بعد الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، يجول اسمان في أفق الانتخابات الرئاسية القادمة، أولهما الفريق أحمد شفيق الذي خسر بفارق بسيط بوجه مرسي، والثاني الفريق سامي عنان الذي لم يخف رغبته بالترشح للرئاسة يوم تقديمه استقالته من منصبه كمستشار عسكري للرئيس المخلوع محمد مرسي.


مع وعود الجيش المصري الذي انحاز لغالبية الشعب بإطاحة حكم الإخوان المسلمين لإنجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وهو فضلا عن انه مطلب شعبي لإتمام مسار ثورة 25 يناير 2011 التي أحيتها ثورة 30 يونيو 2013 فإنه مطلب لحلفاء مصر في الغرب سواء بسواء.
ومع غياب أية أسماء، تظهر شاشة بورصات الترشيح الرئاسية إلى اللحظة وخاصة من جانب قيادات الأحزاب السياسية، يلوح اسمان في الأفق، من المحتمل أن يخوضا غمار المعركة حسب توقعات مراقبين.
أولهما الفريق أحمد شفيق رئيس الحكومة السابق وقائد القوات الجوية ووزير النقل في عهد مبارك، الذي خسر أمام مرسي بفرق ضئيل في انتخابات الرئاسة، أما الثاني فهو الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش السابق.
الفريق سامي عنان (65 عاماً) لم يخف رغبته في الترشح للرئاسة يوم تقديمه استقالته من منصبه كمستشار عسكري للرئيس المخلوع محمد مرسي، وهو ظل على الدوام الرجل الذي يتردد اسمه لدور مهم في الحالة المصرية على وقع تداعيات ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت مبارك.
والفريق عنان رئيس هيئة الأركان السابق، الذي لفت الانتباه بعودته المفاجئة من زيارة رسمية لواشنطن عشية ثورة 25 عسكري محترف، ولا شبهات فساد حوله مثل كثيرين في نظام مبارك السابق.

كما أنه تولى مهام نائب رئيس المجلس العسكري الأعلى العام 2011 وهو منصب يعادل منصب نائب رئيس الجمهورية.
ولعل ما يضع الفريق عنان في محور الحدث بشكل مثير، هي تلك التصريحات المتتالية التي صدرت عنه في الأيام التي تلت استقالته من منصب المستشار العسكري لمرسي الذي وصفه نفسه بأنه quot;كان شرفياً وبلا مهماتquot;.
وكان عنان صرّح بأن استقالته من منصب مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، الأحد، جاءت في ظل مرحلة تاريخية ودقيقة تعيشها مصر، وتفرض على الجميع أن يتحمل مسؤولياته أمام الوطن والمواطنين.
وأوضح أن quot;الشعب المصري قال كلمته، وبالتالي فعلى الجميع أن ينصت وينفذ، خاصة أن المشهد الذي نراه الآن متأزم للغاية وأدى إلى خروج الملايين من الشعب في جميع ميادين مصر، وهذا الخروج غير المسبوق صاحبه سقوط بعض الشهداء وهو أمر مرفوض لأن الدم المصري غال ويجب الحفاظ عليهquot;.

بعد إطاحة مرسي
وفي جملة ما تم رصده من تصريحات للفريق عنان الذي ترى فيه مصادر غربية وعربية رجلا مؤهلا لقيادة مصر، هو قوله إن وصف الدكتور محمد مرسي ما حدث اليوم بالانقلاب على الشرعية quot;كلام خاطئquot; وغير منطقي، لأن الشعب هو الذي يمنح الشرعية لمن يشاء ويسحبها ممن يشاء.
ومن ثم تأكيد عنان في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، على قناة دريم 2، أن القوات المسلحة ترعى مصالح الشعب وولاءها لكل المصريين، وإنها مارست العملية الديمقراطية أثناء فترة حكمها للبلاد بكل نزاهة وديمقراطية، لافتا إلى أنه لم يكن يتوقع كل ما فعله الإخوان المسلمون طوال عام واحد من حكمهم.
وعلى هذا الصعيد، أكد الفريق عنان أنه لم يندم على فكرة quot;الدستور أولاquot;، أثناء توليهم المسؤولية عقب تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن الحكم، بعد ثورة 25 يناير، لأن القرار اتخذ بعد طرحه في استفتاء للشعب في 19 مارس 2011.
ومن بين التصريحات اللافتة عقب خطاب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتنحي مرسي عن الحكم مساء النصر على المصريين، حيث قال: من الذي quot;جاب الدكتور مرسيquot; الشعب ومن طلب أن يرحل هو الشعب ؟.
والفريق عنان قال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج (القاهرة اليوم) مع عمرو أديب، إن المصريين أثبتوا للعالم أنه quot;ليس انقلابًا عسكريًا ولكنه إرادة شعبية للشعب المصريquot;.

استرداد الثورة
وخلال مداخلة هاتفية أخرى له مع الإعلامي محمود الورواري في برنامج الحدث المصري عبر شاشة قناة (العربية الحدث) مساء الأربعاء، قال الفريق عنان إن الشعب المصري ضرب مثلا سيدرس لأنه علامة فارقة في تاريخ الشعوب، وذلك نتيجة لالتحام الشعب مع الجيش والشرطة.
وتابع:quot;لقد استردينا مصر واستردينا ثورتنا، والشعب المصري عبقري، وخارطة الطريق ستتيح البناء على أسس صحيحةquot;، مختتماً مداخلته قائلاً:quot;مساء النصر يا مصرquot;.
وقال الفريق إن بيان القوات المسلحة الذي أصدرته، الإثنين، واضح ولا يحتمل التأويل، كما أكد أن الدم المصري غال ويجب الحفاظ عليه.
يذكر أن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، كان اقال سامي حافظ عنان من منصبه كرئيس لهيئة الأركان مع المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع في آب (أغسطس) 2012 وعينه مستشاراً لرئيس الجمهورية ومنحه قلادة الجمهورية.

مهام ومؤهلات
وقبل توليه رئيس أركان حرب القوات المسلحة عام 2005، كان سامي عنان يشغل منصب قائد قوات الدفاع الجوي، وهو كان شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وعين كقائد الفرقة 15 د جو م ج ع 1997 .
وتلقى الفريق عنان خلال حياته العسكرية العديد من الدورات المتخصصة في مجال الدفاع الجوي، دورة الدفاع الجوي الأساسية، دورة قائد كتيبة صواريخ، كما تلقى دورات في مجال الدفاع الجوي من روسيا.
وعنان حاصل على زماله كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية، وزماله كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية، كما تلقي دورات من فرنسا في مجال الدفاع الجوي.
ومن المهمات التي كلف بها الفريق عنان خلال حياته العسكرية الآتي: ملحق الدفاع في المغرب 1990، قائد لواء 1992، قائد الفرقة الخامسة دفاع جوي 1996، رئيس فرع العمليات الدفاع الجوي 1998 ، رئيس أركان قوات الدفاع الجوي 2000، قائد قوات الدفاع الجوي 2001.