يواجه البنتاغون خيارات صعبةبشأن حاملات الطائرات العملاقة التي تمتلكها الولايات المتحدة، وبينما تشكك البحرية الأميركية في فائدتها في النزاعات الحالية، يدعو البعض للاستغناء عنها تدريجيًا.

واشنطن: باتت البحرية الاميركية تشكك في الفائدة من حاملات الطائرات الاميركية الاحدى عشرة العملاقة الباهظة الثمن، والتي لم تعد تتماشى مع النزاعات الحالية، بسبب دواعي تقليص تكاليف الموازنة.
وفي حين تضع الصين اللمسات الاخيرة على اول حاملة للطائرات، يواجه البنتاغون خيارات صعبة اذ إن بعض المحللين يقترحون في هذا الزمن الصعب التخلي عن هذه الحاملات شيئًا فشيئًا.
وانتقد ضابط في البحرية هنري هندريكس بشدة حاملات الطائرات في دراسة نشرها المركز للامن الاميركي الجديد ومقره واشنطن.
واوضح أن quot;حاملة الطائرات تقترب سريعًا من انتهاء فائدتها الاستراتيجيةquot;.
واضاف أن حاملة الطائرات quot;اصبحت اداة قتال قديمة وربما لم تعد قادرة على الاقتراب ما يكفي من الهدف للتحرك بفعالية أو الاستمرار في عهد الاقمار الصناعية المتطورة والصواريخ البعيدة المدى التي تصيب الهدف بدقةquot;.
وينص القانون الاميركي على أن تملك البحرية 11 حاملة طائرات منها 10 مشغلة حاليًا منذ أن سحبت من الخدمة حاملة quot;يو اس اس انتربرايزquot; بانتظار استبدالها المقرر في 2017 بحاملة الطائرات quot;يو اس اس جيرالد فوردquot; من الجيل الجديد.
لكن كلفة بناء مثل هذه الحاملات باهظة وتقدر بـ13,6 مليار دولار -- اي اكثر بمرتين من آخر حاملة للطائرات من طراز نيميتز -- اضافة الى 4,7 مليارات من نفقات الابحاث والتطوير لطراز فورد الذي سيشمل ثلاث سفن.
وتواكب كل حاملة طائرات خمس سفن وغواصة نووية هجومية وحوالي 80 طائرة ومروحية وتشغل 6700 بحار. والكلفة اليومية لاستخدام هذا العديد والعتاد تقدر بـquot;6,5 ملايين دولارquot;، بحسب هندريكس.
والفائدة لقاء هذه التكاليف الباهظة محدودة. ويقول الضابط إن كل طائرة هجومية من طراز اف-18 القت 16 قنبلة خلال 10 سنوات من النزاع لأن الكلفة الاجمالية لكل قنبلة 7,5 ملايين في حين أن الكلفة القصوى لصاروخ توماهوك العابر للقارات quot;هي مليونا دولار كحد اقصىquot;.
وعلى سبيل المقارنة تكلف خمس مدمرات مجهزة بصواريخ توماهوك 10 مليارات دولار و1,8 مليون دولارفي كل يوم تستخدم فيه.
وهناك مخاطر ايضًا تحدق بحاملات الطائرات لأن مدى الصاروخ الباليستي الصيني الجديد دي اف-21 دي قد يمنع السفن الحربية الاميركية من الاقتراب من السواحل.
وفي 2010 دعا وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى طرح تساؤلات حول فائدة الابقاء على هذا الاسطول الضخم من حاملات الطائرات quot;عندما تكون للدول الاخرى حاملة طائرات واحدةquot;.
وان اعتبر أنه من الضروري اعادة النظر في فائدة استخدام حاملات الطائرات فإن نائب الاميرال بيت دالي مدير المؤسسة البحرية الاميركية رفض نتائج هذه الدراسة جملة وتفصيلاً.
واضاف أن صاروخ توماهوك لا يمكنه أن يحل مكان مقاتلة اف-18 وبفضل قدرتها على التحرك باستمرار quot;من الصعب جدًا اغراق حاملة الطائراتquot;.
اما بالنسبة الى الصاروخ الباليستي الصيني الجديد دي اف-21 دي فيشكل quot;تهديدًا اضافيًا يجب أن يؤخذ في الحسبانquot;، على حد قوله.
وصرح لفرانس برس أن quot;البحرية تعلم ذلك ووضعت خططًا لمواجهة هذا التهديدquot;.
واضاف أن كلفة حاملة الطائرات تصبح قليلة نسبيًا مقارنة مع مدرج بري حيث تكون تكاليف ضمان الامن والتموين والصيانة quot;باهظة للغايةquot; في دول مثل العراق أو افغانستان.
خصوصًا وانه لم يعد هناك توجه لنشر قوات اميركية على ارض بلد اجنبي. ويقول بيت دالي إنه مع حاملات الطائرات quot;نملك قوة يمكن أن تصل الى موقع وتنفذ مهمتها وتنسحب بسرعة أو تبقى الوقت اللازمquot;.