عقدت المجالس العسكرية التابعة للجيش الحر في المعضمية وأفراد من إدارات عسكرية وسياسية نظامية هدنة 48 ساعة تسمح بدخول الاغذية إلى المحاصرين في المعضمية.


خرقت اشتباكات عنيفة اندلعت بعد ظهر الخميس الهدنة التي تم التوصل اليها امس بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معضمية الشام قرب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. (التفاصيل)

الجوع أو الركوع. هذا عنوان الحصار الذي فرضه بشار الأسد على معضمية الشام، شأنها شأن مدن عديدة في ريف دمشق. استمر الحصار ضيقًا عامًا ونيفًا، إلى أن تمكنت المجالس العسكرية التابعة للجيش السوري الحر في المدينة وأفراد من ادارات حكومية عسكرية وسياسية في المنطقة من عقد هدنة قصيرة في معضمية الشام، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة.

هدنة قصيرة

وبحسب ناشطين في المدينة، اتفق الطرفان على هدنة تستمر 48 ساعة، بدأت هشة أمس الأربعاء بتنفيذ الثوار المحاصرين شرط النظام، وهو رفع العلم السوري، الذي يتخذه النظام شعارًا، على مبنى مرتفع في المدينة.

وقالت مصادر الجيش السوري: quot;إذا استمرت الهدنة حتى يوم الجمعة، يسمح بدخول الطعام إلى المدينةquot;. بينما نقلت وكالة رويترز عن أحد ناشطي الثورة السورية قوله: quot;إذا صمدت الهدنة، وسمح النظام بدخول الطعام، يمكن تطبيق اتفاق أوسع تسلم بموجبه قوات المعارضة الاسلحة الثقيلةquot;.

أضاف: quot;النظام قال إنه يريد الدبابات والمدافع، وقال إنه مستعد لشرائها ودفع ثمنها، لا توجد ضمانات من أي جانب... فهذه حربquot;.

فك حصار

قد لا يمكن تحقيق مثل هذه الهدنة في مناطق سورية أخرى تسيطر عليها جماعات متشددة، لكنها بادرة على امكانية الحد من العنف والجوع في واحدة من أشد المناطق السورية معاناة. فالحواجز العسكرية التابعة للنظام قطعت كل طرق الامداد عن المواطنين المحاصرين داخل المعضمية، في سياسة تجويع مدروسة، ما دفع بالأهالي لأكل ورق الشجر والخيول والقطط، بعد فتاوى أجازت لهم ذلك.

فشلت كل المحاولات الميدانية والمناشدات الدولية في فك الحصار، ما أدى إلى موت عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية، وإلى زيادة وتيرة المعاناة مع موجة الصقيع التي تضرب البلاد، وهذا ما حصل سابقًا في مخيم اليرموك وأحياء حمص القديمة، وما يجري اليوم في ريف دمشق الشرقي، حيث تحاصر المدن وتجوّع لإخضاعها.

نصر مبين!

وبالرغم من أن محاولات دخول الجيش النظامي إلى المعضمية باءت كلها بالفشل، والثوار السوريون في المدينة في موقع قوة، إلا أنهم آثروا التنازل عن تفوقهم الميداني لصالح إنقاذ المدنيين من الجوع، الذي صار لا يطاق.

تناول الناشطون الهدنة التي صورها النظام نصرًا مبينًا، وتساءلوا عن معنى انتصار عظيم على بلدة صغيرة، أحرزته جيوش خمس دول. وعلق مغرد على الخبر قائلًا: quot;سنتان تحت القصف، وجيوش نظامية جرارة من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وحزب الله وكتائب أبو الفضل العباس ومرتزقة الحرس الثوري الايراني والعراقي وخبراء روس، ولم تركع المدينة، رفع العلم 24 ساعة من أجل اطعام الاطفال ومداواة الجرحى، فهذه جريمة من جرائم الحرب للنظام وليست انتصارًا والله مهزلة، فهم يبحثون عن أي نصر ولن يجدوهquot;.

وعلق آخر: quot;العلم المرفوع هو علم الجمهورية العربية السورية وليس علم النظام، هو علم الجمهورية العربية السورية الذي هو بالاصل علم الجمهورية العربية المتحدة، واستخدم للمرة الاولى في العام 1958، قبل وصول آل الأسد الى السلطةquot;.