تونس: نبهت الصحف التونسية الصادرة الخميس الى ان الحكومة الجديدة برئاسة الاسلامي علي العريض quot;ليس من حقها الخطأquot; نظرا لما تعيشه البلاد من تحديات ومشاكل اجتماعية وسياسية وامنية متفاقمة يقول مراقبون انها تستدعي حلولا سريعة.

والاربعاء منح البرلمان ثقته الى الحكومة التي تضمن ممثلين عن حركة النهضة الاسلامية وحزبي quot;المؤتمرquot; وquot;التكتلquot; شريكيها العلمانيين في الائتلاف الحكومي الثلاثي، اضافة الى مستقلين اسندت اليهم وزارات السيادة.

وقالت جريدة quot;الشروقquot; تحت عنوان quot;الشعب يريد مكاسب وليس وعوداquot; ان quot;الشعب مل (سئم) من الوعود ويريد تحسين اوضاعه المعيشية من خلال اطفاء حريق الاسعار وبسط الامن والاستقرار واعادة تشغيل جهاز الانتاجquot;.

ولفتت الى انه quot;ليس هناك اي مصلحة لاي طرف في ان تفشل حكومة العريض كما فشلت حكومة (حمادي) الجبالي (المستقيل) لان فاتورة الفشل والتجاذبات ظلت على عاتق الشعب (..) دون ذنب اقترفهquot;.

ودعت جريدة quot;المغربquot; الحكومة الجديدة الى quot;الاجابة المقنعة وغير الملتوية عن سؤال من قتل الشهيد شكري بلعيد (المعارض اليساري) تنفيذا وتسييرا وتمويلا؟quot; وعن اسباب quot;استفحال ظاهرة العنف واستشراء السلاح في مجتمعنا بشكل غير مسبوقquot;.

وكان حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة استقال من رئاسة الحكومة يوم 19 شباط (فبراير) الماضي اثر اغتيال شكري بلعيد في السادس من الهر نفسه، واحتجاجا على رفض حزبه مقترحا بتشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة لاخراج البلاد من الازمة التي تاججت بعد اغتيال بلعيد. وقالت جريدة quot;لوكوتيديانquot; الناطقة بالفرنسية ان الحكومة الجديدة ليس quot;لا حق لها في الخطأquot;.

ولفتت جريدة quot;الصريحquot; الى ان موت البائع المتجول عادل الخزري (27 عاما) الاربعاء متاثرا بحروق بليغة اصيب بها بعدما احرق نفسه في قلب العاصمة تونس الثلاثاء quot;عاد بنا الف خطوة الى الوراء ونبهنا الى اننا الان لم نغادر منطقة ومنطق محمد البوعزيزي واننا مازلنا في نقطة الصفر (..) وكأن ما حدث في 14 كانون الاول/يناير 2011 لم يغير الواقع (..) والانتحار حرقا مازال هول الحلquot;.

وكانت شرارة الثورة التونسية التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، انطلقت عندما اضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه يوم 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 بمركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها.

والاربعاء اعرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن quot;عميق حزنه والمهquot; اثر وفاة الخزري التي قال انها حصلت quot;بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد ثورتنا (محمد البوعزيزي) وربما لنفس الاسباب، نتيجة فقدانه الامل وانسداد الافق في عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهمquot;.