تضاربت الأنباء في تونس بشأن إعتقال زعيم تنظيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المعروف بـquot;أبي عياضquot;، والذي تتهمه السلطات الانتقالية بالتورط في الارهاب. لكنّ السلطات الأميركية نفت نبأ اعتقال المتشدد في ليبيا.


إسماعيل دبارة من تونس: تناقلت وسائل الاعلام التونسية عشية الاثنين، نبأ اعتقال المتشدد الأبز في تونس والذي يعتبر زعيم التيار السلفي الجهادي، أبو عياض، في مدينة مصراتة الليبية.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصدر أمني قوله إن قوات أميركية وليبية اعتقلت الإثنين سيف الله بن حسين (أبو عياض) زعيم جماعة أنصار الشريعة الإسلامية المتشددة التونسية في مدينة مصراتة الليبية.

لكنّ متحدثا باسم القيادة العسكرية الأميركية نفى أن يكون الجيش الأميركي قد شارك في عملية اعتقال زعيم جماعة أنصار الشريعة.

وقال متحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا إنّ الجيش لم يشارك في أي عملية اليوم الاثنين ضد زعيم جماعة أنصار الشريعة التونسية المتشددة، نافيا ما ذكرته وسائل إعلام رسمية تونسية من أن قوات أميركية وليبية اعتقلت الزعيم المتشدد والملاحق في تونس بموجب قانون مكافحة الارهاب.

وقال المتحدث العسكري الأميركي: quot;لم تشارك القوات الأمريكية في أي عمليات تتعلق بأبي عياض زعيم أنصار الشريعة اليوم في ليبيا.quot;

وأبلغ مسؤولو أمن أميركيون وكالة quot;رويترزquot; أن أجهزة المخابرات الأمريكية وأفرادها لم يشاركوا أيضا في أي عملية ضد quot;أبو عياضquot;.

إلى ذلك، نفت السفارة الأميركية في تونس في بيان لها على صفحتها الرسمية على فايسبوك، خبر اعتقال قوات أميركية خاصة لزعيم تنظيم أنصار الشريعة التونسي سيف الله بن حسين في عملية أمنية بمدينة مصراتة الليبية.

وقالت السفارة إنها تنفي نفيا قاطعا قيام قوات أميركية باعتقال بن حسين المكني بـquot;أبي عياضquot; الذي نشرته وسائل إعلام محلية في تونس كما دعت إلى التوجه الى السلطات الليبية للحصول على أي معلومات إضافية بخصوص خبر اعتقال quot;أبو عياضquot;.

وكانت الحكومة التونسية قد أعلنت يوم 27 آب/أغسطس 2013 جماعة أنصار الشريعة quot;تنظيما إرهابياquot; وإصدار بطاقة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين (48 عاما) الذي هرب إلى ليبيا.

وتتهم السلطات الجماعة المحظورة بإدخال أسلحة مهربة من ليبيا إلى تونس وبالتخطيط quot;للانقضاض على الحكم بقوة السلاحquot; وإعلان quot;أول إمارة إسلامية في شمال إفريقياquot;.

وقاتل أبو عياض في أفغانستان وأعلن ولاءه لتنظيم القاعدة واتهم بالتحريض على هجوم على السفارة الأمريكية في تونس منذ عام.

جماعة quot;أنصار الشريعةquot; التونسية نفن بالنقابل نبأ اعتقال زعيمها الفار.

وأكّدت الجماعة في بيان لها نشر على حساب الجماعة بتويتر أنّ quot;ما تداولته وسائل الإعلام العالمية صباح اليوم الإثنين مجرّد كذب ونقل للشائعات الغرض منه محاولة من هذه الواجهات الإعلامية للعب لعبة قذرة هدفها دفع شباب التيار إلى الرد المادّي وتأكيدا لتحذيرات الطواغيت وجندهم بمناسبة رأس السنة الصليبيةquot;.

وناشدت quot;أنصار الشريعة بتونسquot; شباب التيار السلفي quot;أن لا يصدّقوا هذه الشائعات ولا ينشروها وأن يتجنّبوا أصحابهاquot; على حدّ قولهم، ذلك أنّ أصحابها quot;لا تنتعش سوقهم إلا بالأخبار الكاذبةquot;.

وكان أبو عياض (45 عاما) الذي يتبنى السلفية الجهادية وشارك في القتال ضمن تنظيم القاعدة بأفغانستان، سجينا في تهم تتعلق بالإرهاب ولكنه استفاد من العفو التشريعي في آذار/ مارس عام 2011 في أعقاب الثورة التونسية.

وظهر أبو عياض مرتين علنا، على الأقل، خلال خطبة بجامع الفتح وسط العاصمة وأثناء تشييعه جنازة أحد القتلى من بين صفوف السلفيين في أيلول/ سبتمبر العام الماضي لكن قوات الأمن لم تبادر لإيقافه آنذاك.

وجماعة أنصار الشريعة هي الأكثر تشددا بين الجماعات الاسلامية التي ظهرت في تونس منذ الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في انتفاضة شعبية عام 2011.

وفي شهر اغسطس اب أعلن رئيس الوزراء التونسي علي العريض تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا بدعوى quot;تورطه في اغتيال معارضين علمانيينquot;.

وقال العريض: quot;نجحنا في تفكيك هذه الجماعة ونحن الان نلاحق آخر الجيوب وبعض العناصر المتبقية من الجماعة ولا مستقبل للارهاب في تونس..نحن نحقق تقدما واضحا في هذه الحربquot;.

واضاف ان قوات الامن تمكنت من اعتقال أكثر من 300 عنصر من هذه الجماعة وقتلت آخرين في عدة مواجهات في الأشهر الاخيرة.

وقال العريض ان quot;الحكومة لا تتوانى في محاربة الارهاب حتى تحافظ على امن وحرية التونسيينquot;.

وكشف العريض ان الشرطة احبطت مخططات لمجموعات كانت تنوي تفجير مبان حكومية وامنية وعسكرية بهدف إحداث فوضى في البلاد سعيا لاقامة دولة إسلامية.

ومضى يقول quot;رغم التقدم في الحرب على الارهاب فان تونس ستبقى متأهبة لمواجهة أي خطر محتمل أو حماقات من بعض الجيوب التي نلاحقهاquot;.

وذكر العريض ان المقاتلين الاسلامين في تونس استفادوا من الفوضى الامنية في ليبيا لاقامة علاقات مع جماعات اقليمية اخرى للحصول على السلاح واجراء التدريبات.

وفي وقت سابق، قال وزير الداخلية لطفي بن جدو ان ابو عياض زعيم انصار الشريعة الذي تطارده الشرطة بتهم التورط في التحريض على مهاجمة السفارة الامريكية في تونس العام الماضي فر على الأرجح الى ليبيا.

والأمن قضية حساسة بالنسبة لتونس التي يحكمها الإسلاميون المعتدلون الذين وافقوا على التنحى قريبا لانهاء شهور من الاضطرابات السياسية الناجمة عن اغتيال اثنين من القادة العلمانيين على يد متشددين اسلاميين.