في وقت تدفق آلاف المتظاهرين مجددًا مساء الاثنين إلى ساحة تقسيم في إسطنبول، في اليوم الرابع من الحركة الشعبية المناهضة للحكومة التركية، طمأن أردوغان من الرباط المغربية خلال جولة مغاربية له إلى أن الأوضاع في بلاده تتجه نحو الهدوء.


الرباط: استخدمت الشرطة التركية ليل الاثنين الثلاثاء قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين رددوا شعارات مناهضة للحكومة التركية ورشقوا قوات الامن في انقرة واسطنبول بالحجارة.

وفي حي كافاكليديري بالعاصمة التركية، اطلقت وحدات مكافحة الشغب الرصاص المطاطي في اتجاه معترضين معظمهم شبان بعدما رشقوها بالحجارة، وفق قناة سي ان ان التركية.

وهو اليوم الخامس من المواجهات في تركيا بين عناصر الشرطة والمتظاهرين المناهضين لاردوغان الذي رفض الحديث عن quot;ربيع تركيquot; واكد من المغرب التي بدأ زيارة لها ان الوضع يتجه الى الهدوء.

وللمرة الاولى منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية تم اعلان سقوط قتيل. فقد اعلنت نقابة الاطباء الاتراك ان شابا قتل مساء الاحد في اسطنبول دهسا بسيارة اقتحمت تجمعا للمحتجين.

وفي اسطنبول، اطلق شرطيون عشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع لطرد نحو 500 متظاهر من حي غوموسويو على الضفة الاوروبية للمدينة بعدما اقاموا فيه حواجز واشعلوا النيران.

في المقابل، تواصلت في المدينتين تجمعات اكبر حجما بهدوء رغم الوقت المتاخر.

ونقلت وكالة انباء الاناضول ان نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج سيعقد الثلاثاء في الساعة 9,00 ت غ مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه عن الاحداث غير المسبوقة التي تهز البلاد.

وقبل ان يتحدث الى الصحافيين، سيزور ارينج الرئيس التركي عبدالله غول.

وكانت الصدامات تجددت الاثنين بين الشرطة والمتظاهرين سواء في انقرة، وتحديدا في ساحة كيزالاي او في اسطنبول على مقربة من مكتب رئيس الوزراء. ورد المحتجون على خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع برشق عناصر الشرطة بالحجارة.

وتدفق المتظاهرون بالالاف الى ساحة تقسيم مجددا رافعين الاعلام التركية وهاتفين quot;طيب ارحلquot;.

واعلن اتحاد نقابات القطاع العام، احد اكبر الاتحادات النقابية في تركيا، الاثنين انه سيدعو اعتبارا من الثلاثاء الى اضراب ليومين تنديدا بquot;الترهيب الذي تمارسه الدولة بحق المتظاهرين السلميينquot;.

وقبل مغادرته تركيا للقيام بجولة من اربعة ايام في دول المغرب العربي يبدأها في الغرب، اكد اردوغان بثقة تامة على مواصلة اعتماد الحزم في مواجهة التظاهرات.

وقال امام الصحافيين quot;سنبقى حازمين (...) حافظوا على الهدوء سنتجاوز كل هذه الامورquot;.

واضاف quot;بلادي ستعطي ردها خلال هذه الانتخابات (المحلية المرتقبة في العام 2014)quot;، معبرا بالتالي عن ثقته في ثقله الانتخابي. وقال quot;اذا كانت لدينا بالفعل ممارسات مناهضة للديموقراطية، فان امتنا ستطيح بناquot;.

وتابع quot;نعم، نحن الان في الربيع لكننا لن ندعه يتحول شتاءquot; في اشارة الى الربيع العربي.

وبعد ساعات، ومن الرباط هذه المرة، اكد اردوغان في مؤتمر صحافي ان الوضع quot;يتجه الى الهدوءquot; مضيفا quot;ستحل المشاكل حال عودتي من زيارتيquot;.

وأوضح أن quot;مشكلة الأشجار والحديقة تسببت بأحداث، لكن التظاهرات للأسف دفعت من طرف أشخاص لم ينجحوا في الانتخاباتquot;.

وأضاف quot;الحزب الجمهوري (حزب الشعب) إلى جانب أطراف أخرى هم جزء من هذه الأحداثquot;.

لكن الرئيس التركي عبد الله غول تحدث بلهجة اكثر اعتدالا ودعا الاثنين المتظاهرين الى الهدوء قائلا ان رسالتهم قد وصلت.

ونقلت وكالة انباء الاناضول عن غول قوله في اليوم الرابع من التظاهرات المناهضة للحكومة quot;الديموقراطية لا تعني فقط انتخاباتquot; مضيفا quot;الرسائل التي وجهت بنوايا حسنة قد وصلتquot;.

وتابع اردوغان quot;لا اعلم ماذا قال الرئيس، ولكن بالنسبة الي فان الديموقراطية تنبع من صناديق الاقتراعquot;.

ومنذ الجمعة اتسع نطاق تظاهرة عدد من الناشطين الذين كانوا يحتجون على مشروع تدمير حديقة عامة في اسطنبول، لتصل الى عدة مدن في تركيا.

واردوغان الذي يتهمه المتظاهرون بquot;التسلطquot; وبالسعي الى تحويل نظام البلاد العلماني الى نظام اسلامي يواجه حركة احتجاج لا سابق لها منذ تولي حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان الحكم في 2002.

واوقعت اعمال العنف في الايام الثلاثة الماضية اكثر من الف جريح في اسطنبول و700 على الاقل في انقرة بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ونقابات اطباء في المدينتين.

وهذه الارقام لم تؤكدها السلطات حيث تحدث وزير الداخلية معمر غولر الاحد عن عن اصابة 58 مدنيا و115 شرطيا خلال التظاهرات ال235 التي احصيت منذ الثلاثاء الماضي في 67 مدينة تركية.

واثارت وحشية قمع التظاهرات انتقادات عدة في الدول الغربية.

ومجددا الاثنين، ندد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بquot;الاستخدام المفرطquot; للقوة من جانب الشرطة التركية.