رفض أكراد سوريا تهميشهم في المعارضة السورية، وأكدوا أن رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو، وإن كان ذا جذور كردية قديمة، لم ينخرط في الحراك الكردي ولا يعبر عن تطلعاته.


لندن: أكد شلال كدو، عضو المجلس الكردي والقيادي في حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، لـquot;إيلافquot; أن بدء الائتلاف الوطني السوري المعارض بتأليف حكومة انتقالية ينطوي على مزيد من الخبايا، وإن كانت تعتبر خطوة ايجابية طال انتظارها، quot;لعل ابرز هذه الخبايا اقتصار الحكومة العتيدة على مكون واحد دون المكونات الاخرى، كالمكون الكردي على سبيل المثال لا الحصر، اذ لم يشارك في تسمية رئيسها غسان هيتو، سوى جزء من المعارضة السورية المتمثلة في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السوريةquot;.

أضاف: quot;بالرغم أن هيتو ينحدر من أصول كردية قديمة، الا أن الرجل لم ينخرط يومًا واحدًا في الحراك الكردي السوري منذ تأسيس أول حزب سياسي كردي في البلاد منذ خمسينيات القرن المنصرم وإلى يومنا هذا، وهو يعبر عن جماعة الإخوان المسلمين وهو مرشحهم من دون غيرهم، ولا يعبر عن تطلعات الشعب الكردي وحراكه الثوري الهادف إلى اقرار حقوقه الدستورية وفق المواثيق والاعراف الدولية، فضلًا عن انجاح الثورة السورية من خلال اسقاط النظام بكافة مرتكزاتهquot;.

إقصاء الأكراد

شدد كدو على أن إقصاء الأكراد والمكونات الاخرى من التشكيلة الحكومية، المزمع اعلانها في الايام القليلة المقبلة، ليست الا سلسلة من حلقات التهميش والاقصاء التي طالتهم منذ زمن بعيد، quot;إذ لا يخفى على أحد أن شعب سوريا يتألف من فسيفساء اثني وديني، ولا بد من مراعاة الجميع حين البدء بتشكيل مؤسسات تدير المرحلة الانتقالية، علمًا أن شعبنا الكردي بكافة مكوناته، في طول البلاد وعرضها، ثار منذ عامين على هكذا ممارسات وعلى هكذا مفاهيم اقصائية، ادت إلى دحرجة البلاد نحو حرب اهلية طائفية مقيته، راح ضحيتها حتى الآن مئات الألوف من السوريين الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين، ناهيك عن ملايين المشردين في مختلف اصقاع العالمquot;.

انطلاقًا من ذلك، يلفت كدو إلى أن تشكيل هذه الحكومة ليس الا جرس انذار على القيادة الكردية استيعابه بشكل جيد، والا فإن القطار سوف يفوتهم من دون أن يلحقوا بركبه، quot;واذا سارت الامور على هذا المنوال، فمن غير المستبعد أن يتم تهميش الأكراد واقصائهم من سوريا المستقبل، ليبقى شعبنا محرومًا من ابسط حقوقه، يجتر مآسيه لعقود أخرىquot;.

هيكل إداري

ويرى كدو أن على المعارضة الكردية أن تشكل هيكلًا اداريًا خاصًا بالمناطق الكردية الخاضعة لسيطرتها.

وقال: quot;لا ضير في لجوء الأكراد إلى تنظيم انتخابات حرة ديمقراطية شفافة في مناطقهم المحررة، بأشراف المنظمات الدولية والاقليمية، لانتخاب مؤسساتهم التشريعية والتنفيذية، وملء الفراغ الاداري وتسيير امور الناس المختلفة في سائر المناحي الاقتصادية والاجتماعية والادارية، بالتعاون مع مختلف المكونات المتعايشة في مناطقهم ذات الغالبية السكانية الكردية، بدءًا من عفرين المحاذية لحلب، ومرورًا بمدن كوباني ورأس العين (سري كانييه) والدرباسية وعامودا والحسكة وقامشلو وتربسبية وديريك ورميلان، انتهاءً بديريك في أقصى الشمال الشرقيquot;.

