المصالحة الفلسطينية المتأرجحة لا تعطي أملاً للمواطنين بإمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قريبًا، رغم تحديث سجل الناخبين، في وقت يتشوق فيه قطاع الشباب إلى ممارسة الحق الديمقراطي بالاقتراع.

غزة: تساؤلاتٌ كثيرة يطرحها المواطن في فلسطين حول جدوى تحديث السجل الانتخابي بحيث يشكك الغزيون بإمكانية حدوث انتخابات جديدة، رغم التأكيد على أن عودة لجنة الانتخابات للعمل في غزة خطوة إيجابية بحد ذاتها.
خطوة ايجابية لتفعيل المصالحة
ويرى المحلل السياسي quot;مخيمر أبو سعدةquot; الخطوة بأنها ايجابية بشكل كبير وهي تدفع باتجاه المصالحة التي تتذبذب حلقاتها بين المماطلة والرفض لبنود الاتفاق المقرر إتمامه في القاهرة .
ويتابعquot;من الجيد أن يدرك الغزيون أن خطوة التسجيل والتحديث لبياناتهم هي خطوة أولى في سبيل استكمال باقي الخطوات التي ربما سوف تُعيقها مماطلاتٌ هنا وهناك.
وعن جدوى هذه الخطوة، يقولquot;السنوات السبع الماضية حملت الكثير من المعاناة نتيجة الانقسام في الشارع الفلسطيني ، سواء على الصعيد الداخلي كشأن واحد أو على صعيد الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية، تمثلت هذه الخطوة ببدء الاتفاق على بنود المصالحة، عن طريق عقد جلسات متواصلة بين الفريقين الخصمين فتح وحماس، توقفت الفصائل في القاهرة عن اللقاءات بسبب الأحداث التي جرت في مصر والتي ستعاود لقاءاتها من جديد بعد انتهاء الأزمة المصرية.
ويواصلquot;من ينظر إلى حجم المشاركة الشعبية في تحديث السجل الانتخابي يرى استعداد المواطنين وتقبلهم لفكرة وجود قادة سياسيين جُدد ينتخبهم الفلسطينيون في غزة والضفة، ومما يجب التأكيد عليه حول المشاركة الكبيرة وبنسب فاقت التوقع من مدينة غزة هو عامل التغيير الذي ساهم بشكل أساسي في تزايد الأعداد والإقبال على التحديث الانتخابي ،أبرز التغيُّرات هي الحروب، البطالة، والمدة الطويلة للحكم ساهمت في هذا الإقبال الجماهيري على التسجيل للانتخابات .
وأضاف:quot; بالطبع هناك معوقات قد تقف حائلاً أمام الانتخابات كعدم التوافق مثلاً على صيغة محددة للمصالحة، وربما قد لا تحدث أيضاً انتخابات وهو وارد جداً وقد يستطيع أي فلسطيني التنبؤ بمثل هذه الخطوات من خلال المواقف المتباينة والمختلفة على الساحة الفلسطينية لقيادات الفصائل الحاكمة سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وعن سؤال quot;إيلافquot; حول تشكيل الرئيس محمود عباس الحكومة القادمة التي قد تُعتبر انتقالية يشير الى أنهquot;يجب أن نفهم عدة أمور أبرزها أن الحكومة الانتقالية هي فقط حكومة لتسهيل مهمات من أجل الاستعداد للانتقال بعد الانتخابات للحكومة التي سيتم انتخابها من قبل الأفراد الذين سجلوا في التحديث الانتخابيquot;.
ويختم حديثه بأن الوضع الراهن ليس مبشراً لإتمام أي عملية مصالحة جديّة فكل الأطراف تتحمل المسؤولية، وربما جاءت خطوة التحديث للسجل الانتخابي هي فقط من أجل امتصاص غضب الجماهير في كلا القسمين من الوطن .
إسرائيل تحاول أن تُخضع الشعب الفلسطيني إلى سياستها هي من خلال إتباعها سياستها المعروفة فرّق تسد، والتي نجحت بها وبشكل ممتاز طيلة السنوات الماضية .
