شهد مجلس الدوما خلال الفترة الاخيرة مااعتبره البعض quot;حملة تطهيرquot; في صفوف النواب المخالفين لقوانينه الداخلية، وأولئك المتورطين بأعمال فساد واستغلال لمناصبهم على مستويات مختلفة. بعض هؤلاء النواب سحب تفويضه النيابي طوعا والبعض أرغم على الانسحاب بعد تصويت مجلس الدوما ضده ، فيما رفعت الحصانة عن قسم آخر كي يتمكن التحقيق من أخذ مجراه.


موسكو: آخر النواب المنسحبين من الدوما كان فلاديمير بيختين، وهو من كتلة حزب quot;روسيا الموحدةquot; ذات الأغلبية البرلمانية، والذي سلم تفويضا النيابي طوعا بعد انتشار معلومات عبر الانترنيت تفيد بامتلاكه عقارات في مدينة ميامي الأمريكية لم يصرح عنها قبيل الانتخابات البرلمانية، وهو ما يعد مخالفة لقوانين الانضمام إلى الدوما.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المدونين إلكسي نافالني وألكسي زياكين أن بيختين يمتلك في ميامي 3 عقارات على الأقل، شقتان وأرض بمساحة 2500 مترا مربعا، وهو ما نفاه بيختين بداية، ثم عاد بعد فترة لؤكد وجودها، إلى أن قام أخيرا بتسليم تفويضه النيابي بمحض إرادته، مؤكدا في الوقت نفسه أنه quot;سيتابع معركة الدفاع عن سمعتهquot; حسب تعبيره.

وإذ رحب حزب روسيا الموحدة بخطوة بيختين، اعتبر فلاديمير فاسيليف رئيس كتلة الحزب في مجلس الدوما أنهاquot; مثال يدل على أن القيم الأخلاقية مازالت موجودة في مجتمعنا وفي الوسط النيابي وفي كتلة روسيا الموحدة على الأقل، وما فعله بيختين عمل أخلاقيquot;، حسب قول فاسيليف.

بالمقابل يرى إيليا بونوماريوف، النائب عن حزب quot;روسيا العادلةquot; أن quot; تطهير الصفوف مرحب به، لكن الطريقة التي يتم من خلالها سيئة بتقديري، لأن الشعب اختارنا كي نمارس عملنا التشريعي ونساعد أناس محددين، لكننا بدلا من ذلك نخصص القسم الأكبر من وقتنا لهذا الجدلquot;.

بيختين ليس النائب الوحيد من روسيا الموحدة الذي سلم تفويضه فهناك أناتولي لوماكين الذي طلب سحب التفويض منه لأسباب صحية.

يشار إلى أن لوماكين يحتل المركز 79 في قائمة أكثر الروس ثراء، حسب مجلس فوربس إذ يمتلك مليارا و 200 مليون دولار.

وخلال الأسبوع الماضي انسحب كذلك فاسيلي تولستوبياتوف دون ذكر الأسباب، (وهو أيضا من حزب روسيا الموحدة)، إلا أن الكتل المعارضة في الدوما تتهمه تولستوبياتوف بإدارة الأعمال التجارية، وكان سبق هذه المجموعة في الخريف الماضي ألكسي كنيشوف الذي انسحب أيضا طوعا بعد ان حامت حوله شكوك لجنة التحقيق الفيدرالية بالجمع بين الصفة النيابي وإدارة الأعمال التجارية.

أما غينيادي غودكوف من حزب روسيا العادلة فقد كان أول نائب يصوت مجلس الدوما بفصله في الخريف الماضي بعد ما ثبت جمعه بين العمل النيابي وإدارة الأعمال التجارية.

كذلك فقد عدد من النواب الروس الحصانة البرلمانية تمهيدا لتسليمهم للتحقيق، ومن بينهم قنسطنطين شيرشوف من الحزب الشيوعي الروسي، المتهم بالمتجارة بالمقاعد والتفويضات البرلمانية، إضافة إلى أوليغ ميخييف من روسيا العادلة، المتهم بالغش والضغط على القضاء، وفاديم بولانوف من روسيا الموحدة، المتهم باستغلال منصبه حينما كان محافظا لنيجني نوفغورود.

الجدير بالذكر أن مجلس الدوما فقد في دورته السادسة الحالية عددا من النواب،هو الأكبر منذ تأسيسه.

ويؤكد المحللون الروس أن هذه النزعة تشبه إلى حد كبير عملية تطهير في صفوف الدوما، وما المشروع الذي قدمه الرئيس فلاديمير بوتين حول حظر امتلاك النواب حسابات مصرفية خارجية إلا خطوة في هذا الاتجاه.

ويقول ألكسي موخين المدير العام لمركز الإعلام السياسي: quot; الدوما الروسي بات يشبه أكثر البرلمانات الأوروبية، حيث ينظر في قضايا الشرف والأخلاق بشكل أكثر دقة وحساسية. والواضح أن الرئيس بوتين قرر تغيير هذه النزعة، وعلى الأغلب سيكون له ما أراد quot;، حسب تعبير موخين.