في خطوة تهدف الى تهدئة غضب محافظات العراق المحتجة، اعتبرت لجنة حكومية قتلى هجوم القوات العراقية على معتصمي قضاء الحويجة بمحافظة كركوك الشمالية quot;شهداءquot;، بينما طالب مشيعوهم اليوم بالثأر.. فيما يحشد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي عبر اتصالات محلية ودولية لاحتواء الأزمة الخطيرة التي خلفها الهجوم، في حينحذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من استهداف السنة في العراق.


لندن: إثر أول اجتماع لها قررت لجنة وزارية يترأسها نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك وشكلها رئيس الوزراء نوري المالكي لتقصي الحقائق في احداث الحويجة اعتبار الضحايا الذين سقطوا في ساحة الاعتصام بقضاء الحويجة بمحافظة كركوك امس شهداء ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة.

وأضافت اللجنة الوزارية في بيان صحافي اليوم حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه أنها قررت عقب اول اجتماع لها quot;اعتبار الذين قضوا يوم امس بعد اشتباكهم مع القوات الأمنية شهداء ويتمتعون بجميع الحقوق والامتيازات وتتكفل الحكومة العراقية بعلاج الجرحى داخل العراق وخارجه واطلاق سراح جميع الموقوفين في هذه الاحداث، كما تستمر اللجنة بجمع المعلومات واستدعاء القيادات الأمنية الميدانية ومن تراه في هذا الشأن للوقوف على تفاصيل وملابسات ما جرىquot;.

وأكدت اللجنة أنها ستقوم بالتحقيق في القضية للوقوف على ملابسات حقائقها لتحديد المقصرين ومعاقبتهم بأقسى العقوبات بما فيها استخدام القوة المفرطةquot;. وبحثت اللجنة كذلك تداعيات واسباب الأزمة بحضور كل من نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزراء النقل هادي العامري والتربية محمد تميم وحقوق الانسان محمد شياع السوداني والدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي.. إضافة إلى اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع والفريق اول ركن عبود كنبر وقائد القوة البرية علي غيدان.

وكان المالكي وجه امس بتشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعضوية كل من نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ووزير حقوق الانسان محمد شياع السوداني ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي للتحقيق في ملابسات ما حدث في قضاء الحويجة، quot;وتحديد المقصرين ومحاسبتهمquot;، بحسب ما قال مصدر في رئاسة الوزراء.

وفي آخر التطورات العسكرية فقد افاد مصدر أمني، الاربعاء، بصدور أوامر من القوات الأمنية باخلاء الأسر من ناحية سلميان بيك التي يسكنها الغالبية التركمانية في محافظة صلاح الدين، بعد سقوط قرية منها بأيدي المسلحين، فيما أشار إلى أنّ مسلحين سيطروا على مركز شرطة الناحيةواستولوا على اسلحته.

التطورات المسلحة

وفيما تشهد مناطق شمالية وغربية عمليات مسلحة ضد القوات العراقية يقوده جيش رجال النقشبندية بقيادة عزة الدوري، نائب الرئيس السابق صدام حسين، فقد اخلت السلطات قرية في محافظة صلاح الدين الغربية لاخراج مسلحين سيطروا عليها.

واثر قيام مسلحين بالسيطرة على مركز للشرطة في ناحية سليمان بيك واستلائهم على الاسلحة والسيارات التابعة له، وداهموا حسينية في قرية ينكجه وحرقوها بعد سقوط القرية بأيديهم، فقد اخلت السلطات هذه المناطق من سكانها حفاظًا على ارواحهم.

وقد هاجم مسلحون آخرون نقطة تابعة للجيش العراقي ما اسفر عن مقتل ضابط برتبة نقيب وثلاثة جنود واصابة ثلاثة آخرين، كما اصيب عنصران في الشرطة الاتحادية بنفس الهجومquot;. واثر ذلك امرت القوات الأمنية القريبة من ناحية سليمان بيك باخلاء العائلات في الناحية لاجل مداهمتها وتحرير احدى القرى التي بيد المسلحين.

ومن جهتهم، اطلق متظاهرو محافظة الانبار الغربية سراح جنديين من الجيش بعد احتجازهما قرب مدينة الرمادي حيث كان الجنديان احتجزا من قبل المتظاهرين امس اثر احداث الحويجة.

