صوّبت وسائل اعلام حزب الله سهامها على الهبة السعودية للجيش اللبناني، مشيرة إلى أنها quot;أمر ملكي للفتنةquot;، فيما رحّب أحمد فتفت بالدعم معتبرًا أن quot;الحزب أصبح ميليشيا تقتل الناس ولا علاقة له بالمقاومةquot;.


خاص بإيلاف من بيروت: تلقى المجتمع اللبناني بكثير من الأمل الخطوة السعودية بتمويل تسليح الجيش بمبلغ ثلاثة مليارات دولار، ورأى كثيرون أن هذه المبادرة من شأنها إعادة الاعتبار إلى الجيش وتمكينه من الدفاع عن البلاد في وجه الأخطار الخارجية وأداء المهمات الموكلة إليه بشكل أفضل.

على المستوى الرسمي لم يصدر عن حزب الله أي مؤشر، وحدها وسائل إعلامه تعاطت مع المسألة بشكل سلبي إذ عنونت إحدى الصحف القريبة من الحزب quot;أمر ملكي بالفتنةquot;، وربطت الهبة الملكية بشرط تشكيل حكومة أمر واقع تستبعد الحزب ملوّحة بأن ذلك من شأنه أن يقضي على أي أثر متبقٍ للدولة ناقلة عن مصادر مقربة من قوى 8 آذار أن هذه الخطوة ستدفع إلى اقتحام السرايا الحكومية وأن لا وساطات ستثني عن هذا العمل.

عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، شدد على أن المملكة دعمت الدولة اللبنانية دائماً ولم تدعم فريقاً دون آخر، وقال quot;أذكّر بأن المملكة دعمت بشكل كبير مادياً إعادة الإعمار في الضاحية وفي الجنوب عقب العدوان الاسرائيلي في العام 2006، وذلك لمن يريد أن يتذكّر من أصحاب الذاكرة الاستنسابيةquot;.

مؤشرات سلبية

وعن كيفية تلقف حزب الله للمبادرة السعودية بدعم الجيش، أضاف فتفت في حديث إلى quot;إيلافquot; quot;قرأنا في الصحف القريبة من حزب الله كلاماً تشكيكياً مؤسفاً، وصلتنا الرسالة عبر إعلام الحزب بأنه تلقف المبادرة السعودية بشكل سلبي جداً، أما مسألة الإخراج فتبقى شأناً آخرquot;.

وصرّح quot;لطالما كنا سمعنا انتقادات تتهمنا بأننا لم نقدم شيئاً للجيش، وها هي المملكة أخذت المبادرة اليوم لدعمه بمبلغ ضخم فليتفضلوا وليأتوا بنصف هذا المبلغ من إيران لنصفق لهم، المنطق السعودي هو دائماً بالتعاطي مع الشرعية في لبنان وفي كل الدول الأخرىquot;.

سلاح الاغتيال

ونبّه فتفت إلى وجوب وضع حد لسلاح حزب الله الآن رافضاً ربط مصير هذا السلاح بما قدمته المملكة للقوات المسلحة، وتابع: quot;سلاح حزب الله تحول إلى سلاح اغتيالات والحزب أصبح ميليشيا تقتل الناس ولا علاقة له بالمقاومة، واليوم فإن أي اغتيال يتم في لبنان يكون حزب الله مسؤولاً عنه من جهتين: الأولى لأنه منع قيام الدولة القوية بسبب امتلاكه سلاحاً غير شرعي، وثانياً لأنه يمكن أن يكون مسؤولاً عن تنفيذ عمليات الاغتيال هذهquot;.

وشدد على أن quot;أي نقطة دم ستسقط من 14 آذار ستكون في رقبة حسن نصرالله ونقولها صراحةquot;.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت هذه الهبة قد تشكّل مدخلاً لتفاهم سعودي إيراني حول سلاح حزب الله ولبنان، قال quot;هذا موضوع مختلف، ولا مانع لدينا من أن تقدم إيران دعماً للجيش اللبنانيquot;

دور الحريري

وعن الدور الذي لعبه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تأمين هذه الهبة، أوضح فتفت أنه لا يملك معطيات قاطعة في هذا الشأن، وقال quot;رأينا اجتماعات الرئيس الحريري في الرياض وتحديداً مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وإن لم نكن نملك معلومات لكن المؤكد أن الرئيس الحريري لعب دوراً إيجابياً وداعماً في هذا المجال، وهو سعى الى دعم الجيش منذ زمن خلال وجوده في الحكومة وخارجهاquot;.

سحب الذرائع

رأى ألبير كوستانيان، عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب، أن المساعدة التي قدمتها المملكة تمثل خطوة كبيرة إن من ناحية قيمتها التي تعادل موازنة الجيش بأضعاف عديدة أو من حيث أهميتها في تسليح الجيش وتطويره لدحض حجة الذين يقولون دائماً إن الجيش غير قادر على القيام بمهامه، وقال: quot;نقدر موقف المملكة التي سمحت بمبادرة الملك عبدالله أن يتحقق هذا الأمر، لا سيما أن لبنان يطالب المجتمع الدولي منذ زمن بتسليح الجيش وتطويرهquot;.

وقال عضو المكتب السياسي لحزب quot;الكتائبquot; في حديث لـquot;إيلافquot;: quot;نتمنى أن يعود بعض الأفرقاء إلى رشدهم ليعرفوا أن وضع حصرية السلاح في يد الجيش سيسمح بتسليحه إن بمبادرات مثل ما فعلت المملكة أو من دول أخرى، ويبدو أن الكويت والإمارات ستقومان بخطوة مشابهة، ونتمنى أن تساهم فرنسا في بيع السلاح للجيش بأسعار مخفضة، الهبة السعودية خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل تمكين الجيشquot;.

وشدد على أن حزب quot;الكتائبquot; يطالب منذ سنوات بحصر السلاح في يد الجيش، وقال: quot;موقفنا ثابت ونحن لا نعترف بأي مقاومة منذ أن انسحب جيش الاحتلال سنة 2000 ونحن نعتبر أن القرار 425 طُبق، وبالتالي فإن المقاومة فقدت سبب وجودها، وأن كل سلاح خارج إطار الدولة غير شرعي والجهة التي تمسك به هي ميليشيا، وهذا موقف واضح وإن كنا نعتمد اللياقة مع حزب الله في الممارسة السياسيةquot;.

لبننة الحزب

ولفت كوستانيان إلى وجود عاملين في كيفية تلقف حزب الله لمسألة المساعدة السعودية للجيش، وقال quot;العامل الأول هو أن قرار حزب الله على المستوى الاستراتيجي ليس بيده وليس هو مَن يقرر بل إيران، وبالتالي فإن المساعدة السعودية للجيش تنطوي على رسالة إلى إيران لأن تتعاون مع الدولة اللبنانية وليس مع فئة مذهبية استفزازيةquot;.

ولفت إلى أن هذه الخطوة ستصب في خانة سحب الذرائع من الحزب والضغط على إيران لتتخذ قراراً استراتيجياً بلبننته.

وتابع: quot;يبقى لدينا بصيص أمل في أن يعي حزب الله بأنه لا يستطيع أن يخوض معركة في سوريا وغيرها ضد أغلبية سنية في المنطقة لأن هذه هي حقيقة الأمور، وقلنا ذلك للحزب حرصاً عليه وعلى الطائفة الشيعية، وأملنا في أن تضغط الطائفة الشيعية على الحزب للذهاب في اتجاه اللبننةquot;.