كشف مرصد عراقي معنيّ بالحريات الاعلامية اليوم عن قيام القوات العراقية باطلاق النار على صحافيين اعتقادًا منها بأنهم مجموعة من الإرهابيين فاصابت اثنين منهم بجروح. وقال المرصد إن 273 صحافيًا عراقيًا وأجنبيًا منهم 161 صحافيًا قتلوا بسبب عملهم وكذلك 62 فنيًا ومساعدًا إعلاميًا منذ عام 2003. ودعا المالكي إلى وضع آلية حماية مناسبة تجنب إستهداف الصحافيين ومؤسساتهم في البلاد.


لندن: عبر مرصد الحريات الصحافية العراقي عن قلقه البالغ من quot;الأساليب الوحشية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية ضد وسائل الإعلام العراقيةquot; ودعا الحكومة العراقية والسلطات الأمنية إلى وضع خطة محكمة لحماية المؤسسات الإعلامية في جميع مناطق البلاد.

وأشار المرصد في تقرير اعده عن عملية اقتحام انتحاريين مبنى فضائية صلاح الدين في تكريت مركز محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) الاثنين الماضي وتسلمت quot;أيلافquot; نسخة منه الخميس ان المسلحين المهاجمين قد أعدموا 5 صحافيين بالرصاص والقنابل اليدوية وهم: مدير الأخبار رعد ياسين البدي ومقدمة البرامج وسن العزاوي والفني جمال عبد الناصر و المصحح اللغوي احمد خطاب عمر ومدير قسم التنسيق محمد عبد الحميد.

وأبلغ عاملون في فضائية صلاح الدين المرصد بتفاصيل عملية إقتحام مبناها في تكريت والتي أدت إلى مقتل 5 من الصحافيين والفنيين بينهم مذيعة وعاملون بعضهم تجاوز عمره 70عاما حين إستخدم 4 إنتحاريين سيارة مفخخة وهاجموا الفضائية. وقال أحد المسؤولين في القناة إن القوات الأمنية قامت بتدمير مرسلات البث الفضائية بواسطة قاذفة RPG خشية من سيطرة المسلحين على شاشة التلفزيون وإستخدامها لبث بيانات معينة.

وأوضح إن عملية إقتحام مبنى الفضائية قادها 4 إنتحاريين يستقلون سيارة نوع (أوبل) صالون تحمل ألواحاً غير قانونية حيث جرى تبادل اطلاق نار كثيف بين الإنتحاريين وحرس المبنى الذين لم يتمكنوا من ردع المهاجمين ليقتحموا المبنى المكون من أربعة طوابق وقاموا فور دخولهم المبنى بإطلاق النار على مقدمة البرامج وسن العزاوي التي أصيبت في منطقة الرأس ما أدى إلى مقتلها في الحال.

وتبلغ العزاوي من العمر 34 عاما وهي متزوجة وأم لطفل بصير وتعمل مقدمة برامج ومذيعة أخبار في القناة منذ تأسيسها. وأضاف أنّ المسلحين قاموا بإعدام الفني جمال عبد الناصر بعد إقتحام غرفته في الطابق الأول وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص. وكان الناصر يعمل مونتيرا في القناة ويبلغ من العمر 24 عاماً ولم يمض على زواجه سوى ثلاثة أسابيع.

ثم اقتحم المسلحون الطابق الثاني من المبنى وتمكنوا من تحطيم باب غرفة الأخبار وإلقوا قنبلة يدوية بداخلها ما أدى إلى مقتل مدير قسم الأخبار رعد ياسين البدي والمصحح اللغوي أحمد خطاب عمر.

ويعد رعد ياسين البدي من المصورين التلفزيونيين المخضرمين حيث كان يعمل في تلفزيون بغداد ويبلغ من العمر 63 عامًا وهو أب لأربعة أولاد. أما أحمد خطاب عمر فيعد من أقدم المصححين اللغويين العاملين في الصحافة العراقية إذ تحمل بطاقة عضويته في نقابة الصحفيين رقم 72 وكان يعمل مصححاً لغوياً في جريدة الجمهورية ببغداد ويبلغ من العمر 73 عاماً.

وأوضح المرصد ان المسلحين قاموا بعدها بإقتحام الطابق الثالث الذي يضم قسمي التنسيق والأرشيف وقاموا بقتل مدير القسم محمد عبد الحميد بعد إلقاء قنبلة يدوية عليه ما أدى إلى مقتله في الحال وهو يبلغ من العمر 48 عاما ومن سكنة العاصمة بغداد ويعمل في قناة صلاح الدين منذ 5 أعوام.

واكد إستخدم المسلحين أساليب عنيفة في ملاحقة موظفين هربوا منهم إلى سطح مبنى القناة وحين عجزوا عن تحطيم الباب المؤدي إلى السطح أطلقوا النار على خزانات الأوكسجين المستخدمة في أجهزة التبريد لتفجيرها بهدف قتل من كان يختبيء من الموظفين هناك وقد ظن المسلحون بالفعل إنهم قتلوا.

أحد الناجين من الحادثة قال للمرصد إنه وزملاء آخرون له قرروا الهرب بإستخدام سلم الطوارئ الخلفي لمبنى الفضائية إلا عناصر الشرطة أطلقوا النار بالخطأ عليهم ظناً بأنهم مع المسلحين ما أدى إلى جرح أحمد إبراهيم وهو أحد الفنيين العاملين في القناة الذي سقط من على سلم البناية بعد إصابته بطلق ناري وأصيب إثر ذلك بكسور مضاعفة، كما أصيب أحد السائقين في القناة بطلق ناري في كتفه.

وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; الهجوم الذي نفذه إنتحاريون ضد فضائية صلاح الدين بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع تعنى بأخبار الجماعات الإسلامية المتطرفة.. موضحا إن الهجوم جاء quot;بتوجيه من وزارة الحرب في الدولة الإسلامية في العراق والشام وعليه إنطلق فارسان من فرسان دولة الإسلام مدججين بأسلحتهم صوب مقر فضائية صلاح الدين التي ما فتأت تدس السموم وتشوه الحقائقquot; على حد قول التنظيم.

وأشار المرصد إلى أنّ العراق مايزال على مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب وتعرض الصحافيون والعاملون معهم لهجمات متتالية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 حيث قتل 273 صحافيا عراقيا و أجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي، منهم 161 صحفيًا قتلوا بسبب عملهم الصحافي وكذلك 62 فنيًا و مساعدًا إعلاميًا فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الإخرى التي إستهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأت إستهدافهم بسبب العمل الصحافي.. كما تم اختطاف 65 صحافياً ومساعداً إعلامياً قتل اغلبهم ومازال 14 منهم في عداد المفقودين حيث ان جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها ويتجاوز عددها بكثير عن أي بلد آخر في العالم.

ودعا مرصد الحريات الصحافية رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى التدخل ووضع آلية حماية مناسبة تجنب إستهداف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في البلاد. وكانت مجموعة من الانتحاريين والمسلحين قد أقتحمت ألاثنين الماضي بناية تضم فضائيتي العراقية الرسمية وصلاح الدين في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

وقال مصدر أمني ان قوة عسكرية من الفرقة الرابعة المسلحة للجيش العراقي قد طوقت المبنى من الخارج ودارت اشتباكات بين افرادها والمسلحين. وقد كلفت هذه الفرقة باقتحام المبنى حيث انتشر جميع عناصرها على المبانى القريبة وسط اغلاق لجميع الشوارع المؤدية إلى المبنى واستطاعت من قتل المسلحين بمساندة الطيران.