مشيعو الضحايا يطالبون بالثأر

واليوم الاربعاء شيّع آلالاف من أهالي محافظة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) وسط اجراءات أمنية مشددة ضحايا اقتحام ساحة اعتصام الحويجة وسط هتافات بـquot;الثأرquot; ورفض الحوار مع اللجان التي شكلها مجلس الوزراء العراقي مهددين بالانتقام quot;من ايران وعملائها في العراقquot;.

وشيع الآلاف 34 من ضحايا الحويجة، وذلك قرب مبنى مجلس محافظة كركوك وسط المدينةquot; حيث ردد المشيعون هتافات quot;الموت للمالكي، اولادنا ماتوا طعنًا بسكين فأين الارهابيون الذين تتحدثون عنهم سننتقم من ايران وعملائها في العراقquot;. وقد سادت quot;أجواء الغضب والانتقامquot; تشييع الضحايا فيما انتشرت قوات من الشرطة بشكل مكثف في مركز مدينة كركوك وقرب مجلس المحافظة خوفًا من وقوع اعمال عنف، كما نقلت المدى برس من المدينة العراقية.

ومن جانبه، حمل المجلس السياسي العربي في كركوك المالكي المسؤولية الكاملة عن اقتحام قوات الأمن لناحية الحويجة، وما تلاه من تبعات وطالبه بتقديم إستقالته كحل أخير لمشاكل العراق. وقال المجلس في بيان اليوم إن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي يتحمل المسؤولية الكاملة عمّا جرى وسيجري من تبعات وتداعيات جراء هذا الفعل المشين، والذي ذهب ضحيته العشرات بين شهيد وجريحquot;.

وأضاف أن quot;الحل الامثل لمشاكل العراق يتمثل باستقالة الحكومة ورئيسها وترك منصب رئيس الوزراء لشخص عراقي آخر له القدرة على إدارة العراق من شماله إلى جنوبه لأن هذا الفعل الإجرامي الدموي يتحمل وزره رئيس الوزراء أمام الله والتاريخquot;. وأكد المجلس quot;عدم التعامل ورفض كل اللجان البرلمانية والحكومية التي سترسل إلى كركوك والحويجة لأن الغرض منها تسويف وتشويه الحقائق لما حصل في الحويجةquot;.

وكان الجيش العراقي قد اقتحم امس الثلاثاء ساحة للاعتصام في الحويجة بعد أن قالت القوات الحكومية إن المحتجين رفضوا تسليم مطلوبين من بينهم الذينقتلوا جنديًا عراقيًا الجمعة الماضي. وهاجمت قوات الأمن العراقية ساحة اعتصام المحتجين ما أثار معركة بالأسلحة النارية بين القوات والمتظاهرين اسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصاً. وهذه اعنف اشتباكات يشهدها العراق منذ أن بدأ الآلاف في محافظات غربية وشمالية احتجاجات في 25 كانون الاول (ديمبر) الماضي للمطالبة بانهاء ما يعتبرونه تهميشًا للسنة من قبل حكومة المالكي.

وقالت وزارة الدفاع العراقية إن القتال اندلع عندما أطلقت القوات النار بعد تعرضها لهجوم من مسلحين في ساحة الاعتصام وأضافت قائلة quot;عند قيام القوات المسلحة بتنفيذ واجبها لتطبيق القانون باستخدام وحدات مكافحة الشغب جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الأسلحةquot;. لكن زعماء الاحتجاج قالوا إنهم كانوا غير مسلحين عندما اطلقت قوات الأمن النار خلال المداهمة.

النجيفي يحشد محليًا ودوليًا لاحتواء الأزمة

ومن جهته، يقود رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ضمن مساعيه الحثيثة لايجاد حلول سريعة ومناسبة للأزمة الراهنة في كركوك اتصالات هاتفية مكثفة مع قادة سياسيين وجهات دولية، التطورات الاخيرة في الحويجة.

