لا يستبعد رئيس مصلحة الطب الشرعي المصري، وجود شبهة جنائية وراء حادثة اشتعال منطاد في الاقصر وسقوط 19 قتيلا، فيما رفضت لجنة التحقيق ذلك وأكدت أن معلومات جورجي بنيت على أساس خاطئ.


القاهرة: تضاربت الأنباء بشأن وجود شبهة جنائية وراء حادث منطاد الأقصر الذي خلف 19 قتيلاً من السياح الأجانب، بسبب اشتعاله وسقوطه على الأرض، يوم 26 فبراير/ شباط الماضي، وفيما تتواصل أعمال التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية، قال رئيس الطب الشرعي إن هناك شبهة تعمد إسقاط المنطاد بالسائحين، بينما نفى رئيس لجنة التحقيق تلك الأنباء، وفي الوقت نفسه، لم يستبعدها خبير.
تفحم الجثث
فجر رئيس مصلحة الطب الشرعي، الدكتور إحسان كميل جورجي، الجدل حول وجود تعمّد وراء إسقاط المنطاد الذي كان يقل مجموعة من السياح الأجانب في جنوب مصر، وقال في تصريحات له، إنه تم تشكيل لجنة ثلاثية من الطب الشرعى، برئاسته من أجل تشريح الجثامين التسعة عشر للقتلى، مشيراً إلى أنه quot;تبين من خلال تشريح الجثامين، وفاة المجموعة الأولى من الضحايا إثر إصابتها بحروق نارية تصل إلى درجة التفحم، والمجموعة الثانية توُفِّيَت نتيجة كسور في مختلف أضلاع الجسد بسبب الهبوط من ارتفاع عالٍ ما تَسبَّب بنزيف دموي حادّ وغزير، والمجموعة الثالثة جمعت إصاباتها التي تسببت بوفاتها بين الحروق والكسورquot;.
وأضاف أن quot;وجود حروق بإصابات نارية مشتعلة تصل إلى حد التفحم يشكِّك في سبب الوفاة، لأن تلك المناطيد فيها غازات الهيليوم، وهى غازات خاملة لا تساعد على الاشتعال، وهو ما يحمل شبهة جنائية، فقد تكون الحادثة متعمدة لقتل السياح الأجانب وأن عنصرًا تَدخَّل لإحداث الحادثةquot;.
لا استبعاد للفرضية الجنائية
وقال جورجي لquot;إيلافquot;، إن حادث انفجار المنطاد الطائر لا يمكن أن يصيب الجثث بالتفحم، مشيراً إلى أنه قد أصيبت بدرجة من الحروق الخطيرة، لكن لا يمكن أن تصل إلى درجة التفحم، مشيراً إلى أن هذه الفرضية خرج بها بعد تشريح جميع الجثث، ولفت إلى أنه سوف يقدم تقريراً للنيابة العامة يضم هذه الفرضية، منوهاً بأنه لا يمكن استبعاد الشبهة الجنائية، إلا بعد انتهاء التحقيقات.
هواء ساخن
وفي السياق ذاته، نفى اللواء طيار أيمن المقدم، رئيس الإدارة المركزية للتحقيق في حوادث الطيران المدني في وزارة الطيران، ورئيس لجنة التحقيق في حادث المنطاد، تلك الأنباء، وقال في بيان له، تلقت إيلاف نسخة منه، ''إنني قرأت ذلك التصريح على الانترنت ونقلته بعض القنوات الفضائية، ولا أعلم مدى مصداقيته إن كان قيل بالفعل أم لا، خاصة أنه يحمل معلومات أساسية غير صحيحة تماماًquot;. وأضاف أن: quot;البالون لا يوجد فيه من الأساس غاز الهيليوم الخامل، الذي لا يساعد على الاشتعال وفق قوله، بل يعتمد على الهواء الساخن وبالتالي بنى نظريته (كميل جورجي) على معطيات خاطئة إذا كان صرح بذلك بالفعل''.
مناقشة الشركة المنتجة للمنطاد
وأوضح المقدم أنه quot;جرى مخاطبة السلطات الإسبانية لتحديد الشركة الإسبانية المصنعة للبالون الذي سقط في الأقصر لحضور التحقيقات أو إبداء الرأي وفقا للقوانين الدولية بهذا الشأنquot;، مشيراً إلى أن quot;تم بالفعل تحديد الشركة وبدأنا في إجراء اتصالات معها للمساعدة في الوقوف على حقيقة أسباب الكارثة لتلافيها مستقبلاquot;، وتابع:quot; ما زلنا في المرحلة الأولى من التحقيقات التي تشمل جمع كافة المعلومات ومناقشة الشهود وجمع التسجيلات الخاصة بالحادث التي صوّرت وعرضت في بعض القنوات والمواقع، علينا أن نبدأ بعد ذلك بتنقية تلك المعلومات واستبعاد المعلومات المتعارضة والمغلوطة المرتبطة بالحادث والتنسيق مع باقي جهات التحقيق بالإطلاع على المعلومات الخاصة بالحادث بخلاف جمع كافة الوثائق والمستندات الخاصة بالبالون والشركة التابع لهاquot;.
حالة السائح البريطاني سيئة
وأشار إلى أن حالة السائح البريطاني الناجي من الحادث سيئة للغاية، ولا تسمح بالحديث معه، وقال: ''نظرا للحالة النفسية السيئة له بسبب فقده زوجته وابنته في الحادث، طلب القنصل البريطاني منا عقب اللقاء معه، الاكتفاء بأقواله في النيابة ورفض الحديث مرة أخرى بسبب حالته النفسية وقدرنا ذلك خاصة وأنه أدلى بأقواله أمام النيابة والتي تمت الاستعانة بها خلال التحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق التابعة لوزارة الطيران''.
جميع الإحتمالات قائمة
ومن جهته، قال الدكتور محمد صالح، خبير الطب الشرعي، إن حادث المنطاد المصري يعد الأول من نوعه، وبالتالي ليس من الصحيح إستباق نتائج التحقيقات. وأضاف لquot;إيلافquot; أن البالونات الطائرة تستخدم غاز الهيليوم في عملية النفخ الأولى من أجل حمله على الطيران، وإنطلاقه في السماء محلقاً عالياً، مشيراً إلى أن هذا الغاز لا يشتعل ولا يساعد على الإشتعال، ويعتبر آمنا جداً في هذه النوعية من الإستخدامات، وأوضح أنه يستخدم في المناطيد الضخمة لأنه أخف من الهواء، ويعتبر ثاني أخف غاز في الأرض. غير أن صالح قال في الوقت نفسه إن بعض المناطيد تستخدم الهواء الساخن في عملها، مشيراً إلى أنه يجب بحث نوعية الغازات المستخدمة في منطاد الأقصر قبل إطلاق الأحكام النهائية بشأن الحادث.
وأضاف أنه إذا كان منطاد الأقصر يستخدم الهواء الساخن، فإن إحتمالات عدم وجود شبهة جنائية ستكون كبيرة، لاسيما أن المنطاد انفجر من الأسفل وخرجت النيران من القاعدة وإشتعلت في المنطاد ثم سقط على الأرض، منوهاً بأنه في حالة إستخدام غاز الهيليوم فإنه لا يمكن إستبعاد أية فرضية جنائية، مشدداً على ضرورة عدم إستباق التحقيقات.