الفلسطينية لفحص رفات الرئيس عرفات، من أجل التأكد من طبيعة وفاته، والكشف عن أي آثار لوجود مادة سمية مشعة.
سهى عرفات تطعن
ويشار إلى أن سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل كانت قالت في مطلع الشهر الحالي أنها تنوي quot;الطعن أمام القضاء الفرنسي، في نتائج التقرير الطبي الفرنسي الخاص بظروف وفاة زوجهاquot;.
وقالت سهى عرفات: quot;بعد التشاور مع عدد من الخبراء القانونيين وخبراء المعهد السويسري الذي أجرى فحوصًا على عينات من رفات الشهيد عرفات، وبعد مقارنة التقرير الفرنسي مع التقرير السويسري، قررنا التوجه إلى القضاء الفرنسي للطعن بنتائج التقرير الطبي الفرنسيquot;.
واضافت حينذاك في تصريحات نقلتها (فرانس برس): quot;سنطعن بالتقرير وآلية عمله والنتائج التي توصل اليها وسنبيّن الدليل على صحة طعنناquot; من خلال المحامين الموكلين بالقضية امام القضاء الفرنسي.
وتابعت quot;حسب الخبراء السويسريين الذين أجروا هم أيضًا فحوصًا مخبرية على عينات من رفات عرفات، هناك عيوب فنية في التقرير الفرنسي أدت إلى استخلاصات غير دقيقةquot;.
تقارير خاطئة
وأوضحت سهى عرفات أن الخبراء يرون أن نتائج التقرير الفرنسي quot;خاطئة جملة وتفصيلًا وسنطلب خبراء جددًا يحللون العينات لأننا علمنا أنه لا يوجد أي مختص في تحليل الاشعاعات من الخبراء الذين اجروا الفحوصاتquot;.
واوضحت أن التقدم بالطعن للقضاء الفرنسي سيكون خلال الايام القليلة القادمةquot;، واشارت إلى أنه سيكون لقاء بين الخبراء الفرنسيين والسويسريين خلال الأيام القادمة لمناقشة التقريرين من قبلهماquot;.
واضافت ان quot;الخبراء السويسريين سيثيرون جملة من التساؤلات وخاصة أنهم علماء في التخصص الاشعاعيquot;، مشيرة إلى انهم quot;استخدموا أدوات متقدمة جدًا لم يستخدمها الفرنسيون واهمها أنهم اجروا فحوصًا للهواء داخل قبر الشهيد الراحل ياسر عرفات واموراً أخرى لم يجرِها الفريق الفرنسيquot;.
وكان توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة ياسر عرفات اتهم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل بعد تسلم اللجنةنتائج تحاليل اجريت على عينات من رفات عرفات وكشفت أن الوفاة لا تعود لأسباب طبيعية.