تواجه روسيا مهمات شاقة على صعيد أمني تزامنًا مع توليها رئاسة مجموعة الثماني ابتداءً من أول كانون الثاني (يناير) 2014، وكذلك مع استعداداتها لدورة الالعاب الاولمبية الشتوية في منتجع سوتشي.

على وقع تداعيات التفجيرين الدمويين في مدينة فولغوغراد، والخشية العالمية من تأثيرات الإرهاب على قمتي الثماني ودورة الألعاب الشتوية، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المكلفين بإتمام الاستعدادات لتسلُّم روسيا سدة رئاسة مجموعة الدول الكبرى الثماني، بإعطاء الموضوعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي وتعزيز نظام منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة المخدرات أولى اهتماماتهم.
وجاء في بيان نُشر على موقع رئاسة جمهورية روسيا quot;الكرملينquot; على شبكة الإنترنت: على وزارة الخارجية الروسية أن تعطي المسائل المتعلقة بحل القضايا الدولية الحادة وتوطيد أنظمة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب الدولي ومكافحة المخدرات أولى اهتماماتها، عندما تستعد لتولي روسيا رئاسة مجموعة الثماني في عام 2014 وعقد اجتماع قمة دول quot;بريكسquot;، واجتماع قمة منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2015، بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع والجهاز الأمني الروسي وهيئة مكافحة المخدرات.
وتتسلم روسيا سدة رئاسة مجموعة الثماني في أول يناير/ كانون الثاني 2014، ومن المتوقع أن يعقد رؤساء الدول الثماني اجتماعاً في مدينة سوتشي في يونيو/ حزيران المقبل.

الدول الأعضاء
وتضم الدول الصناعية الكبرى في العالم كلاً من: الولايات المتحدة، اليابان، ألمانيا، روسيا الاتحادية، إيطاليا، المملكة المتحدة، فرنسا، وكندا.
ويمثل مجموع اقتصاد هذه الدول الثماني 65% من اقتصاد العالم وأغلبية القوة العسكرية (تحتل 7 من 8 مراكز الأكثر انفاقاً على التسلح وتقريباً كل الأسلحة النووية عالمياً).
وتتضمن أنشطة المجموعة مؤتمرات على مدار السنة ومراكز بحث سياسية مخرجاتها تتجمع في القمة السنوية التي يحضرها زعماء الدول الأعضاء. أيضاً، يتم تمثيل الاتحاد الأوروبي في هذه القمم.
وتتناوب الدول الأعضاء في مجموعة الثماني سنويًا على رئاسة المجموعة، حيث تضع الدولة الحائزة على الرئاسة الأجندة السنوية للمجموعة وتستضيف القمة لتلك السنة.
مساعدات عاجلة
وكان بوتين عقد اجتماع عمل مع رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف، أمس الاثنين، وصرح الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف بأن رئيس الدولة ورئيس الحكومة بحثا تقديم المساعدة المالية وتوفير غير ذلك من الدعم لأسر ضحايا انفجارين وقعا في مدينة فولغوغراد.
وقالت وزارة الدفاع المدني والطوارئ الروسية في بيان أصدرته الثلاثاء إن حصيلة انفجاري فولغوغراد ارتفعت إلى 33 قتيلاً. وهناك 65 مصاباً يرقدون في المستشفيات.
ووقع أحد الانفجارين الإرهابيين اللذين استهدفا قتل الأبرياء عند مدخل محطة القطارات بمدينة فولغوغراد يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول، ووقع ثانيهما في إحدى حافلات النقل العام في اليوم الذي تلاه.
قلق أميركي
وإلى ذلك، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من أن اسلاميين متشددين ربما يجهزون لهجمات بهدف عرقلة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي ستقام في منتجع سوتشي الروسي في فبراير/ شباط وعرضت توثيق التعاون في مجال الامن مع روسيا على الرغم من توترات بين البلدين في وقت سابق هذا العام.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية إن جماعة متشددة أصدرت تهديدات صريحة ومباشرة لعرقلة الالمبياد. وقال مسؤولون آخرون إن مناطق قريبة من سوتشي من بين المناطق الروسية الاكثر عرضة حاليًا للتمرد الاسلامي واضطرابات أخرى.
وقال المسؤول الاميركي quot;من الواضح أنه توجد حساسيات في علاقتنا مع موسكو لكن تعزيز الامن الاولمبي والجهود الاوسع لمكافحة الارهاب هما بالتأكيد مجالات ذات اهتمام مشترك.quot;
وأضاف قائلاً quot;يبرز التفجيران في فولغوغراد الخطر والحاجة الى العمل بشكل وثيق مع روسيا من اجل ضمان حماية المواطنين الاميركيين المشاركين واولئك الذين سيحضرون الالعاب الاولمبية في سوتشي.quot;
وقال مسؤولون امنيون اميركيون إن الحكومة لم تفاجأ بتفجيري فولغوغراد وانها توقعت أن مثل هذه التفجيرات ربما تحدث في الفترة السابقة على الالعاب الاولمبية.
واضافوا أن السلطات الاميركية والروسية تجريان اتصالات مكثفة في ما يتعلق بالاستعدادات الامنية للاولمبياد. ومن المتوقع أن تتبادل الولايات المتحدة مع روسيا معلومات ربما تجمعها عن تهديدات محتملة للالعاب الاولمبية.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية يوم الاثنين: quot;نحن نتخذ الكثير من الاحتياطات الامنيةquot; في ما يتعلق بالالعاب الشتوية.
الأولمبية تدين
من جهته، أدان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، التفجيرين اللذين هزا مدينة فولغوغراد الروسية، وأثارا مخاوف أمنية بشأن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، المقرر إقامتها في منتجع quot;سوتشيquot; في فبراير/ شباط القادم.
وأعرب باخ، في رسالة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ثقته في أن دورة quot;سوتشيquot; ستجري quot;بهدوء وأمانquot;، مؤكداً قناعته بأن quot;الحكومة الروسية ستقوم بكل ما يلزم لضمان إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية بهدوء، ومن دون مخاطر للاعبين والمشاركين.quot;
ووصف رئيس اللجنة الأولمبية، الذي يتطلع لإقامة أول دورة ألعاب أولمبية بعد توليه منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التفجيرين اللذين هزا فولغوغراد بـquot;هجمات خسيسة ضد مواطنين أبرياء.quot;
وجاءت تصريحات باخ بعد قليل من إعلان اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم quot;روسيا 2018quot; عن مراجعة كافة الإجراءات الأمنية، وأعربت عن quot;أسفها العميقquot; لتفجيري مدينة فولغوغراد، التي من المقرر أن تستضيف عدداً من مباريات البطولة، على ملعبها الذي يتسع لنحو 45 ألف مشجع.