يحبس المصريون أنفاسهم اليوم السبت استعدادا للنطق بالحكم في قضية مقتل 72 مشجعاً في استاد بورسعيد، وسط تهديدات من ألتراس اهلاوي بالفوضى والانتقام من وزارة الداخلية.


القاهرة: يترقب المصريون النطق بالحكم في قضية مقتل 72 مشجعاً في إستاد بورسعيد، اليوم السبت 9 مارس/ آذار. وتسيطر مشاعر الخوف والرعب عليهم، لاسيما في ظل تهديدات ألتراس أهلاوي، بـquot;الفوضىquot;، والإنتقام من وزارة الداخلية، ممثلة برجال الشرطة في مختلف أنحاء البلاد.
وما يزيد من حالة الرعب التي يعيشها المصريون، أن مدينة بورسعيد التي شهدت الحادث في الأول من فبراير/ شباط 2012، والتي ينتمي إليها المتهمون البالغ عددهم 21، والمحكوم عليهم بالإعدام، تعيش حالة من عدم الإستقرار والعنف، وصلت إلى حد إخلائها من قوات الشرطة تماماً، وحلت محلها قوات الجيش، منذ أمس، الجمعة، تحسباً لوقوع عمليات عنف واسعة النطاق ضد الشرطة.
حالة التأهب القصوى
وقال مصدر أمني رفيع، لـquot;إيلافquot; إن وزارة الداخلية رفعت حالة التأهب في صفوفها للدرجة quot;جquot;، وهي الدرجة القصوى، مشيراً إلى أنه تمّ استدعاء الضباط من العطلات، ومنع أية إجازات مطلقاً غداً السبت. وأضاف أنه تم نقل جميع السجناء في محافظات بورسعيد، السويس، الإسماعيلية، إلى سجون في القاهرة، منها سجن quot;طرةquot;، وquot;طرة شديد الحراسةquot;.
ولفت إلى أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في محيط السفارات الأجنبية، والمنشآت الحيوية، منوهاً بأن قوات من الجيش تعاون الشرطة في تلك المهمة.
فوضى مدمرة
يأتي هذا في الوقت، الذي هددت فيه مجموعات الإلتراس أهلاوي، وهم مشجعو فريق النادي الأهلي القاهري، الذي ينتمي إليه 72 قتيلاً، بquot;ممارسة القتل الجماعيquot;، وقال في صفحته على فايسبوك: quot;العد التنازلي بدأ، إما القصاص أو نموت جميعا، اليوم قد يكون الأخير في حياتناquot;.
وحذر الألتراس من تأجيل النطق بالحكم في القضية، لاسيما بعد إعلان مفتي الديار المصرية، الدكتور أحمد شوقي، عدم إنتهائه من نظر القضية، للرد على القاضي بشأن إنزال حكم الإعدام بحق المتهمين، وقال الإلتراس: quot;التأجيل سنعتبره حماية للقتلة وتسييسا للقضية، ورددنا فوضى مدمرة لكل شيءquot;.
القصاص أو الموت للشرطة
وتنتشر على جدران المنشآت العامة والخاصة، في مدينة القاهرة عبارات التهديد والوعيد، منها: quot;9 مارس القصاص أو الفوضىquot;، quot;9 مارس الدور على الداخليةquot;، في إشارة إلى أن هذا اليوم من المتوقع، النطق بالإعدام بحق المتهمين ال21، وإصدار حكم آخر بحق 11 متهماً من قيادات وضباط الشرطة في بورسعيد أثناء الحادث. كما كتبوا عبارات أخرى منها: quot;الموت للشرطةquot;، quot;يا نجيبهم حقهم لنموت زيهمquot;.
وصعدت مجموعات الألتراس من أعمال العنف والتهديدات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، فنظمت العديد من الوقفات الإحتجاجية، التي اتسمت بالعنف، وحاصرت منزل وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، حي الدقي. وأطلقت الشماريخ والألعاب النارية، وحطمت واجهة البناية التي يقطن بها، وهو ما إضطر قوات خاصة إلى إخراجه وأسرته من الأبواب الخلفية، وذلك مساء الأربعاء الماضي.
وفي التوقيت ذاته، حاصرت منزل وزير الداخلية الحالي محمد إبراهيم، في حي مدينة نصر، وأطلقت الألعاب النارية، وقذفته بالحجارة، واشتبكت مع قوات الشرطة.
