يسابق التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الزمن في محاولة لإعادة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى الحكم عبر بوابة إقناع الغرب بإمكانية حدوث حرب أهلية في مصر إن بقي الوضع على حاله ولم تتم إعادة مرسي لكرسي الرئاسة.

بدأت تتكشف الى العلن خطط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لإعادة ما يسمونه شرعية محمد مرسي لرئاسة مصر، فبعد بيان الأربعاء الماضي عقب اجتماع في اسطنبول وقّعه عدد من الشيوخ والدعاة، عقد مكتب الإرشاد الدولي اجتماعًا في اسطنبول السبت للغاية ذاتها.
وقالت مصادر إن اجتماع القيادات تطرق إلى بحث آليات تسويق فكرة quot;الانقلابquot; للغرب، خاصة الولايات المتحدة عن طريق تفويض عدد من الشخصيات لها علاقات وثيقة بقيادات الغرب، مثل يوسف ندا، رجل الأعمال الإخواني، صاحب الفضل في فتح قنوات الاتصال بين قيادات الجماعة والإدارة الأميركية في بداية حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وأشارت المصادر إلى أن هذا الاجتماع هو الثاني في أعقاب الإطاحة بمرسي، لبحث تداعيات الموقف من القضية المصرية، ومستقبل الإخوان، في ضوء التطورات الأخيرة.
ونقلت صحيفة (المصري اليوم) القاهرية عن مصادر لم تذكرها بالاسم قولها إن قيادات التنظيم الدولي توجهوا إلى إسطنبول تحت غطاء حضور مؤتمر شعبي عالمي، يعقده حزب السعادة التركي لنصرة الديمقراطية، للتغطية على الهدف الأساسي من الزيارة، وهو بحث وضع ومستقبل التنظيم الدولي في ضوء التطورات، وإن الاجتماع استمر لأكثر من 4 ساعات في أحد الفنادق التابعة لأحد القيادات الإخوانية بإسطنبول.
الغنوشي يلوم
وأضاف المصدر، أن راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة التونسي، وجّه لومًا وعتابًا شديدين للحضور من القيادات، على مواقفها المتعنتة، تجاه عدم استجابتها لمشورته، في الاجتماع الأول، المنعقد فى لندن، بضرورة تقديم تنازلات من قبل الإخوان في مصر قائلاً: laquo;نجني ما زرعه إخوان مصر في كل البلاد العربيةraquo;.
وأوضح المصدر أن القيادات اتفقت على تكثيف اتصالاتها بالغرب، والإدارة الأميركية، لدفعها نحو الضغط على المؤسسة العسكرية، للإفراج عن قيادات الجماعة، والسماح بعودة التنظيم، واتفقوا على استخدام لغة التخوف والترهيب مع الإدارة الأميركية، وأن استمرار الوضع في مصر على ما هو عليه، سيؤدي إلى حرب أهلية وإهدار المصالح الأميركية، التي حافظت عليها الجماعة.
وتابع المصدر، أن التنظيم كلف إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي، التواصل مع الإدارة التركية، لافتًا إلى أن quot;منيرquot; أجرى اتصالاً هاتفيًا بأحد مساعدي الرئيس التركي، لإقناعه بدعم مرسي وعدم الاستسلام للانقلاب العسكري.
من جانبه، قال عمار علي حسن، خبير الحركات الإسلامية، إن مصر هي التى صنعت أسطورة الإخوان في العالم، مشيرًا إلى أن سقوطهم، سيؤثر على التنظيم العالمي، وسيؤدي إلى تصدع التنظيم، مشيرًا إلى أن انغلاق الجماعة في الساعات الأخيرة جعلها أشبه بالتنظيم العصابي، وليس جماعة دعوية.
وأضاف عمار أن التنظيم الدولي تأسس في الخمسينيات على أيدي بعض المهاجرين إلى الخارج والخليج، بواسطة أموالهم، لافتاً الى أن الجزء المالي في التنظيم مرتبط بوجود بعض رجال الأعمال، مثل يوسف ندا، مؤكدًا أن الأخير وغيره من رجال التنظيم الدولى، رتّبوا علاقة إخوان مصر مع أميركا، وفتحوا قنوات اتصال معها.
وأشار عمار إلى أن هناك تنظيمات وحركات تأثرت بالإخوان، رغم عدم تبعيتها لها أو منهجها، كما في تركيا والمغرب، لافتًا إلى وجود عدد من الحركات تابعة للتنظيم العالمي، وتتواجد في 80 دولة.
