واشنطن: ستكشف الادارة الاميركية على ما يبدو جزءا من العمليات التي تقوم بها الطائرات من دون طيار لان الجيش سيشرف على بعضها فيما كانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) وحدها مسؤولة حتى الان عن المهمات السرية لهذه الطائرات.

لكن مصادر رسمية ذكرت ان هذا التغيير لن يطبق على الطائرات الهجومية في باكستان حيث يجري القسم الاكبر من مهمات هذه الطائرات.

وحتى مع هذا التغيير في الاجراءات، لا ينوي باراك اوباما بالتأكيد التخلي عن هذا التكتيك الذي اتاح التصدي في شكل كبير لتنظيم القاعدة كما يقول مستشاروه.

وذكر مسؤول طلب التكتم على هويته quot;اننا نناقش بجدية وضع بعض من هذه الانشطةquot; تحت اشراف الجيش.

وتعتبر ادارة اوباما ان الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار شرعية وفعالة.

واذا تسلم الجيش بعضا من مهمات الطائرات من دون طيار، فسيتيح ذلك مراقبة هذه العمليات بشكل افضل لأن على الجيش التحرك في اطار قانوني صارم ويمكن استدعاءه لجلسات استماع علنية في الكونغرس.

وحتى الان اجريت quot;عمليات الاغتيال المحددة الاهدافquot; التي نفذتها طائرات من دون طيار في باكستان واليمن او في الصومال، بأوامر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه). وكانت هذه العمليات quot;المغطاةquot; تتيح للسلطات التنصل منها.

لكن غارات الطائرات من دون طيار اصبحت سرا شائعا وطلب النواب في الكونغرس ومحامون من ادارة اوباما اجراء مناقشات علنية لهذه العمليات.

واعتبر جون ناغل من مركز الامن الاميركي الجديد وهو مجموعة بحوث قريبة من ادارة اوباما، quot;اذا لم يعد ممكنا ان ننكر اننا نجري هذه العمليات، فمن المنطقي عندئذ الكشف عن بعض منها على الاقلquot;.

واضاف ناغل ان الكونغرس يريد ايضا quot;استعادة بعض من سلطته على العمليات البرية بعد حرب استمرت عقداquot;.

وتؤيد السلطات العسكرية في اي حال هذا التغيير الذي تنوي ادارة اوباما القيام به، كما يقول مسؤولون.

واوضح مسؤول آخر ان كبار الضباط يريدون quot;استعادةquot; هذه البرامج ويعتبرون ان الوقت حان حتى توقف وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية حربها الواسعة النطاق على تنظيم القاعدة وتركز جهودها على مهمتها الاصلية التي تتمحور حول جمع اكبر قدر من المعلومات.

وستشمل التغييرات في شكل اساسي مهمات القصف في اليمن الذي تدعم حكومته علنا المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لقتال تنظيم القاعدة، وكذلك في بلدان اخرى قد تكون مستعدة لدعم عمليات التدخل الاميركية.

لكن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ستواصل القيام ببعض العمليات السرية وبعض المهمات الهجومية للطائرات من دون طيار في المناطق القبلية في باكستان حيث تم تنفيذ القسم الاكبر من العمليات المحددة الاهداف، كما قال مسؤولون.

وافاد احصاء اجرته مؤسسة quot;نيو اميركا فاونديشنquot; المستقلة ان طائرات من دون طيار شنت 350 غارة في باكستان من اصل 420 غارة شنتها في باكستان واليمن منذ 2004.

واشار ميكان زينكو من مجلس العلاقات الدولية الى ان البيت الابيض ينوي في الواقع القيام بهذا quot;الاصلاحquot; المتواضع لبرنامج الطائرات من دون طيار، للاحتراس من خطوة قد يقوم بها الكونغرس او من خطوة قضائية يكمن ان يقوم بها معارضون والتي تطرح على بساط البحث قانونية هذه المهمات التي تعتبر وسيلة فعالة جدا لمحاربة تنظيم القاعدة.

وخلص الى القول quot;يريدون متابعة هذه المهمات ويعرفون انهم اذا ما ارادوا الاستمرار على غرار ما يفعلون فستفرض عليهم قيود خارجيةquot;.