وقطعت مجموعات الإلتراس الطرق، وأوقفت حركة المترو عدة مرات، معلنة quot;القصاص أو الفوضىquot;، في رسالة تحذيرية من تأجيل النطق بالحكم أو تخفيف الحكم على قيادات الشرطة المتهمة بالحادث.
سلمية ماتت
وقال أحد أعضاء مجموعات ما يعرف بquot;البلاك بلوكquot;، بينما كان يغطي وجهه بقناع أسود، إن quot;الألتراس لن يصمت على حق الشهداء الذين راحوا في مجزرة إستاد بورسعيد العام الماضيquot;، وأضاف الشاب لـquot;إيلافquot; بينما كان يقف على كوبري السادس من أكتوبر في وسط القاهرة مع آخرين بعد أن أوقفوا حركة المرور، أن quot;الألتراس وبلاك بلوك كيان واحدquot;، مشيراً إلى أنه quot;لا سبيل لاستمرار الثورة، وإستعادتها من الإخوان إلا بالعنفquot;، وتابع: quot;سلمية ماتت خلاص، إما القصاص أو الفوضىquot;. وتابع: quot;يا نجيبهم حقهم لنموت زيهمquot;.
تحذيرات وزارة الداخلية
وبالمقابل، حذرت وزارة الداخلية مما وصفته ب quot;أي محاولات لترويع المواطنين أو quot;استخدام العنف ضد القوات والمنشآت، في ظل ما تشهده المرحلة الراهنة من أحداث تلقي بظلالها السلبية على أمن وأمان المجتمع، وتؤدي إلى تعطيل مصالح المواطنين وتهديد المنشآت العامة والخاصة وإرباك حركة المرورquot;.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، تلقت إيلاف نسخة منه: quot;إن كل رجال الشرطة جنودًا وأفرادًا وضباطًا، عازمون على مواصلة تحمل مسؤولياتهم مهما تكبدوا من تضحيات في سبيل أداء رسالتهم السامية في حفظ الأمن، ويتطلعون حال أدائهم رسالتهم إلى مساندة شعبية مخلصة تُعزز جهودهم وتُثمن تضحياتهمquot;.
وأضاف quot;الداخليةquot;: quot;نناشد جميع القوى الثورية والسياسية والرياضية الالتزام بآليات الديمقراطية، وعدم الزج بوزارة الداخلية في أي معادلة سياسية والتعبير عن آرائهم في إطار من السلميةquot;.
وأضافت: quot;وفي ظل حرص رجال الشرطة على سلامة أشقائهم وأهلهم من أبناء الشعب الذين ينتمون إليه وهم جزء أصيل منهم، فإن الوزارة تؤكد قيامها بكامل واجباتها التي كفلها لها الدستور والقانون في حماية مقدرات الوطن مهما كلفها ذلك من جهود وتضحيات، من خلال استخدام جميع الصلاحيات المخولة إليها في إطار إنفاذ القانون لدرء الاعتداء على المال والنفسquot;.
بورسعيد ستظل مشتعلة
على الجانب الآخر، يهدد ألتراس quot;مصراويquot; وهي مجموعات مشجعي النادي المصري البورسعيدي بquot;الفوضىquot; أيضاً، ولكن في حالة إنزال عقوبة الإعدام بحق المتهمين ال21 الذين ينتمون إلى مدينة بورسعيد، ويحذرون من quot;تسييسquot; القضية، إرضاءً ل quot;ألتراس أهلاويquot;.
ورداً على قطع quot;ألتراس أهلاويquot; للطرق والجسور وتعطيل المترو، أرسل quot;ألتراس مصراويquot; بعدة رسائل للحكومة، منها إقتحام ميناء بورسعيد السياحي، واستمرار الإشتباكات مع قوات الشرطة، وإحراق مديرية الأمن، ومقر الأمن الوطني. وقال وليد الشحات، عضو ألتراس quot;مصراويquot;: quot;لن نسمح بأن يكون البورسعيدية كبش فداء لإرضاء ألتراس الأهليquot;، وأضاف أن quot;بورسعيد ستظل كتلة نار، إذا صدر حكم بإعدام أبنائهاquot;.
وبين تهديدات quot;ألتراس أهلاويquot;، وألتراس quot;مصراويquot;، يحبس المصريون أنفاسهم إنتظاراً للنطق بالحكم، ويخشون من اتساع نطاق العنف، وقرر أصحاب المحال التجارية الواقعة بالقرب من ميدان التحرير أو في مدن القناة، إغلاقها غداً، فيما فضل ملايين المصريين من القاطنين في القاهرة ومدن القناة عدم النزول للشوارع.