رفضت قوى المعارضة المصرية دعوات الرئيس مرسي إلى الحوار الوطني،معلنة في الوقت ذاته مقاطعتها لإنتخابات مجلس النواب،مشيرة إلى أن الإخوان يحاولون السيطرة على مفاصل الدولة.


القاهرة: تصاعدت الأزمة السياسية في مصر، ولم ينجح الرئيس محمد مرسي في احتواء المعارضة الغاضبة، بل تسبب في إتساع الهوة معها، لا سيما بعد تحديد موعد الإنتخابات البرلمانية في 22 أبريل/ نيسان المقبل، فيما أعلنت العديد من الأحزاب والقوى السياسية رفضها للحوار الوطني الذي دعا إليه مرسي، كما أعلنت مقاطعتها لإنتخابات مجلس النواب.

يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه نشطاء وعسكريون متقاعدون إلى تنظيم مظاهرات تأييد للجيش المصري، ودعوته للنزول إلى الساحة السياسية مرة أخرى، وتنظم هذه المظاهرات أمام المنصة وقبر الجندي المجهول، بضاحية مدينة نصر بالقاهرة.

رفض الحوار والإنتخابات

رغم أن الرئيس المصري محمد مرسي حاول إحتواء المعارضة الليبرالية الغاضبة، إلا أنه لم يفلح، لا سيما أنها تقول إن الحالة السياسية في مصر صارت في أسوأ أوضاعها، بعد إصرار جماعة الإخوان المسلمين على إجراء الإنتخابات البرلمانية في 22 أبريل/ نيسان المقبل، متجاهلة موجة الغضب والعصيان المدني التي تجتاح البلاد، ومتجاهلة مطالب الرأي العام.

ورفضت قوى المعارضة الحوار الوطني حول نزاهة الإنتخابات، الذي دعا إليه مرسي، أمس الأحد 24 فبراير/ شباط الجاري، كما أعلنت مقاطعة الإنتخابات المقبلة، وقال المهندس بهاء الدين شعبان، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، لـquot;إيلافquot; إن جماعة الإخوان المسلمين تتجاهل المعارضة تماماً، وتصر على تنفيذ أجندتها في السيطرة على الدولة وإقصاء جميع ألوان الطيف السياسي، بما فيها حزب النور السلفي، الذي كان حليفاً لها على مدار عامين، لمجرد الإختلاف معها.

وأضاف شعبان أن الرئيس محمد مرسي وجماعته أغلقوا جميع أبواب الحوار مع المعارضة والشعب، مشيراً إلى أن الجماعة والرئيس يعيشون في عزلة عن الجماهير المصرية الغاضبة والناقمة على سوء الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية، بسبب سوء إدارة الدولة.

ولفت إلى أن المعارضة بقيادة جبهة الإنقاذ لن تجلس مع الرئاسة أو الإخوان في إجتماعات للحوار، بعد أن ثبت عدم جديتهم في هذا الصدد. وقال إن الرئيس لا يسمع سوى صوت الإخوان فقط، ولا يلتفت إلى أية أصوات أخرى، منبهاً إلى أن إجراء الإنتخابات في هذه الظروف العصيبة في ظل إنتشار العنف وإتساع حالة العصيان المدني في القاهرة والمحافظات يؤكد أن النية مبيتة لتزويرها، ولفت إلى أن المعارضة لن تشارك في الحوار الذي دعا إليه مرسي، ولن تشارك في الإنتخابات، لمنح جماعة الإخوان الشرعية التي تفتقدها حالياً.

حتى لا تكون هدية للإخوان

حركة 6 أبريل الثورية، لا تستبعد دعم مقاطعة الحوار والإنتخابات، وقال مؤسسها المهندس أحمد ماهر، إن الحركة لا تزال تنسق مع باقي القوى السياسية والأحزاب للخروج بموقف موحد حول المقاطعة أو المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وأضاف في تصريح صحافي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أن الحركة لم تكن تخطط للنزول بمرشحين في الانتخابات البرلمانية القادمة من الأساس، ولكنها كانت تسعى الى إحداث توافق حول قائمة واحدة للمعارضة في مواجهة الإخوان، ويتم دعم هذه القائمة من أعضاء الحركة في كل المحافظات.

وأشار إلى أن المستجدات الأخيرة تجعل فكرة المقاطعة أمراً وارداً خصوصًا بعد الاعلان المنفرد من رئيس الجمهورية عن موعد الانتخابات قبل التوافق مع باقي القوى السياسية وقبل الاتفاق النهائي حول قانون الانتخابات وحول تقسيم الدوائر، وتجاهل كل ما كان يثار حول الحوار الوطني والتوافق حول قضايا الحكومة والدستور والانتخابات، واصرار الاخوان المسلمين على اجبار الجميع على مسار وقوانين وانتخابات هزلية لصالحهم فقط.

