وجّهت إسرائيل أصابع الاتهام إلى الحرس الثوري الإيراني، محمّلة إياه المسؤولية المباشرة عن إطلاق الطائرة بدون طيار، التي عثر عليها في أجواء شمال إسرائيل وأسقطت يوم الخميس الماضي، ولم تتبنَّ أية جهة سياسية أو دولة إرسالها حتى الآن.


طالبت واشنطن تل أبيب بـ quot;التعقل وعدم الانجراف وراء الرد العنيف على الاختراقquot;، لكنها قالت إن المسؤولين الإسرائيليين لا يتعاملون باستخفاف مع الأمر، ويعتبرون أن الهدف كان اغتيال أحد القادة الكبار في الحكومة الإسرائيلية.

الاغتيال وارد
وقال ديبلوماسي غربي لصحيفة quot;النهارquot; اللبنانية إن quot;القيادة العسكرية الإسرائيلية لا تتعامل بخفة مع طائرات بدون طيار تطلق نحو أراضيها من داخل لبنان. فأهداف هذا النوع من العمليات قد لا تكون التقاط الصور فقط، بل أيضًا اغتيال كبار المسؤولين العسكريين أو السياسيينquot;.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان في جولة جوية في شمال إسرائيل، في الوقت الذي رصدت فيه الطائرة فوق البحر يوم الخميس، ما أرغم المروحية، التي كان يستقلّها، على الهبوط بشكل مفاجئ على بعد 10 كيلومترات شمال حيفا، حتى تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من تأمين الأجواء.

هدوء يقابل تدخل إيران
المؤشر إلى تدخل إيران في حادثة اختراق الأجواء الإسرائيلية هو الهدوء الذي تعاملت به الحكومة الإسرائيلية مع هذا الاختراق لأجوائها، والذي وصل إلى درجة أن نتانياهو لم يهدد حتى بالرد عليه.

هذا الهدوء قد يعود إلى نصيحة واشنطن لتل أبيب بالتأني، حيث اكتفى نتنياهو بالقول: quot;إننا ننظر إلى هذا الإختراق لأجوائنا بشكل جديquot;.

وأشارت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; إلى أن مصادر في المعارضة السورية والاستخبارات الإسرائيلية تؤكد أن الحرس الثوري الإيراني نقل عشرات الآلاف من أفراده إلى سوريا لدعم النظام العلوي، بما فيهم قادة كبار يقومون بتدريب أفراد في الجيش السوري على استخدام أسلحة معقدة، منها الصواريخ والطائرات بدون طيار، إضافة إلى تطوير القدرات الجوية لحزب الله في لبنان. وتحدثت تقارير إعلامية عربية في الآونة الأخيرة عن أن إيران ترسل خمسة أطنان من السلاح أسبوعيًا إلى سوريا.

وقال ديبلوماسي للصحيفة إن quot;إسرائيل رسمت خطًا أحمر بشكل واضح، عندما قالت إنها ستتخذ الإجراءات اللازمة، في حال تم نقل أسلحة استراتيجية من الداخل السوري. وفي الوقت الراهن، لا تزال مصرّة على فكرة أنها لا تستطيع أن تفعل شيئًا لتحسين الوضع في سوريا، ففي النهاية ليست لدى إسرائيل شهية كبيرة للقيام بأي شيءquot;.