لندن: قالت السلطات العراقية انها فتشت طائرة شحن إيرانية متجهة الى سوريا اليوم الاثنين لكنها لم تعثر على متنها الا على معدات طبية. وقالت وزارة النقل العراقية في بيان إنه تم اليوم الإثنين تفتيش طائرة إيرانية كانت في طريقها الى سوريا لكن لم يعثر عل متنها إلا على معدات طبية.

وأشارت إلى أن السلطات المعنية قد أجبرت طائرة الشحن الإيرانية على الهبوط في مطار بغداد الدولي لتفتيشها عندما كانت في طريقها الى سوريا عبر الاجواء العراقية.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد اكد خلال زيارته الى بغداد في الرابع والعشرين من الشهر الماضي استياء بلاده من عبور اسلحة إيرانية الى سوريا عبر العراق بالشكل الذي يبقي الاسد في الحكم داعيا بغداد الى المساعدة على تنحيه.

وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي قال كيري انه ابلغ رئيس الوزراء العراقي بان الرحلات الجوية من إيران الى سوريا عبر العراق والتي تحمل على ما يبدو معدات عسكرية تساعد نظام الرئيس السوري بشار الاسد quot;على الصمودquot;.

وأضاف quot;لقد اوضحت بصورة جيدة لرئيس الوزراء بان الرحلات التي تمر عبر العراق من إيران، هي في الحقيقة تساعد الرئيس بشار ونظامه على الصمودquot; مشددا على انه ابلغ المالكي quot;بان اي شيء يدعم الرئيس الاسد، يطرح مشاكلquot;.

وأشار كيري إلى أن quot;المسؤولين في الحكومة الاميركية والكونغرس يتابعون عن كثب ما يفعله العراق في هذا المجالquot;. وقال quot;لقد اوضحت للمالكي أن هولاء المسؤولين يتساءلون كيف يكون لنا شريك في الديمقراطية يحاول مساعدة نظام الاسد وكيف يفعل هذا البلد شيئا يجعل من الصعب تحقيق الاهداف المشتركة، فيما يتعلق بسورياquot;.

وأعرب عن امله بأن يتمن الجانبين العراقي والأميركي من quot;تحقيق تقدم في هذا الموضوعquot;. واشار الى انه دعا المالكي الى المساعدة في عملية تنحي الرئيس السوري بشار الاسد من منصبه.

وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن إيران التي تقوم بارسال معدات عسكرية الى سوريا لدعم نظامها عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية. كما مارست الولايات المتحدة ضغطا على بغداد للوفاء بتعهداتها في منع رحلات طائرات إيرانية فوق اراضيها خشية ان تكون محملة بالاسلحة للنظام في سوريا.

لكن المالكي اكد في وقت سابق quot;لا اسلحة يتم تهريبها الى سوريا عبر العراقquot; البالغ طولها 600 كلم مع جارته التي تشهد نزاعا مسلحا. واضاف quot;وضعنا الجيش على الحدود لمنع ايصال اسلحة الى سورياquot; داعيا الدول التي تقوم بتزويد الاسلحة الى سوريا quot;بالبحث عن حلول ايجابيةquot; عوضا عن ذلك.

وشدد على أن العراق يرفض أن يكون ممراً للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كان مبيناً انه تم وضع آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرض العراق وسمائه تحمل بضائع وسلعاً إنسانية وليس سلاحاً، كما أعلنت الحكومة أنها أبلغت إيران رفضها السماح لها باستخدام أراضي العراق وأجوائه لنقل أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا.

وكانت بغداد أمرت في 28 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي للمرة الثانية في غضون شهر طائرة شحن إيرانية متوجهة الى سوريا بالهبوط وفتشتها للتأكد من أنها لا تنقل أسلحة قبل السماح لها بمواصلة طريقها. وسبق هذا الإجراء عملية مشابهة تمت في الثاني من الشهر نفسه تبين للسلطات العراقية بعد تفتيش الطائرة انها لم تكن تنقل أسلحة على حد قول السلطات العراقية.

وكان السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر أعلن في الثامن من تشرين الأول الماضي أن بلاده احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية على تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا معتبرا هذا الإجراء quot;مخالفاquot; للاتفاقيات بين البلدين.

وكانت الولايات المتحدة، أعربت، في 16 شباط (فبراير) الماضي عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوي الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، لافتة إلى أنها حذرت العراق من أن تلك الشحنات قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.