وقد اجرى النجيف اتصالات مع كل من مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان وعمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي والسفيرين الاميركي والبريطاني ناقش خلالها تطورات الاحداث الخطيرة في قضاء الحويجة وضرورة الاسراع في ايجاد مخرج مناسب واحتواء الأزمة وشرح حيثياتها ودفع الامور باتجاه التهدئة وضبط النفس للحيلولة دون تفاقم الاوضاع، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تلقته quot;إيلافquot; اليوم.

وكان النجيفي هاجم خلال مؤتمر صحافي امس قوات الجيش العراقي لاقتحامها ساحة اعتصام الحويجة وعد الأمر quot;جرمًا مشهودًاquot; يفضح مستوى المسؤولية المتدني للجيش الذي أصبح أداة لقمع الشعب وليس مدافعًا عنه. وطالب الحكومة بمعالجة هذه الأزمة بشكل سريع وإجراء تحقيق فوري وعاجل لإيضاح ما حصل داعيًا الكتل النيابية لاتخاذ مواقف واضحة لا لبس فيها.

وأضاف أن quot;إطلاق النار من قبل الجيش على أبناء الشعب العراقي من الذين اعتصموا سلميًا في ساحات مكشوفة مطالبين بحقوق مشروعة، هو أمر مرفوض قطعًا ويمثل جرمًا مشهودًا يفضح مستوى المسؤولية المتدني للجيش تجاه أبناء الشعبquot;.

وحذر النجيفي من أن quot;الأوضاع بهذه الصورة المأساوية تنذر بمستقبل خطير وأحداث مريرة، قد يقدم عليها البلد في حال الاستمرار بهذا النهج اللامسؤول والطريقة غير الأبهة بحياة المواطن العراقيquot;.

والحويجة مدينة في شمال العراق ومركز قضاء تابع لمحافظة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد حيث تقع جنوب غرب مدينة كركوك بحوالي 50 كيلومترًا و يقدر عدد سكانها بنصف مليون نسمة والغالبية الساحقة منهم من العرب مع أقليات كردية وتركمانية. ومن أبرز العشائر العربية التي تقطن القضاء: الجبور والعبيد والنعيم وشمر.

ومنذ يوم الجمعة الماضي تحاصر قوات أمنية حكومية ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة على خلفية مقتل جندي وجرح ضابطين في هجوم على نقطة تفتيش عسكرية، حيث كانت السلطات العراقية تطالب المعتصمين بتسليم المسلحين الذين هاجموا نقطة التفتيش وإعادة السلاح الذي استولوا عليه من الجنود أثناء الهجوم، فيما ينفي المعتصمون من جهتهم ذلك مؤكدين أن الجنود هم من فتحوا النار عليهم ما أدى إلى مقتل أحد المتظاهرين وجرح عدد آخر مؤكدين أن الجندي قتل بسلاح زملائه.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحذر من استهداف سنة العراق

ومن جهته، حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومة العراقية من مغبة الاستمرار بالاعتداء على المتظاهرين المعتصمين، ودعا إلى جعل يوم الجمعة المقبل يوم نصرة العراق مشدداً على الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي بعيدًا عن الطائفية، وأكد تحريم الاعتداء على الأنفس والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات محذراً من استهداف سنة البلاد.

وقال الاتحاد: quot;بعد مرور عشرة أعوام من الغزو الأميركي للعراق، يمكننا القول: إن هذا الغزو خلّف دولة عراقية تعاني من الانفلات الأمني والتفكك السياسي والاجتماعي؛ ليتركها في دائرة صراع السلطة والطائفية، ويبعدها عن مربع بناء الدولة، مما سمح لدول الجيران بترسيخ نفوذها بالعراق، من خلال دعم التيارات المؤيدة لها، وأصبح العراق يعاني من مستقبل غامض في ظل تفشي الطائفيةquot;.

وأضاف الاتحاد في بيان اليوم وقعه رئيسه يوسف القرضاوي وامينه العام علي القره داغي وحصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه أن غزو العراق خلف quot;مآسي إنسانية لا يمكن تجاهلها، ففي العراق اليوم ما يقرب من عدة ملايين من الأيتام والأرامل، وقد أدّى استخدام الأسلحة والمواد المحرمة دوليٌّا، فضلاً عن التدمير المتعمّد للبيئة، إلى تصاعد الإصابة بالسرطان، وظهور حالات غير مسبوقة من الولادات المشوهة.. ولا يمكن إغفال مأساة اللاجئين والمشردين العراقيين، الذين أجبروا على ترك ديارهم، بسبب الظروف القاسية، وشتى صنوف العذاب والحرمان والتشتتquot;.

