استفاق البغداديون اليوم الخميس على انتشار واسع للقوات الأمنية في شوارع العاصمة العراقية وقطع بعض طرقاتها، في وقت ارتفع عدد ضحايا تفجير سبع مفخخات ضربت مناطق مختلفة منها الى 24 قتيلاً و113 جريحًا، حيث تستعد العائلات لتشييع ضحاياها وسط غضب شعبي ودعوة لاستقالة الحكومة.
سارعت السلطات الأمنية العراقية إلى وضع قواتها في حال انذار من الدرجة الأولى ونشر قوات عسكرية في شوارع بغداد التي قطعت عددًا منها ومنعت وقوف السيارات على جانبي الطرق اثر تفجير سبع مفخخات الليلة الماضية في مناطق الصدر والكاظمية والزعفرانية والمشتل والسيدية والحسينية ادت الى مصرع 24 شخصًا واصابة 113 آخرين. .. كما تم تفكيك اربع مفخخات في العاصمة قبل انفجارها.
وقد طلبت الاجهزة الامنية من اصحاب المحال التجارية في المناطق التي تشهد حركة تجارية مكثفة باغلاق محالهم تحسبًا من عمليات استهداف أخرى، فيما تم غلق جميع الطرق المؤدية إلى أماكن الانفجارات.
فقد قتل 34 شخصًا واصيب 138 بجروح في سلسلة هجمات في انحاء متفرقة من العراق مساء امس بينها تفجيرات متزامنة معظمها بسيارات مفخخة في بغداد، حيث جاءت هذه الهجمات بعد يوم من مقتل 16 شخصًا بينهم 12 قتلوا بدم بارد بأيدي مسلحين مجهولين في محلات متجاورة لبيع المشروبات الكحولية في منطقة زيونة بضواحي بغداد الشرقية.
وقتل منذ بداية الشهر الحالي حوالي 160 شخصًا في اعمال عنف متفرقة في العراق بمعدل يشير الى مقتل عشرة اشخاص يوميًا في البلاد . وفي نيسان (ابريل) الماضي قتل بحسب ارقام الامم المتحدة 712 شخصًا ما جعله الشهر الاكثر دموية في العراق منذ حزيران (يونيو) عام 2008.
دعوة لإستقالة الحكومة
وفي اول رد فعل على التفجيرات، فقد دعا ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الى استقالة الحكومة فورًا. واضاف في بيان وصلت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;يبدو أن المرحلة الحالية لا يراد أن يكون عنوانها الاستقرار وإنما الفوضى والعنف والمزيد من الدماء التي لم تروِ المتعطشين لها من أعداء العراق ، مخططين خارج حدوده ومنفذين مأجورين داخله quot;. وشدد على أن السكوت عن قتل العراقيين بدم بارد اليوم لم يعد ممكناً أو مقبولاً.
واشار الائتلاف الى أن الحكومة اليوم وبعدما عجزت بالكامل عن إيقاف هذه المخططات والعمليات باتت تلتزم الصمت المطبق الذي لا يعبر إلا عن التسليم بما يحصل أو التواطؤ . ودعا الحكومة الى quot;تقديم تفسير واضح حول ما يحصل وأسبابه وإلا فالاستقالة لم يعد غيرها مقبولاً لحل الأزمة الحاليةquot;.
وأضاف ائتلاف متحدون قائلاً quot;إن العراقيين لم يروا من هذه الحكومة ما يسر فالأمن منهار بالكاملوالعصابات والميليشيات تصول وتجول ودماء العراقيين تسفك ولا من رادع وبيوت العراقيين تنهار بمياه الأمطار البسيطة دون توضيح مقنع من المسؤولين والتنمية معطلة والفساد أنهك الدولة ودمرهاquot;.
وقال الائتلاف في الختام: quot;لو كنا في دولة أخرى لكانت الحكومة استقالت منذ أكثر من سنتين بعد ابسط حادث تعرضت له ولكننا إزاء تمسك بالسلطة غريب وتنصل عن المسؤوليات عجيبquot;.
وفي محافظة كركوك ( 225 كم شمال بغداد) قال محافظها نجم الدين كريم إن التفجيرات التي طالت مناطق تركمانية في كركوك مساء امس هي امتداد لما شهدته معظم مدن وإحياء المحافظة وطالت جميع المكونات دون استثناء، الامر الذي يؤكد مدى جرم وإرهاب القتلة في استهداف المدنيين العزل في بيوتهم وحياتهم ودوائرهم.
اما الجبهة التركمانية العراقية فقد اشارت الى أن تفجيرات كركوك تشكل دليلاً واضحاً على أن المناطق التركمانية عرضة للعمليات الإرهابية، وطالبت القوات الأمنية بضرورة الوقوف ضد الهجمات التي تستهدف أبناء كركوك لاسيما التي تقع في المناطق ذات الأغلبية التركمانية.
وشهدت كركوك تفجير سيارتين مفخختين أمام دور سكنية لتركمان شيعة في حي تسعين وسط المدينة مما اسفر عن سقوط 6 قتلى و21 جريحًا.
وتأتي هذه التفجيرات التي شهدها العراق خلال الساعات الاخيرة في وقت تشهد البلاد احتجاجات في ست محافظات عراقية غربية وشمالية منذ حوالي خمسة اشهر ادت الى سوء الاوضاع السياسية بشكل اكثر عمقًا منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية عام 2011 ، فيما تتعرض اوضاع البلاد لمزيد من الضغوط يومًا بعد آخر نتيجة للصراع الطائفي الى حد كبير في سوريا.
ورغم أن العنف في العراق الآن أقل بكثير من ذروة أعمال القتل الطائفية بين عامي 2006 و2007 لكنّ المسلحين لايزالون يشنون هجمات شبه يومية، حيث تحاول جماعة دولة العراق الاسلامية الجناح المحلي لتنظيم القاعدة ومسلحون آخرون تابعون لجيش الطريقة النقشبندية الذي يقوده الامين العام لحزب البعث المحظور عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين إسقاط الحكومة الحالية بحسب بياناتهم.