وأضاف ماهر أن خيار المقاطعة يجب دراسته جيداً والتخطيط له بشكل جيد، لكي لا يكون هدية للاخوان، وتابع: quot;لو قاطع البعض وشارك البعض الآخر، فسوف يعطي ذلك شرعية للانتخابات ويجعلها هدية للاخوانquot;. وأشار إلى أن دعوات المقاطعة لا يجب أن تكون في وسائل الاعلام فقط، ولكن يجب أن تصل إلى الناخبين في جميع انحاء الجمهورية، وتكون مقنعة لهم لتنزع الشرعية عن تلك الانتخابات.

برلمان موازٍ وحكومة ظل

ودعا ماهر إلى إنشاء برلمان موازٍ، وقال: quot;يجب التفكير في تبعات المقاطعة وادماجها في الخطة كإنشاء برلمان موازٍ وحكومة ظل، لكي تكون المقاطعة مؤثرة. ونبّه إلى أنه quot;إذا لم يتحقق ذلك فسوف تكون المقاطعة الجزئية والاعلامية هدية للإخوان وسيتم تمرير الانتخابات وإعطاء شرعية لبرلمان الإخوان، ولفت ماهر إلى أن مراقبة الانتخابات ليست لها علاقة بالمقاطعة أو المشاركة، بل ستكون عاملاً هاماً لكشف نسب المشاركة الحقيقية والتجاوزات فى حال اتفقت القوى الوطنية على المقاطعة أو المشاركة.

مرسي يراوغ

فيما قال المهندس محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إن الرئيس لا يزال يناور ويراوغ من أجل تحقيق أهداف جماعة الإخوان المسلمين فقط، وقال لـquot;إيلافquot; إن دعوة الرئيس للحوار الوطني حول الإنتخابات مرفوضة من القوى السياسية، ولاسيما جبهة الإنقاذ، مشيراً إلى أنه لا حوار من دون تحقيق شروط المعارضة، ومنها تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تشرف على إجراء إنتخابات نزيهة وشفافة، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الإنتهاكات ضد حقوق الإنسان وأعمال القتل التي وقعت في عهد الرئيس مرسي. ولفت إلى أنه من دون تحقيق هذه الشروط لن يعتبر الجلوس مع الرئيس بمثابة تجميل لوجه جماعة الإخوان ومحاولة لإكسابها شرعية وشعبية خسرت منها الكثير طوال الأيام الماضية.

مظاهرات لدعم الجيش

وفي سياق ذي صلة، وفيما تتصاعد الإحتجاجات ضد حكم الرئيس محمد مرسي، إنطلقت دعوات تطالب الجيش المصري بالعودة للعملية السياسية، وأعلن نشطاء عن تنظيم مظاهرة، تحت عنوان quot;مطلب شعبي نؤيد نزول الجيش المصريquot;، ويتظاهر النشطاء في ميدان المنصة الشهير الذي قتل فيه الرئيس الراحل أنور السادات، ودعت للمظاهرات جماعات محسوبة على النظام السابق، ومنهم المغني عمرو مصطفى، وعدد من نشطاء فايسبوك، الذين يديرون صفحات مثل: quot;معاً ضد أخونة الجيش المصريquot;، quot;كلنا عمر سليمانquot;، quot;محبو اللواء سامح سيف اليزلquot;، quot;ضد كل من يحاول خيانة جيش بلدي quot;،الجيش المصري الإلكتروني لمساندة المجلس الأعلى للقوات المسلحةquot;، quot;لا لحكم الإخوانquot;، quot;صوت الأغلبية الصامتةquot;، وquot;حزب الكنبةquot;.

وقال سمير نجاح، عضو حركة حزب الكنبة، لـquot;إيلافquot; إن المظاهرات لا تهدف إلى دعوة الجيش للإنقلاب على الرئيس محمد مرسي، مشيراً إلى أنها تأتي لدعم الجيش في مواجهة محاولة جماعة الإخوان السيطرة عليه، وهو ما يعرف بـquot;أخونة الجيشquot;. وأضاف أن المظاهرت تستهدف أيضاً دعم الجيش بإعتباره حامي البلاد، لاسيما أنها تعرض لضغوط شديدة من قبل الإخوان في أعقاب تدمير أنفاق غزة وإغراقها بمياه الصرف الصحي.