وأشار إلى أنّ ما جرى للعراق وشعبه خلال العقد المنصرم، يمثل حالة فريدة من سكوت أجهزة الأمم المتحدّة على ما ارتكب من جرائم، ولا غرو أن حان الوقت لاتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة كل المساهمين في مأساة العراق ومأساة أبنائه، وألا يفلت أحد من العقاب، بسبب الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه، لكون ذلك قد ترك أثرًا سلبيًّا على نفوس العراقيين، حيث كانوا يأملون في غد أفضل بينما وجدوا أنفسهم بين قطبي الرحى، وفي مهب الريح، نتيجة حالة الانقسام الحادة بين أطياف الشعب العراقي، وأن جهود إعادة الإعمار التي بدأت بآمال واسعة في آذار (مارس) عام 2003 انتهت الآن إلى مستنقع الفساد وسوء الإدارة وأصبح العراق دولة هشة، بمؤسسات عرجاء، لا تتمكن من توفير أبسط الخدمات الأساسية لمواطنيها، فضلاً عن الفساد المستشري بدوائرها، حيث بلغت مستويات الفساد في العراق حدًّا أدى بمنظمات دولية متخصصة، إلى وضعه من بين البلدان الأكثر فساداً في العالمquot;.

وأشار الاتحاد إلى أنّ أهل السنة في العراق يقفون الآن في العراء في ساحات الاعتصام منذ ما يزيد على ثلاثة اشهر في برد الشتاء وتحت الشمس التي يزداد لهيبها كلما اقتربنا من الصيف الحارقة، يقفون مطالبين بحقوقهم المشروعة، وقد فرضت القوات الأمنية طوقاً أمنياً حول ساحات الاعتصام للمشاركة في الإضراب والصيام مع المعتصمين، وتفجر في الحويجة، وأدى ذلك إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وحذر الاتحاد من ان هناك خوفاً حقيقياً مبنياً على الأخبار الموثوق بها من داخل العراق وخارجه من عزم الحكومة والمالكيعلى الهجوم العسكري على هذه المظاهرات في بقية المحافظات السنية، مما يؤدي إلى فتنة لا يعلم مدى خطورتها الا الله تعالى، وإلى إدخال العراق في دوامة أكثر خطورة من الوضع الحالي.

واستطرد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلاً انه أمام هذه الأوضاع الصعبة والدقيقة التي يعيشها العراق فإنه يقرر ويؤكد: أولا: يعتبر الاتحاد قضية العراق قضيته، ويعتبر أن العراق وطن قاد الأمة الإسلامية عدة قرون، في عصر بني العباس الأول والثاني، وقاد الحضارة الإسلامية، والثقافة الإسلامية والعربية طوال هذا الزمن.

ثانياً: يحذر الاتحاد الحكومة العراقية من مغبة الاعتداء على المتظاهرين المعتصمين ويدعوه إلى فك الحصار عنهم والإسراع في الاستجابة لمطالب المتظاهرين، لأن المماطلة في تنفيذها تضرّ بمصالح العراق ووحدته، ويحذرها من تبني الطائفية، ومن التفكير في الحل الأمني والعسكري الذي ستترتب عليه لا محالة حرب أهلية خطيرة في العراق، لا يعلم مدى خطورتها وكيفية انتهائها إلا الله تعالى.

ثالثاً: يدعو الاتحاد كل مكونات الشعب العراقي، إلى توحيد صفوفهم، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتن الطائفية والتقاتل بينهم، وحل كل خلافاتهم بالحوار، واعتبار العراق وطنًا للجميع، ويدار من قبل الجميع، ولا يمكن لأي طائفة أو جهة أن تستأثر به وتقصي الآخرين، كما يؤكد على أن تكون كل المكونات ذات أجندات وطنية بعيدة عن كل تأثير لأي جهة إقليمية أو دولية.

