أثار إطلاق خدمة ويكيدَيتا نقاشًا حول ما إذا كانت الخدمة الجديدة اختراقًا آخر تحققه منظمة ويكيميديا غير الربحية، في إطار سعيها إلى وضع المعلومات في متناول الجميع أم إنها بالغت في إضافة quot;ويكيquot; آخر إلى السلسلة من دون إضافة جديد في الواقع.


أطلقت مؤسسة ويكيميديا خدمة جديدة باسم ويكيدَيتا Wikidata لتنضم إلى موسوعة ويكيبيديا الحرة وقاموس ويكشنري Wiktionary متعدد اللغات ومشروع ويكيفرستي Wikiversity للتعليم المجاني على الانترنت.

دعم ويكيبيديا
وقالت ويكيميديا إن الخدمة الجديدة تهدف إلى توفير قاعدة بيانية مجانية تعاونية متعددة اللغات، تجمع معلومات مصنّفة في حقول مختلفة، لدعم موسوعة ويكيبيديا الحرة ومخزن ويكيميديا كومونز Commons للملفات البصرية والصوتية وغيرها من الوسائط، بل وحتى أبعد من ذلك.

بصرف النظر عن الصفات، التي استخدمتها ويكيميديا في تقديم المشروع الجديد من quot;مجانيةquot; وquot;حرةquot; وquot;متعددة اللغاتquot;، فإن إشارتها إلى تجميع معلومات تُعنى بحقول مختلفة، تفيد معنى المعلومات بالمفهوم التقليدي، وليس ملفات الوسائط، بل معلومات يمكن تحليلها للبحث عن علاقات واتجاهات في مضمونها.

الأهم من ذلك إنها معلومات يمكن تحديثها آليًا عبر طائفة من اللغات المختلفة. ومن شأن هذا أن يجعل تحرير المحتوى على موسوعة ويكيبيديا أقل استهلاكًا للوقت والموسوعة نفسها أكثر راهنية ومواكبة للتطورات.

وأشارت مؤسسة ويكيميديا إلى أن محرّري موسوعتها كانوا قبل إطلاق الخدمة الجديدة يحتاجون تحديث مئات النصوص المكتوبة بلغات متعددة كلما توفيت شخصية مشهورة أو تغيّر زعيم دولة من الدول.

تباين معلومات
لكن يبدو أن هناك معلومات متباينة على صفحات متباينة في ما أعلنته ويكيميديا لترويج خدمتها الجديدة. وعلى سبيل المثال فإن البيان الصحافي، الذي أصدرته المؤسسة، يقول إن المرحلة التمهيدية الأولى من خدمة ويكيدَيتا المعلوماتية بدأت في آذار/مارس 2012، في حين أن الصفحة التعريفية تقول إنها بدأت في نيسان/إبريل 2012، كما تلاحظ صحيفة الغارديان، متوقعة تصحيح هذا الاختلاف بعد إطلاع المسؤولين في ويكيميديا على ملاحظتها.

على الغرار نفسه، تقول الصفحة الرئيسة إن المرحلة الثانية من مشروع ويكيدَيتا أُطلقت هذا الأسبوع باستحداث مخزن المعلومات، ولكن الإطار الزمني يشير إلى أن هذا حدث في شباط/فبراير، وأن الخدمة الجديدة هي الآن في مرحلتها الثالثة، التي تتمثل في تحديث النصوص وترجمتها إلى اللغات الأخرى آليًا.

لكن مؤسسة ويكميديا نفسها لا تدّعي اكتمال المشروع، بل تؤكد إنه عمل قيد الإنجاز. فعلى سبيل المثال إن المؤسسة تقول إن quot;البشر والآلات على السواء يستطيعون قراءة القاعدة البيانية لخدمة ويكيدَيتاquot;، ولكنها تشدد على أهمية العامل البشري أولًا بالقول quot;إن بناء منظومة من المعلومات المثيرة للاهتمام ليس ممكنًا إلا بوجود جماعة عاملةquot;.

في متناول الجميع
يتسم هذا العنصر البشري لإدارة المعلومات بأهمية حاسمة عند التعامل مع كميات ضخمة من البيانات والمعطيات والمعلومات، التي يحتاج تحريرها وتنظيمها وتحليلها quot;قدرًا حتى أكبر من الصبرquot;، بحسب تعبير مؤسسة ويكيميديا نفسها.

ولكن المبدأ الأساسي في هذا كله متمثلًا في وضع مزيد من المعلومات في متناول الجميع مبدأ مهم، وإن لم يكن جديدًا. والأكثر من ذلك إن فكرة إيجاد تخطيطات وجداول آليًا قد تكون خطوة كبيرة إلى الأمام في تبسيط المعلومات وإخضاعها للتمحيص بوقت أقصر.

تجدر الإشارة إلى عدم الخلط بين هذه المشاريع، التي تديرها مؤسسة ويكيميديا وموقع ويكيليكس، الذي أسسه جوليان أسانج أو ويكيمابيا WikiMapia للخرائط وصور الأقمار الاصطناعية.