وافقت الصين رسميا السبت على تخفيف سياسة الطفل الواحد التي تطبقها منذ عشرات السنين. خاصة إذا كان أحد الزوجينهو الطفل الوحيد في أسرته.


بكين: تبنت أعلى هيئة تشريعية في الصين السبت، قرارا يسمح للأزواج بإنجاب طفلين إذا كان أحد الزوجين الطفل الوحيد في أسرته.

زذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين وافقت رسميا، السبت، على تخفيف سياسة الطفل الواحد التي تطبقها منذ عشرات السنين.

ومررت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني - بعد التصويت في جلستها المنعقدة مرة كل شهرين - القرار الخاص بتعديل وتحسين سياسة تنظيم الأسرة.

وكان المشرعون الصينيون قد تباحثوا كثيرا بشأن أهمية مواصلة تنظيم الأسرة عند مناقشة مشروع قانون يبحث تخفيف القيود على سياسة الطفل الواحد، حيث أجرى أعضاء اللجنة الدائمة للمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني مجموعات نقاش بشأن مشروع قانون يطالب بتخفيف القيود على سياسة الطفل الواحد المستمرة في البلاد على مدار عقود، والتي ستسمح للزوجين بإنجاب طفلين إذا كان أحد الأبوين طفلا وحيدا.

وأرسل مجلس الوزراء الصيني، مشروع القانون إلى اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني خلال دورته نصف الشهرية، حيث قال تشى وان تشون عضو اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني خلال مجموعة المناقشة إن quot; تخفيف سياسة إنجاب طفل واحد لاتعني اننا سنترك تنظيم الأسرة، ولكنه إجراء لتنظيم الأسرة أيضاquot;.

ويرى سياسيون صينيون أنه من الصواب أن يتم تعدل سياسة تنظيم الاسرة في مواجهة الظروف الجديدة، ولكن من المهم أن تنفذ بصرامة سياسات تنظيم الاسرة لضمان نمو سكاني مستدام، وأنه سواء تم تخفيف القيود المفروضة على سياسة انجاب طفل واحد ام لا، فإن هناك اشخاصا ينتهكون قوانين تنظيم الأسرة وسياساتها ويجب أن يعاقبوا.

وبموجب السياسة الجديدة سيسمح للزوجين بأن يكون لهما طفلان إذا كان أحد الزوجين طفلا وحيدا، وسابقا كان لا يسمح للزوجين بإنجاب طفل آخر إلا إذا كان كلاهما طفل وحيد.

ووضعت الحكومة تصورا لهذه الخطة قبل نحو خمس سنوات بسبب تخوف المسؤولين من أن القيود الصارمة تقوض النمو الاقتصادي.

وقالت وكالة quot;شينخواquot; إن القرار الذي وافق عليه رسميا البرلمان الصين، السبت، سيسمح للمجالس التشريعية المحلية بتحديد موعد تنفيذ هذه السياسات.

من جانبه قال عميد جامعة الشعب الصيني ونائب رئيس جمعية السكان الصينية الأستاذ تشاى تشن وو إن حوالي 60 % من العائلات في المدن الصينية على استعداد لإنجاب الطفل الثاني، ولكن رغبة العائلات القروية أعلى من أسر المدن كثيرا، من 80 % إلى 90 % عائلة قروية ترغب في إنجاب طفلين ، بالإضافة إلى ذلك ، ربما يمكننا توقع مؤشرات الخصوبة من خلال اهتمامهم بهذه السياسة.

ووفقا لدراسة اجتماعية حديثة حول قضية الطفل الواحد يبدو أنّ أهم سبب في عدم رغبة بعض الأسر في إنجاب طفلين هو التكاليف الاقتصادية العالية جدا حيث وصلت النسبة إلى 16ر56 %، فضلا عن تكاليف تربية الطفل، و64ر16 % بسبب الارهاق فى العمل و01ر9 % بسبب الانشغال فى العمل طوال اليوم، و10 % بسبب أن طفل واحد يكفي أو لأسباب أخرى.

وكانت الصين قد اعلنت مرارا إنها تهدف إلى تحقيق استقرار عدد سكانها في حدود حوالي مليار و390 مليون نسمة بحلول عام 2015 من خلال التمسك بسياسة تنظيم الأسرة الحالية المعروفة بسياسة الطفل الواحد، لكن الحكومة المركزية فى الصين توقعت أن عدد سكان البلاد سوف ينمو ببطء أكثر خلال السنوات الخمس المقبلة نسبة لتراجع عدد النساء في سن الخصوبة أي في العشرينات من العمر، مع تواصل ارتفاع عدد كبار السن كما تتراجع كتلة العمالة ويزيد عدد السكان المسنين إذ أن المواطنين الذين ولدوا في عهد ازدهار الإنجاب الأول بالصين في الخمسينات سيدخلون مرحلة شيخوختهم.

وكانت الصين قد صلت خلال العام الماضي إلي مرحلة شكلت علامة فارقة في خريطتها السكانية عندما أعلنت الحكومة أنه للمرة الأولى تجاوز عدد سكان المناطق الحضرية مثيله في المناطق الريفية، إذ من المتوقع أن تؤدي الإجراءات الجديدة المرنة تجاه الانجاب فى الصين إلى زيادة مقدارها 12 مليون طفل جديد خلال السنوات الست المقبلة بمعدل مليوني طفل في العامين الأولين، بارتفاع للمعدل الطبيعي السائد وهو 17 مليون مولود جديد كل عام.