رابعًا: يحذر الاتحاد كل دول الجوار من مغبة التدخل في الشأن العراقي، واستغلال العوامل الطائفية أو العرقية لتمرير تدخلها، مما سيساهم في مزيد الاحتقان بين مكونات هذا الشعب الذي عانى لسنوات طويلة، ومن حقه أن ينعم بالاستقرار والتنمية، شأنه شأن كل شعوب المنطقة.

خامسًا: يحذر الاتحاد الحكومة في العراق من مجازر وجرائم ضد الانسانية، بإعدام المظلومين الأبرياء دون محاكمات عادلة، وحرمانهم من حقهم المشروع في الحرية، لذا يناشد الاتحاد كافة منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، التي لم تألُ جهداً في دعم العراق والشعب العراقي، بأن تمارس وظيفتها النبيلة في الدفاع عن حقوق الآلاف الأبرياء، القابعين في السجون العراقية، وإنقاذهم قبل فوات الأوان.

سادسًا: يحرّم الاتحاد الاعتداء على الأنفس والأموال وأماكن العبادة من مساجد وحسينيات، حيث دلّت النصوص القطعية على حرمة هذا الاعتداء، كما أن هذا الاعتداء خاصة على المساجد والحسينيات سيزيد الاحتقان وإثارة الفتن.

سابعًا: يناشد الاتحاد الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بحماية الشعب العراقي ويطالبه بمزيد من الاهتمام بشأن العراق والوقوف إلى جانبه في هذه الفترة العصيبة، وذلك بالتجاوب مع المظاهرات الشعبية السلمية والتعاطي معها بالتفاوض مع الحكومة العراقية لاستجابة مطالب المتظاهرين المشروعة وعودة العراق إلى أمنه واستقراره ووحدته وأداء دوره المنشود.

ويدعو الاتحاد المسلمين كافة إلى نصرة الشعب العراقي، وجعل يوم الجمعة القادم (16 جمادي الآخرة الموافق 26 ابريل ) يوم نصرة العراق بالقنوت والدعاء لهم في صلواتهم. وفي الختام قال الاتحاد quot;نسأل الله العلي القدير أن يحفظ العراق، وشعب العراق، ووحدة العراق، وأن يرزق أهله الحكمة وحسن التدبير، ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع مجيبquot;.

يذكر أن الشيخ القرضاوي دأب على مهاجمة رئيس الوزراء نوري المالكي وسياساته التي يقول إنها تستهدف بالعداء سنة البلاد، وكانت زيارة مفترضة يقوم بها إلى العراق في شباط (فبراير) الماضي قد اثارت جدلاً سياسيًا قبل أن يكون دينياً، حيث كان أول المعترضين عليها بشدة ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والذي هدد باتخاذ إجراءات قانونية بحقه اذا ما دخل العراق بطريقة غير شرعية، في إشارة إلى دعوته من قبل حكومة اقليم كرستان العراق الشمالي. وأشار مصدر في الائتلاف إلى أنّ زيارة القرضاوي للعراق غير مرحب بها بعد اصداره عدداً من الفتاوى المثيرة دون توضيح طبيعتها.

لكن القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي دافعت عن زيارة القرضاوي إلى العراق مشيرة إلى أنّ من يقول بأن الزيارة غير مرحب بها فهو شخص يشك بولائه لدينه، حسب تعبير عضو القائمة النائب مظهر الجنابي الذي أكد ايضا أن القرضاوي مرحب به في العراق وعلى الحكومة العراقية استقباله بدل التهجم عليه، لأن استقبال الضيوف هو من شيم العرب على حد تعبيره.

وكانت وسائل اعلام اعلنت أن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان قد وجه دعوة للقرضاوي لزيارة الاقليم والمشاركة في مؤتمر quot;نصرة اهل السنةquot;، الامر الذي نفته حكومة الاقليم رسميًا. ونفى المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزئي نفيًا قاطعًا توجيه حكومة الاقليم او رئاسته أي دعوة للقرضاوي لزيارة الاقليم.

يذكر أن الشيخ يوسف القرضاوي رجل دين مصري يحمل الجنسية القطرية وكان قد اصدر العديد من الفتاوى المثيرة للجدل في الاوساط الدينية.