اتهم المجلس الوطني السوري المعارض حزب الله اللبناني الموالي للنظام السوري بشنّ quot;هجوم مسلحquot; على قرى في وسط سوريا، معتبرًا ذلك quot;تهديدًا خطيرًاquot; للعلاقات السورية اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة.


بيروت: قتل ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا، بحسب ما ذكر مصدر في حزب الله اليوم الاحد، مشيراً الى أنهم كانوا quot;في مواجهة للدفاع عن النفسquot;.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس: quot;قتل لبنانيان وجرح 14 آخرون في مواجهات مع المجموعات المسلحة امس السبتquot;. واضاف في وقت لاحق أن quot;لبنانيًا ثالثًا توفي متأثراً بجروحهquot;.

واوضح المصدر رافضًا الكشف عن اسمه أن هؤلاء كانوا quot;في معرض الدفاع عن النفسquot;، وأنهم quot;مقيمون في الاراضي السوريةquot;.

ودفن احد اللبنانيين الثلاثة اليوم في سوريا.

واقر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في تشرين الاول/اكتوبر بأن بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون quot;المجموعات المسلحةquot; في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك quot;بغرض الدفاع عن النفسquot;.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس وقوع هجوم امس على quot;قرى سورية شيعية حدودية مع لبنان يقيم فيها لبنانيونquot;، مشيراً الى اشتباكات بين هؤلاء اللبنانيين quot;الموالين لحزب الله ومسلحي المعارضةquot; السورية اسفرت عن مقتل عشرة مقاتلين على الاقل، فيما لم يعرف عدد القتلى بين المسلحين الداعمين للنظام.

هذا في وقت اتهم المجلس الوطني السوري حزب الله بالقيام بهجوم على قرى في سوريا. حمل المجلس الوطني السوري في بيان له اليوم الاحد الحكومة اللبنانية مسؤولية quot;سياسية واخلاقيةquot; للعمل على ردع هذا quot;العدوانquot;. واوضح المجلس أن عناصر من حزب الله اللبناني قامت quot;بهجوم مسلح على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير في محافظة حمص (وسط)، ما أوقع ضحايا بين المدنيين السوريينquot;.

واضاف المجلس أن ذلك تسبب quot;في تهجير مئات منهم وخلق أجواء من التوتر الطائفي في المنطقةquot;، مشيرًا الى أن ذلك وقع quot;باستخدام الحزب أسلحة ثقيلة تحت سمع وبصر قوات النظام السوريquot;. وحمّل البيان الحكومة اللبنانية quot;مسؤولية سياسية وأخلاقية في العمل الجاد على ردعه ومنع تكرارهquot; حفاظًا على العلاقات الاخوية السورية اللبنانية، وquot;منعًا لتورط لبناني في الخوض في الدم السوري الغاليquot;.

وقال البيان إن هذا quot;الهجوم يشكل انتهاكًا فاضحًا للسيادة السورية والقوانين والاعراف الدولية ولميثاق الجامعة العربية (...) كما يشكل عدوانًا على سوريا ارضًا وشعبًا، وعلى العلاقات السورية اللبنانيةquot;.

وطالب المجلس في بيانه الامم المتحدة والجامعة العربية والرئيس اللبناني ميشال سليمان quot;بإدانة هذا العدوانquot;، معتبرًا quot;الصمت على هذا التدخل الفظ في الشؤون الداخلية السورية تساهلاً في مسألة تهدد السلم والامن الاقليميين، وقبولاً بتكرار هذا الفعل غير الاخلاقي، الذي يهدف إلى قمع تطلع الشعب السوري نحو الحرية والكرامةquot;.

ورأى المجلس في quot;استنجادquot; النظام السوري بعناصر حزب الله اللبناني quot;مؤشرًا اضافيًا إلى ضعف وتهالك النظام السوري ومدى استخفافه بالسيادة الوطنية السورية واستماتته في البحث عن منقذ له من السقوط، دون جدوىquot;.

وكانت لجان التنسيق المحلية افادت عن quot;استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات من النظام وعناصر من حزب الله اللبناني الذين يحاولون اقتحام مدينة القصير بالتزامن مع قصف عنيف على القرى والبلدات المحيطة بهاquot;.

واشارت اللجان الى مقتل اربعة اشخاص وعدد من الجرحى جراء الاشتباكات، quot;وسط اوضاع انسانية وطبية صعبة تعيشها المدينة في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه عليها قوات النظامquot;.

ويعد حزب الله الشيعي الحليف اللبناني الأقوى لنظام الرئيس الاسد، ويتهمه معارضون بأنه يقاتل الى جانب القوات النظامية في سوريا. وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اكد في تشرين الاول/اكتوبر 2012 أن بعض المنتمين الى الحزب من اللبنانيين المقيمين في هذه القرى يقاتلون quot;مجموعات مسلحةquot; نافيًا علاقة الحزب بقرارهم.

وأتت تصريحات نصر الله بعد تشييع الحزب في البقاع (شرق لبنان) عددًا من عناصره الذين قال إنهم قتلوا quot;اثناء قيامهم بواجبهم الجهاديquot;، من دون أن يقدم تفاصيل اضافية عن ظروف مقتلهم. وتتهم المعارضة اللبنانية الداعمة للمعارضة السورية حزب الله الذي اعلن مرارًا وقوفه سياسيًا الى جانب النظام السوري، بارسال مقاتلين الى دمشق. كما تحدثت تقارير اعلامية غربية عن مثل هذا الدعم.