خلاف أيديولوجي

وفي ما يتعلق بإتهامات جماعة الإخوان المسلمين للأكراد بوقوفهم وراء تشتيت المعارضة، رأى كدو إن جوهر الخلاف بين الأكراد وهذه الجماعة ايديولوجي وسياسي وثقافي، quot;فجماعة الإخوان المسلمين يتبعون سياسة انكارية بحق الأكراد، وبحق مكونات أخرى، ويهدفون إلى السيطرة على السلطة ليس الا، وبالتالي يسعون من خلال الثورة إلى استبدال نظام شمولي بعثي بآخر شمولي إسلاموي، في حين أن الأكراد لا يرضون بأقل من نظام ديمقراطي تعددي برلماني فيدرالي في سوريا المستقبلquot;.

وأضاف: quot;ايديولوجية الإخوان قائمة على الغاء الآخر المختلف سياسيًا وثقافيًا واثنيًا وطائفيًا، وعلى صهره في بوتقة العروبة والاسلام، الامر الذي يرفضه الأكراد جملة وتفصيلًا لأنه يناقض ثقافتهم السياسية والانسانيةquot;.

وبالنسبة لانضمام الأكراد إلى الائتلاف المعارض، قال كدو: quot;الكل يعلم أن وفد المجلس الكردي الذي حضر مؤتمر الدوحة كان وضع شروطًا للتوقيع على ميثاق ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، أبرزها الاقرار بوجود الشعب الكردي كثاني أكبر مكون في البلاد بعد العربي، والاقرار بحقوقه وفق المواثيق والاعراف الدولية، فضلًا عن ضرورة الاتفاق على الاتيان بنظام ديمقراطي تعددي برلماني في سوريا يضمن لكل ذي حق حقه، إضافة إلى تغيير اسم سوريا إلى الجمهورية السورية، ليعبر عن كافة المكونات السورية المتعايشة منذ مئات السنينquot;.

شركاء في الثورة والوطن

من جانبه، قال حسن اسماعيل اسماعيل، عضو الهيئة السياسية لحزب يكيتي الكردستاني - سوريا، وعضو الامانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا إن الأكراد لم يكونوا بأي شكل من الاشكال عقبة أمام الثورة.

اضاف: quot;من اليوم الأول لانطلاقة الثورة السورية، حسم الشعب الكردي أمره، وقرر أنه جزء أساسي من الثورة السورية ضد الطاغية بشار الأسد ونظامه القمعي، وشارك الأكراد بصورة فاعلة في جميع اشكال التظاهر و الاعتصام ضد النظام، وقدم الكثير من التضحيات تمثلت في تصفية الكثير من رموزه و قادته، أمثال الشهداء مشعل تمو و نصرالدين برهك وجوان قطنة ومحمود والي، فضلًا عن أعداد كبيرة من المعتقلين، فالأكراد كانوا وما يزالون يناضلون ضمن الثورة السورية بكل طاقتهمquot;.

وشدد اسماعيل على أن لا أساس لما يقال حول سوء العلاقة مع الائتلاف وعن رفض الأكراد في اللحظة الاخيرة لكل الاتفاقات، quot;فالأكراد عبر تجاربهم التاريخية مع الشركاء في الوطن كانوا دومًا السباقين في التضحية، لكن الشريك كان يخل بوعوده دومًا، زلا يقيم اعتبارًا للأكراد ووجودهمquot;.

وقال: quot;كان تعاملنا السابق على اساس الثقة، لكننا تعلمنا من تجاربنا السابقة أن الثقة تحتاج لضمانات، وأي أتفاق مع الأخوة في الائتلاف يجب أن يكون بأجندة واضحة ومن خلال ضمانات للحقوق الكردية، لأن الأكراد لا يطلبون سوى حقهم الطبيعي والمشروع بوجودهم في البلاد، والاعتراف باللغة الكردية لغة رسميةquot;.