في السعودية تتصدر العمالة الأثيوبية عناوين المجالس والمنتديات، وتقودها في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصًا الموقع الشهير quot;تويترquot;، حتى أن صحفًا وقعت في فخ التضليل ونشرت صورًا قديمة على أنها حديثة.


الرياض: قبل ساعات من بزوغ فجر الأحد، ضج موقع quot;تويترquot; بأن حي الشفاء جنوب العاصمة السعودية الرياض يتعرض لحملة أمنية تتعقب من خلالها الشرطة السعودية مسلحين أثيوبيين. ونشر بعضهم صورًا وأخبارًا عن تبادل لإطلاق نار وسطو على البيوت وترويع للآمنين، وتلقى الكثيرون ومنهم مشاهير من اعلاميين ووجوه معروفة في المجتمع هذه الأخبار وروجوها على نطاق واسع.

وعلى الفور اتصلت quot;إيلافquot; بقسم العمليات الأمنية لشرطة الرياض بعد أن تعذر الحصول على تصريح رسمي من المتحدث الأمني باسم الشرطة، فأوضح موظف العمليات أن الأمور مستقرة وأن ما يحدث ليس أكثر من إشاعات راجت وانتشرت بصورة واسعة، وقال مؤكدًا بلهجته النجدية quot; كل ما تسمعونه كلام فاضٍquot;، وأكمل الانتشار الأمني طبيعي والرياض تعيش وضعًا طبيعيًا.

إلا أن الأخبار على تويتر لم تتوقف، فكان من المهم أن تتواجد quot;إيلافquot; هناك في حي الشفاء حيث مقر الحقيقة ونقيضها. وبمجرد أن دخلت أحد أكثر أحياء الرياض حيوية وشبابًا ومعدلاً سكانيًا، ظهر لي أن الحي هادئ ولكن بين إشارة مرورية وأخرى تقف دورية شرطة وقد أشعلت منبهاتها الضوئية.

اقتربت من قائد إحدى تلك الدوريات، وبعد أن عرفته بنفسي، طلبت منه موجزاً لما يحدث، فقال وهو يخفي امتعاضه: quot; نحن نعاني من الشائعاتquot;، وبدأ يسرد القصة.

يقول إن الأمر بدأ ببلاغ عن سطو بعض الأثيوبيين على أحد المنازل، فحضرنا وفتشنا المكان ولم نجد أحدًا، فقال بلاغ آخر إنهم يتحصنون في مسجد الحي فطوقنا الحي وطلبنا تعزيزات ولم نجد شيئًا ايضًا، وأردف quot;بعضهم قد يرى دورية تمسك بمفحط أو تداهم وكرًا لممنوعات فيربطها بالأثيوبيينquot;، إلى أنه قال: quot;وسط حفلة الاشاعات، صار كل من يسمع صوتًا يتصل بالشرطة، وكل من يشتبه بشيء يتصل، وتعززت الشائعات بصور الدوريات فانتشر الرعبquot;.

وقال مختتمًا حديثه وهو يهم بمغادرة الموقع quot;والله أن الأمر لا يتعدى الشائعاتquot;.

السعودية تشهد مؤخرًا موجة متصاعدة تحذر بقوة من العمالة الأثيوبية، وخصوصًا في المناطق الجنوبية وبعض مدن غرب المملكة مثل جدة، ونُشرت صور وتقارير تتحدث عن خطورتهم، وهم مسلحون، على حياة الناس والعوائل وممتلكاتهم، يساعدهم في ذلك دخولهم للأراضي السعودية بطرق غير شرعية، ويمتهن الكثير منهم أعمالاً تبدأ بالعمل في المزارع ولا تنتهي بالاتجار بالمخدرات.

وبالفعل بدأت بعض القبائل السعودية في تلك المناطق بإعلان النفير ضد تلك العمالة وتخلي مسؤوليتها في حال تعرض أي من أفرادها أو ممتلكاتها لهجوم. إلا أن تنامي وتعزيز خطورتهم في الصورة الذهنية لدى السعوديين عمومًا تعزز في الأيام الأخيرة، حتى وصلت إلى مدن بعيدة عن التماس الحدودي لليمن، حيث مصدر تهريبهم الى المملكة.