يستغرب البعض وقوف حزب الله الى جانب الثورة المصرية اليوم لتصحيح نفسها، في وقت يدافع الحزب باستماتة عن النظام السوري ضد شعبه، ويرى البعض في ذلك ازدواجية واضحة في المواقف.


بيروت: يؤكد النائب خالد زهرمان (المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن كل من كان يخوِّف المجتمع العربي من quot;الربيع العربيquot; أنه بعبع quot;الربيع الاسلاميquot;، وأن الحركات الاسلامية والاحزاب الاسلامية هي التي ستسيطر على المنطقة، تبين في ما بعد أن الامر غير صحيح، وحتى جماعة الاخوان المسلمين وجد من ينزل الى الساحات ليقول لها إنك اخطأت في اماكن معينة، ولكن في الوقت نفسه رغم المآخذ على تصرفات الاخوان المسلمين ومرسي، فهو اخطأ في بعض الاماكن، غير أن المخيف ما يحصل الآن هو شبيه ما كان يحصل في تركيا، الجيش يتدخل كل فترة لتصويب الامور بعيدًا عن صناديق الاقتراع.

ويتابع زهرمان: quot;رغم تقديرنا للمؤسسة العسكرية ووقوفها الى جانب الشعب المصري من خلال ثورتهم، الا اننا لا يمكن أن نقول إنه انتهاء لعصر الاسلام السياسي، لأن الاحزاب السياسية في البلدان العربية لا خبرة لديها بالعمل السياسي، ومع الوقت ستتراكم خبراتها، كما شاهدنا في تركيا، فالاحزاب الاسلامية هناك تطورت كثيرًا لتصل الى الاستمرار في الحكم، مرّوا بفترات انقلابية، واخطأوا في اماكن معينة، واذا تمت ازاحة الاسلام السياسي عن وجهة الحكم، يجب ان يأخذوها عبرة لتطوير احزابهم بشكل يتماشى مع الظروف التي نعيشها، وننصح أن تؤخذ تجربة تركيا كنموذج حيث ظهرت أنها ناجحة جدًا.

ويرى زهرمان أن أزمة لبنان مستعصية اكثر من مصر، ومشكلتنا الاساسية هي موضوع سلاح حزب الله، ومرتبط بمشروع اقليمي، ويجب تغيير معادلات اقليمية لذلك، كي يحل الموضوع، اما مشكلتنا الاخرى في لبنان فهي الطائفية، ولا نستطيع مقاربة ما يحصل في مصر مع لبنان، لأن الظروف مختلفة جدًا عن بعضها البعض.

أحداث مصر ومستقبلها

ويؤكد زهرمان أن الامور في مصر لا تزال غير واضحة، بخاصة أنه يجب أن يأتي رئيس منتخب بصناديق الاقتراع، وبكل الاحوال نتمنى الاسراع باجراء الانتخابات النيابية ومن ثم رئاسية وتكون شفافة كي نتجنب الدخول بمتاهات صراع داخلي بين الاحزاب السياسية في مصر.

ويلفت زهرمان الى أن موقف لبنان غير موحد من الاحداث المصرية، وكتيار مستقبل ننطلق من مبدأ أننا مع ارادة الشعب، كما وقفنا مع الشعب في تونس وليبيا اليوم مع سوريا والشعب في مصر.

والمستغرب بحسب زهرمان أن quot;فريق 8 آذار في لبنان يدافع بكل قواه عن النظام القمعي في سوريا الذي يقتل شعبه كل يوم، ويقف اليوم الى جانب ارادة الشعب المصري، وضد الاسلام السياسي، وكأن حزب الله ليس حزبًا اسلاميًا في لبنان، وكأنّه حزب علماني، وكأن كل هذا الفريق الذي يدور في فلك حزب الله يدور في فلك حزب علماني ومتطور، فالتناقض عجيب بكلامهquot;.

ويضيف زهرمان: quot;نحن مع ارادة الشعوب في كل البلدان واذا ارادت فعلاً ذلك ستنجح، وصناديق الاقتراع ستقول لنا الحقيقة، واليوم الثورة تصحح نفسها. ويرى زهرمان أن quot;الاحزاب في مصر تنقصها التجربة في العمل السياسي، والكلام النظري سهل ولكن تطبيقه فعليًا يبقى صعبًاquot;.