يخشى مسيحيون يعيشون في إسرائيل من حدوث انقسامات مجتمعية بسبب توجه الحكومة نحو تجنيد المسيحيين في الجيش، وهو ما يؤيده بعض أفراد هذه الأقلية.

القاهرة: في وقت ينظر فيه المسيحيون العرب إلى أنفسهم من الناحية التاريخية باعتبارهم جزءًا من الشعب الفلسطيني ويعتبرون الخدمة في الجيش الإسرائيلي من المحظورات، جاء التوجه الحكومي الذي بدأت تظهر ملامحه خلال الآونة الأخيرة لتجنيد هؤلاء المسيحيين في الجيش الإسرائيلي، ليتسبب في حدوث حالة من الانقسام داخل المجتمع هناك.
وأثار هذا التوجه نقاشاً عاطفياً حول الهوية بين المسيحيين، الذين يعتبرون أقلية صغيرة بداخل الأقلية العربية التي يعتنق أغلبها الإسلام. ورغم أن أعداد المسيحيين العرب الذين تم تجنيدهم حتى الآن لا يكاد يذكر، إلا أنه ونظراً لتعرضهم للخطر، فقد نشبت موجة غضب وبدأ يتهم كل جانب الجانب الآخر باستخدام تكتيكات التخويف والتحريض.
ونقلت شبكة فوكس نيوز الأميركية عن الأب جبرائيل نداف، القس الذي يروج لحملة تجنيد المسيحيين العرب في الجيش الإسرائيلي، قوله quot;يتعين على المسيحيين أن يخدموا في الجيش إن كانوا يريدون الاندماج في المجتمع الإسرائيلي والحصول على وظائفquot;. وأضاف في كلمة ألقاها خلال أحد المؤتمرات بفندق محلي هناك، quot;كما أني أؤمن بالمصير المشترك للأقلية المسيحية والدولة اليهوديةquot;.
فيما قال المتحدث باسم الأب جبرائيل إن بقية دول منطقة الشرق الأوسط تعتبر أماكن خطرة بالنسبة للمسيحيين، على عكس الأريحية التي يشعرون بها في إسرائيل.
وأضاف هذا المتحدث، ويدعى شادي خالول، منوهاً في سياق حديثه عن العمليات التي يتم من خلالها استهداف الطوائف المسيحية بسوريا، والعراق ودول أخرى من جانب الميليشيات الإسلامية، quot;يحرقون الكنائس، يذبحون المسيحيين ويغتصبون الفتياتquot;.
وفي المقابل، أشار المسيحيون العرب المعترضون على توجه الخدمة بالجيش الإسرائيلي إلى أن الهدف الحقيقي هو تقسيم وإضعاف عرب إسرائيل الذين يقدر عددهم بـ 1.7 مليون فرد، يتألفون من مسلمين، مسيحيين ودروز. وقال باسل غطاس النائب العربي المسيحي في الكنيست الإسرائيلي، quot; إنها خطة صهيونية قديمة. والمسيحيون جزء لا يتجزأ من المجتمع العربي، ولن يسمحون بحدوث ذلكquot;.
وسبق لشادي خالول أن قال مطلع الشهر الجاري أمام إحدى لجان الكنيست التي تنظر في احتمال تجنيد المسيحيين إن إسرائيل لا يجب أن تنظر إليهم على أنهم جزء من الأقلية العربية، مضيفاً :quot; فيمكنني القول إننا رهائن لهذا المجتمعquot;. كما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتنياهو، أن بعث برسالة دعم وتأييد للأب نداف ومؤيديه، ووعدهم بأنه سيقدم للعدالة أي شخص يحاول أن يمنعهم من التجنيد.
وأكد عزمي حكيم، الذي يرأس مجلس طائفة الروم الأرثوذكس في الناصرة ويعارض مساعي تجنيد المسيحيين في الجيش الإسرائيلي، أن أغلبية المسيحيين يرفضون تلك المساعي، وأنه قلق بالفعل من نجاحها نظراً لأنها تحظى بدعم الحكومة.