بيروت: نظمت الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج إبراهيم عبدالله اعتصامًا أمام السفارة الفرنسية في بيروت، اليوم، احتجاجًا على مماطلة السلطات الفرنسية في إنفاذ القرار القضائي بإطلاق سراحه شرط ترحيله إلى لبنان.

ووسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق جميع المداخل المؤدية الى السفارة، نفذ قرابة 200 ناشط اعتصاما طالب بحرية جورج عبدالله ورفعوا صورا للأسير اللبناني المحتجز تعسفًا في السجون الفرنسية.

وقال عضو الحملة الدولية لاطلاق سراح جورج عبد الله بسام القنطار: quot;نعتصم اليوم امام السفارة الفرنسية في بيروت التي منحتها القوى الامنية مسافة امتار قليلة، علها تظن بذلك ان صرخات الناشطين من اجل حرية جورج عبد الله لن تصل الى آذان (السفير الفرنسي) باتريس باولي وكل الذين يصرّون على بقاء هذا المناضل اللبناني، هذا المواطن المظلوم رهينة ومعتقلًا تعسفيًا، لكن صرخات الناشطين اليوم ستصل بالدرجة الاولى الى زنزانة سجن لانميزان، حيث يسطر جورج عبدالله ملاحم الصمود في وجه البرابرة الجدد، الذين يظنون ان تأجيل محاكمته سوف يثنينا عن مواصلة المطالبة بحرية هذا المناضل، لكن اليوم وكل يوم حرية جورج عبد الله تتألق وترتفع وتحلق عاليا في كل سماء، في سماء بيروت والقدس ورام الله وباريس ودبلن، حرية جورج عبد الله تحلق لتقول لمن لم يسمع بعد انا الان حر في قلب زنزانتي وانتم السجناء. حرية جورج عبد الله التي ستلطخ سجل العار لحقوق الانسان في فرنسا وستصرخ مدوية في قلب اروقة الامم المتحدة في جنيف عندما تناقش الشكوى التي رفعت الى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي ضد فرنسا لاستمرارها في اعتقال جورج عبد اللهquot;.

واضاف:quot;اعتصام اليوم محطة وسيليه اعتصامات عديدة، ونقول لباتريس باولي لا يغرينك ابعادنا عن مقر السفارة عشرة امتار، فنحن اذا قررنا ان نعتصم على بوابة السفارة سنعتصم، وسنسمع اصواتنا وسننصب خيامنا، ولن يمنعنا اي احد من ان نطلق الصرخة التي نريدها وفي المكان الذي نريده، ولكننا قررنا ان نعلق الاعتصام المفتوح قبل أسبوعين افساحًا في المجال امام مبادرة الحكومة اللبنانية تشكيل لجنة وزارية للمطالبة باطلاق سراح عبد اللهquot;.

وتابع بالقول: quot;ونحن نذكر الوزراء المعنيين ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية باننا ننتظر اعمال هذه اللجنة وننتظر زيارة الوفد اللبناني الى باريس وننتظر الشكوى، التي وعدت وزارة الخارجية بتقديمها الى مجلس حقوق الانسان، وننتظر الموقف الرسمي الشاجب للمماطلة التي تحاول فرنسا ان تصبغها بصبغة قانونية، ونأمل ان لا يكون 21 اذار/مارس موعدا جديدا لهذه المماطلة التي بدأت في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، والمتوقع ان تستمر الى ما لا نهاية اذا لم تكن هناك مطالبة لبنانية جدية بحرية جورج عبد اللهquot;.

تخلل الاعتصام عرض فني للفنان قاسم اسطنبولي، الذي اختار مجموعة من النصوص المسرحية، التي تعتمد على الفضاء المفتوح، ليطلق صرخة الحرية لجورج عبد الله من داخل قفص خشبي امام الحاجز الامني الذي وضع لحراسة السفارة الفرنسية في بيروت.

واستوفى عبد الله شروط الافراج المشروط منذ العام 1999 ما دفع السلطات القضائية الفرنسية إلى فتح ملفه مرات عدة متتالية في السنوات الماضية، ابرزها في العام 2003، حين اتخذت quot;محكمة الإفراج المشروطquot;، في مقاطعة بو (Pau) الفرنسية، قرارا بإطلاق سراحه، ولكن النيابة العامة الفرنسية تقدمت باستئناف ونجحت في تعطيل الافراج.

وتقدم عبدالله في كانون الثاني/يناير 2012 بطلب ثامن للافراج عنه. وفي 21 تشرين الثاني 2012 وافقت محكمة تطبيق الاحكام في باريس على طلب للافراج عن عبد الله مع الطلب من وزارة الداخلية الفرنسية طرده من الاراضي الفرنسية في مهلة اقصاها 14 كانون الثاني 2013. وتم تعليق هذا الحكم بعد استئناف تقدمت به وزارة العدل الفرنسية.

وفي 10 كانون الثاني 2013 قررت المحكمة رفض طلب الاستئناف، واصرّت على قرارها بالافراج عن عبد الله شرط ترحيله من الاراضي الفرنسية، وحددت 14 كانون الثاني موعدا نهائيا للترحيل، لكن وزير الداخلية مانويل فالس رفض التوقيع على قرار الترحيل، ما دفع النيابة العامة الفرنسية الى التقدم بطعن جديد، شكل علامة فارقة في اصول المحاكمات الفرنسية، واجلت محكمة تنفيذ الاحكام النظر في هذه القضية في 28 كانون الثاني، وحددت 28 شباط/فبراير 2013 موعدًا جديدا للنظر في هذه القضية. لكن المحكمة قررت ان تعقد جلسة جديدة في 20 اذار الحالي، على ان يصدر القرار بعد التداول في 21 اذار 2013quot;.

الى ذلك اعلنت الحملة الدولية عن تنظيم اعتصام احتجاجي على انعقاد مؤتمر رابطة القضاء العالي لمحاكم النقض الناطقة بالفرنسية المزمع عقده في بيروت في 13 اذار الحالي، ودعت نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، اللتين كانا لهما مواقف مشرفة من هذه القضية الى مقاطعة فعاليات هذا المؤتمر. كما دعت الى اوسع مشاركة في الاعتصام امام السفارة الفرنسية في بيروت يوم الاحد في 17 الحالي عند الثانية عشرة ظهرا.