أعلنت مصادر الجيش السوري الحر إسقاط طائرة تجسس إيرانية من دون طيار في عين ترما قرب دمشق، وتحول قواته في القصير من الدفاع إلى الهجوم، واسترداد مواقع في جوسية في ريف حمص، كان سيطر عليها حزب الله سابقًا.


بيروت: تتوالى الدلائل والبراهين الدامغة على دخول إيران طرفًا مباشرًا في الحرب السورية، بعدما كان دورها مقتصرًا على تقديم الدعم المالي والعسكري اللوجستي. فقد وضعت الجمهورية الاسلامية في إيران كل مقدراتها العسكرية، وتوابعها الميدانية من حزب الله اللبناني، وغيره من العراقيين، لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد من السقوط، بفعل ضربات ناجحة، سددها الجيش السوري الحر في أكثر من منطقة.

إيرانية من دون طيار

أتت ترجمة هذا الدعم المستمر في تدخل وحدات النخبة التابعة لحزب الله في الكثير من محاور القتال، ما أدى إلى تحقيق النظام بعض المكتسبات الميدانية، في مناطق محددة على الخريطة العسكرية السورية. ومن هذا الدعم أيضًا، تسخير طائرات تجسس إيرانية من دون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية عن مواقع الجيش السوري الحر في محيط العاصمة دمشق. فقد أكدت مصادر المعارضة السورية أن مقاتلين في الجيش الحر تمكنوا من إسقاط طائرة تجسس إيرانية من دون طيار في عين ترما، قرب العاصمة دمشق.

وعرض الجيش الحر أجزاء لطائرة التجسس الإيرانية، التي كان أسقطها حين كانت تصور مواقعه في الغوطة الشرقية. وهذه الطائرة هي الأولى التي يتم الإعلان عن إسقاطها في سوريا.

وكانت تقارير مختلفة أكدت تزايد النشاط التجسسي الإيراني في المنطقة، بعد أنباء عن رصد طائرة مماثلة تحلق في أجواء البحرين، وبالقرب من الأراضي السعودية، وبعد الكشف عن خلية تجسس إيرانية في السعودية.

من الدفاع إلى الهجوم

لا أوضح من الدعم الميداني الإيراني للأسد في القصير في ريف حمص. لكن، على الرغم من الزخم الكبير بآلاف المقاتلين من نخبة عناصر حزب الله، قال الجيش السوري الحر إنه تمكن من تحرير قرية جوسية، إحدى القرى في ريف حمص، بعد أيام من وقوعها في قبضة حزب الله، في تطور لافت يتمثل بتحول الجيش الحر من الدفاع إلى الهجوم، مع أن الجيش السوري النظامي يقصف المنطقة كلها بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية من المقاتلات التي لا تتوقف غاراتها.

كما أعلن الجيش الحر إرساله التعزيزات العسكرية إلى القصير، لتعزيز مواقعه فيها، وسيطرته على ثلاثة مواقع جديدة فيها، بينما يحاول الجيش النظامي وكتائب حزب الله التقدم على محاور المدينة وريفها. وقالت مصادر الجيش الحر إن مقاتليه ألحقوا خسائر كبيرة بحزب الله، قدروها بقتل 31 مقاتلًا وجرح العشرات، عندما تمكنوا من صد هجوم على المدينة، شنوا على أثره هجومًا مباغتًا على مواقع الحزب داخل بلدة جوسية الخراب، وفر العديد من مقاتلي الحزب باتجاه الهرمل اللبنانية.

مفاجآت من حيث لا يتوقعون

وصف قيادي في الجيش الحر ما حصل بالإنجاز النوعي، الذي تحقق على الرغم من كثافة الاسناد الناري المدفعي والجوي لعناصر حزب الله. وقال: quot;أولًا إنها واحدة من المفاجآت التي لم يتعود عليها حزب الله، ثانيًا إنها رسالة لقيادة الحزب التي وعدت المضللين من قاعدتها بأن خبر تحرير القصير سيعلنه أمين عام الحزب حسن نصرالله وها نحن ننقل المعركة من تخوم القصير إلى عمق الخطوط الخلفية للغزاة، وثالثًا إنها رسالة لآل الاسد وشبيحتهم الغزاة، محتواها أن القصير عصية على الاحتلال، والايام المقبلة ستحمل مفاجآت من حيث لا يتوقعون، فنحن نقاتل دفاعًا عن أرضنا وشعبناquot;.

ونقلت وسائل إعلامية عن الرائد عبدالحليم غنوم، عضو المجلس العسكري الأعلى في هيئة أركان الجيش السوري الحر في جبهة القصير، قوله إن الجيش الحر صدّ محاولة ثالثة لاقتحام القصير عبر منطقة الحميدية، وإن عدد قتلى حزب الله في المدينة يتجاوز 150 قتيلًا.

وأعلن لواء التوحيد في حلب امس أن رتلًا من مجاهديه وصل إلى القصير، بقيادة قائد اللواء عبد القادر الصالح، للمشاركة في عمليات فك الحصار عن المدينة، في معركة أطلقوا عليها اسم quot;في سبيل الله نمضيquot;.