أسقطت حملة (فجر3) الأمنية أكثر من 7500 متسلل من قارة أفريقيا، في وقت أعلنت السعودية رسميا لأول مرة أن زيادة المتسللين تقف وراءها دولة معادية للمملكة، واتهام صريح لجماعة الحوثيين اليمنية.


الرياض: يتبادر إلى الذهن منذ إعلان السعودية إطلاق حملة (فجر3) أن يكون المسمى لعملية عسكرية، لكنها في الواقع حملة أمنية للقبض على المتسللين من عدد من الدول المجاورة للسعودية بحدودها الجنوبية.

عملية (فجر3) تختلف كثيرا عن العمليات الأمنية السابقة في السعودية، فانطلاقتها جاءت بعد تحرك شعبي كبير في منطقة عسير ضد من أسموهم بـ(الأثيوبيين) المتسللين من دولة اليمن نحو مناطق جنوبية عديدة، سُجلت فيها عددا من حوادث السرقة وجرائم تتجاوز السطو المسلح لعدد من المنازل والتجمعات السكانية.

شرطة منطقة عسير، حاولت قبل أكثر من أسبوعين تهدئة الشارع السعودي عموما بعد أن أعلنت أن التجاوزات هي فردية، ولا صحة لتجمعات لها أهداف مختلفة، لكن كل ذلك قوبل برفض كشفت عنه مواقع التواصل الاجتماعي وأثبتت بعض quot;اجتهاداتquot; شعبية للحد من تدفق المتسللين من أفريقيا والمخالفين لنظام الإقامة في السعودية.

كل تلك الأنباء وفي فورة شعبية تحركت وزارة الداخلية السعودية نحو تشكيل لجنة عليا لمعرفة خفايا كل ما يدور بالمنطقة وأسرار التحركات الشعبية هناك، ومنها كانت انطلاقة (فجر3) للقضاء على المخالفين المقيمين بصورة غير نظامية.

وتعرضت فرق العملية الأمنية الفجرية إلى مواجهات مسلحة مع بعض المتسللين، خاصة في الضواحي البعيدة عن المدن الكبرى، حيث ذكر المتحدث الرسمي بشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان لـquot;إيلافquot; أن القوات الأمنية تعمل بصورة منسقة ومخطط لها للقضاء على المتسللين.

وأضاف آل شعثان أنه وفي التخطيط لمداهمة بعض المواقع من خلال quot;تتبع آثار الأقدام عبر مناطق وعرة في الجبال المتاخمة لتهامة وعند انقطاع أثر الأقدام توقفت القوة لتمشيط المنطقة المحيطة، وأثناء ذلك تعرضت القوة لإطلاق نار عبارة عن أربع طلقات نارية، ولوحظ ثلاثة أشخاص من الجالية الإفريقية المقيمة بطريقة غير مشروعة من مصدر إطلاق النار، وتبادلت القوة معهم إطلاق النار بما تقتضيه الحالةquot;.

وفي أثناء تسجيل المقبوضات على المتسللين وجد بحوزتهم أسلحة كلاشينكوف، ومخازن لأسلحة متطورة غير اعتيادية وفق الحديث، وأضاف أن (فجر3) أنهت مهمتها وستنطلق خلال أيام أيام حملة التمشيط الكبرى ولأهداف عديدة أُطلق عليها اسم (فجر4).

مصادر لـquot;إيلافquot; تحدثت أن الحملة الثالثة من (فجر) أسقطت أكثر من 7500 متسلل بينهم مطلوبين للجهات الأمنية على خلفية قضايا جنائية، بينهم ذكور وإناث، وأضافت المصادر أن الحملة القادمة من (فجر4) سوف تستهدف إسقاط المتعاونين من المتسللين من أفريقيا.

وتشترك في الحملات الأمنية عدد من الجهات الأمنية السعودية إضافة إلى ممثلين من هيئة حقوق الإنسان، وهيئة مكافحة الفساد، في خطوة أمنية غير مسبوقة في الحملات الأمنية السعودية.

أمير عسير: دولة معادية خلف تسلل الأفارقة
وفي اعتراف رسمي أول، أعلنت السعودية هناك دولة quot;معاديةquot; تقف خلف تسلل quot;الأفارقةquot; للمملكة، الإعلان جاء عبر أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، خلال حديث تلفزيوني للقناة الرسمية السعودية، ونقلت صحيفة الوطن أجزاء عن أبرز ما دار فيه.

ورأى الأمير أن الحالة التي تشهدها الحدود السعودية اليمنية، هي خطة من خارج المملكة، وتحديدا من دولة معروفة بعدائها للسعودية بدعم من جماعات معروفة في اليمن ومنهم quot;الحوثيينquot; وفق حديثه.

وتعهد الأمير بالقضاء على المتسللين خلال فترة زمنية لن تتجاوز الستين يوما، وأضاف أن المشكلة الأساسية في زيادة أعداد المتسللين، تكمن في أنهم وجدوا في الداخل من يستقبلهم ويؤويهم ويضمن لهم العمل، معلنا استمرار العمل لإنجاز السياج الحدودي مع جمهورية اليمن الذي يتجاوز طوله (1500 كم).