سيول: تؤدي بارك غون-هيه اول رئيسة لكوريا الجنوبية اليمين الدستورية الاسبوع المقبل في حدث تاريخي تطغى عليه التجربة النووية الاخيرة لكوريا الشمالية وتهديدات صادرة عن بيونغ يانغ.

وقامت ابنة الدكتاتور بارك تشونغ-هي (1968-1979) بحملة تركزت على سياسة الانفتاح الحذر على بيونغ يانغ بعكس سلفها المتشدد لي ميونغ-باك.

غير ان خططها قد تؤجل اقله على الامد القصير، بعدما اغضبت التجربة النووية في 12 شباط/فبراير الكوريين الجنوبيين وجعلت الصقور في حزب بارك المحافظ الحاكم، اكثر تشددا.

ولا يزال مجلس الامن الدولي يناقش كيفية الرد، لكنه من شبه المؤكد سيشدد العقوبات على بيونغ يانغ، في خطوة قد تؤدي الى رد حاد من الشمال وحتى احتمال تجربة نووية اخرى.

وقال كيم جانغ-سو، وزير الدفاع السابق الذي تم تعيينه مستشارا لبارك لشؤون الامن القومي، في نفس يوم التجربة النووية ان سياسة الادارة الجديدة quot;لن تكون كالسابقquot;.

ودانت بارك بشدة التجربة وحذرت نظام الزعيم الشمالي كيم جونغ-اون من انه سيتسبب بانهياره مع عزلته التامة عن المجتمع الدولي.

وسيكون اول تحد امام الرئيسة الجديدة المتشددون في حزبها الذين يعارضون بشدة انفتاحا مع بيونغ يانغ حتى ان عددا منهم بدأوا اطلاق دعوات في العلن لكوريا الجنوبية لبناء رداعها النووي الخاص.

وقال ون يوو-شول القيادي في حزب quot;الجبهة الجديدةquot; الذي تنتمي له بارك quot;نحن بحاجة ماسة لحل (مسألة) القدرة النووية غير المتوازنة بين الكوريتين وقد نحتاج نحن لاسلحة نووية كحد ادنى للدفاع عن النفسquot;.

واظهر استطلاع نشره quot;غالوب كورياquot; الاربعاء ان اكثر من 60 بالمئة من الكوريين الجنوبيين يدعمون فكرة ان يكون لسيول قدراتها الخاصة من السلاح النووي.

وفي نفس الوقت فان جهود بارك لتهدئة الصقور في حزبها تقوضها التصريحات الحربية المتزايدة القادمة من الشمال.

والثلاثاء حذر موفد كوريا الشمالية الى مؤتمر للامم المتحدة في جنيف حول التسلح من ان كوريا الجنوبية تواجه quot;الدمار الاخيرquot; اذا ما سعت سيول وحلفائها لقرارات اكثر تشددا بسبب البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وقال كيم يونغ-هيون بروفسور الدراسات الكورية الشمالية في جامعة دونغوك ان بارك لن تكون حرة التصرف بعد تنصيبها.


وقال كيم ان quot;مجلس الامن الدولي سيفرض بالتأكيد مزيدا من العقوبات التي ستؤيدها سيولquot;. واضاف quot;في مثل هذه الاجواء ارى فرصة ضئيلة لاجراء محادثات جوهرية عبر-الحدود لستة اشهر على الاقلquot;.

وكانت بارك وعدت بتنفيذ سلسلة من برامج الرعاية الاساسية لصالح المسنين الذين يتزايد عددهم بسرعة من سكان كوريا الجنوبية. لكن تجربة الشمال نتج عنها تغيير في اولوليات الانفاق.

وقالت بارك الاثنين quot;نحن الان امام حاجة غير متوقعة لزيادة ميزانية الدفاعquot;.

ودأب الشمال تقليديا على فحص مزاج الرؤساء الجدد لكوريا الجنوبية مع توليهم الرئاسة، واحيانا بهدف اجبار سيول --والولايات المتحدة-- على الدخول في مفاوضات.

ورغم الاجواء الصعبة قال موون شونغ-ان البروفسور في السياسة في جامعة يونسي، ان بارك بحاجة للتصرف بسرعة وبشكل quot;استباقيquot; لتكون كوريا الجنوبية الوسيط الدولي الرئيسي مع الشمال.

واضاف موون quot;بهذه الطريقة يمكن لبارك ان تحظى بنفوذ سياسي اكبر من ذي قبل مع الصين والولايات المتحدة ... لذا تحتاج ان تاخذ موقفا اكثر انفتاحا واستباقيةquot;.

والاتصالات بين الكوريتين مجمدة فعليا منذ اتهام سيول بيونغ يانغ بقصف احدى سفنها الحربية في آذار/مارس 2010. واوقف الجنوب كافة اشكال التجارة والمساعدة للشمال الفقير.

ونفت كوريا الشمالية اي ضلوع لها لكنها قصفت جزيرة في الجانب الكوري الجنوبي من الحدود البحرية المتنازع عليها في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 مما ادى الى مقتل اربعة كوريين جنوبيين واثار لفترة وجيزة مخاوف اندلاع نزاع شامل.

وقال بايك هاك-سون المحلل الكوري الشمالي في معهد الابحاث سيجونغ ان الموقف المتشدد لسلف بارك، الرئيس لي، لم يفض الى اي نتيجة ويجب الاستغناء عنه.

واضاف بايك quot;اذا ما اتخذت بارك موقف المواجهة سينتهي بها الامر الى تكرار نفس اخطاء لي، الذي لم يفشل فقط في وقف طموحات الشمال النووية بل ايضا جعل العلاقات بين الكوريتين اكثر سوءاquot;.

وقال quot;تحتاج لان تعمل باسرع وقت ممكن على اعادة اطلاق حوار رغم انه لن يكون سهلا سياسياquot;.