تسجيل لانتخابات لن تحدث
الشاب quot;محمد لافي 22 عاماًquot;يعتبر هذه الخطوة بأنها جيدة وأفرحته فهو كما يقول لم يحضر أي انتخابات فلسطينية قبل ذلك، ويتحدث لمراسلة إيلاف عن التحديث للسجل الانتخابي بأنه ممتاز quot;فهو يعطينا الفرصة لاختيار الأشخاص الذين نرغب بأن يكونوا على سدة الحكم، وعندما قمت بالتسجيل للانتخابات فهو حقي الطبيعي جداً الذي أعطاني إياه القانون الفلسطينيquot;.
ويتابع حديثه بابتسامة سخريةquot;سجلتُ للانتخابات لكن لن تحدث ولن أنتخب أي مرشح، فالأمر لن يتم بالمطلق، طالما أن النفوس لم تستعد بعد لخطة المصالحة.
وأضاف:quot; المصالحة لم تتحقق بعد والضفة وغزة تعانيان ويلات الانقسام الذي ينعكس على حياتنا اليومية،لم نعد نطمح بأي نوع من الاستقرار، فكل شيء في الوطن غير مباح لأصحابه حتى الانتخاباتquot;.
ويرى الشاب الذي يدرس المحاماة بأنه يتمنى أن يترشح للانتخابات وأن يتواجد عنصر الشباب في البرلمان التشريعي، فمن الطبيعي على الشباب أن يتفهموا حاجات أنفسهم، وأضاف:quot;أنظر بعين الحسرة إلى ما قد يحدث لو لم تجرِ هذه الانتخابات سنستمر بالوضع الراهن من فرقة سياسية بين شقي الوطن وهذا سيضر بالقضية الفلسطينية بشكل كبيرquot;.
مجرد كذبة وصدقناها
الشابةquot; سهاد منصورquot;تبدي رأيها وبسخطٍ واضحquot;التسجيل للانتخابات مجرد كذبةٍ أطلقها السياسيون بعد الاجتماعات السرية بينهم ونحن صدقناها.
لم أنتخب قبل ذلك، فلم نجرب انتخابات منذ سبع سنوات وكنت في الانتخابات الماضية طفلة لذلك لم أسجل .
وتقول:quot; شعرتُ بالسعادة الكبيرة حين أعلنوا عن التسجيل للانتخابات سرعان ما تبدلت الفرحة الى يأسٍ أصابني وأنا أستمع إلى التصريحات من القادة هنا وهناكquot;.
وتتابعquot;من حقنا كشباب أن نطالب بالعدالة الاجتماعية، وأن تنحل قضايا البطالة والفقر من خلال ممثل لنا يتحدث باسمنا في المجلس التشريعي لكن هذا لم يحدث سابقًا سواء بالحكومة في غزة أو الضفة الغربيةquot;.
وتختم حديثهاquot;أمل أن تحدث انتخابات، وأن يترشح عن الشباب مرشح يمثلُ صوتنا واحتياجاتنا ضمن البرلمان الفلسطيني هذا الحلم بدأ بخطوة التسجيل وربما قد ينتهي بتنفيذه على أرض الواقع وهذا ما نتمناه .
أولى الخطوات
الناطق والمسؤول في لجنة الانتخابات المركزية المشرفة على تحديث السجل الانتخابي quot;جميل الخالديquot; يقولإن ما جرى بغزة والضفة من تحديث للسجل الانتخابي هو خطوة ايجابية مطلوب من الجميع أن يعمل على تنفيذها من أجل إتمام بنود المصالحة، أولى الخطوات بعقد الانتخابات.
وأضاف:quot; نستطيع القول بأن نسبة التسجيل فاقت التوقعات خصوصاً على صعيد مدينة غزة التي حصدت ما نسبته 90% من المواطنين الذين يحق لهم الانتخابات وقد حدثوا سجلاتهم الانتخابيةquot;.
ويلفت القول إلى أنه طوال الأيام المحددة للتحديث كان الإقبال كبيراً وواضحاً من عنصر الشباب الذين جاؤوا من أجل أن يمارسوا حقوقهم.
وكما يرى الكثيرون ورغم الإقبال الكبير من المواطنين على تحديث سجلهم الانتخابي يبقى الخوف والترقب يسود المواطن الذي يتساءل عن خطوة التحديث وجديتها طالما أن خطوة المصالحة لم تعقد بعد.