اسماء المشاركين
وكانت صحيفة الوطن التونسية قالت في وقت سابق بأنه تأكد حضور مجموعة من قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والذي يعقد حاليًا سلسلة اجتماعات سرية مع حلفائه في مدينة إسطنبول بتركيا، لوضع خطة التعامل مع الأوضاع في مصر، بعد نجاح الثورة الشعبية في إسقاط quot;محمد مرسيquot; وquot;الجماعةquot;.
وقد تم الكشف عن عدد من الحضور وهم:
1- إبراهيم منير مصطفى، الأمين العام للتنظيم العالمي، مصري الجنسية.
2- محمود حسين الإبياري، الأمين العام المساعد للتنظيم العالمي، مصري الجنسية.
3- علي محمد أحمد جاويش، المراقب العام لتنظيم الإخوان السوداني.
4- إبراهيم المصري، المراقب العام لتنظيم الإخوان اللبناني، وعضو مكتب الإرشاد العالمي.
5- علي باشا عمر حاج، المراقب العام لتنظيم الإخوان في القرن الأفريقي.
6- محمد رياض شقفة، المراقب العام لتنظيم الإخوان السوري.
7- محمد فرج أحمد، القيادي في تنظيم الإخوان في كردستان.
8- زياد شفيق محيسن الراوي، المراقب في تنظيم الإخوان اليمني.
9- شيخان عبدالرحمن محمد الدبعي، القيادي في تنظيم الإخوان اليمني.
10- محمد الهلالي، النائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية.
11- راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية (إلا أن الغنوشي نفى مشاركته).
12- همام سعيد المراقب العام لجماعة الاخوان في الاردن
اجتماع اسطنبول الأربعاء
ويشار الى أن (إيلاف) كانت تحدثت عن تقاطر دعاة وعلماء إسلاميين للاجتماع في اسطنبول، حيث دعوا في بيانالأربعاء إلى إعادة ولاية محمد مرسي باعتبارها quot;ولاية شرعيةquot; توجب له على المصريين حق السمع والطاعة والمحبة والنصرة، وذلك في حدود الضوابط التي رسمتها الشريعة في باب الولاية.
وأضاف البيان: quot;لقد استقر مذهب أهل السنة والجماعة على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم ونقض ولايته أو قطع مدته بالإنقلاب عليه إلا إذا بدا منه كفر بواحquot;.
وشارك في الاجتماع كل من: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رابطة علماء المسلمين، رابطة علماء الشريعة في الخليج، المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، اتحاد علماء أفريقيا، رابطة الأوروبيين المسلمين، المجلس الإسلامي الأعلى للدعوة بإندونيسيا، الاتحاد العالمي للدعاة، مجلس شورى العلماء بمصر، رابطة علماء أهل السنة، الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر، هيئة علماء اليمن، رابطة علماء الشام، رابطة الشريعة لعلماء ودعاة السودان، هيئة علماء السودان، رابطة الدعاة بالكويت.
ودعا هؤلاء الدعاة كل المصريين والمسلمين منهم خاصة إلى quot;السعي في استنقاذه (الرئيس) ورده إلى ولايته، ورفع الظلم.
واعتبروا أن الذين انقلبوا على الرئيس يضعون البلاد بذلك على حافة هاوية سحيقة من الحرب الأهلية، وقد بدت بوادر خطرة في محافظات مصر يخشى الجميع سوء عاقبتها.
فتنة ويأس
وتابع البيان: ومن هنا فقد وجب على قيادات الجيش أن تتدارك خطأها وألا تدفع الشباب الغاضب إلى يأس وإحباط يفضي إلى فتنة يصطلي المجتمع بلظاها. ورأى ممثلو الاتحادات والروابط من علماء المسلمين في إسطنبول، أمرين شرعيين يتعلقان بهذه القضية:
أولا: إن الواجب الشرعي يحتم على قيادة الجيش أن ترد الأمور إلى نصابها، وأن تغلق على الناس باب شر ومحنة وأن تعلم أن الإنقلاب على أول رئيس منتخب في تاريخ مصر ستكون عاقبته وبالاً ودمارًا إلا أن يشاء الله شيئًا، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
ثانيا: إن الواجب الشرعي يوجب على علماء الأمة في مصر وبخاصة علماء الأزهر أن يقوموا بما يوجبه الشرع عليهم من بيان حرمة الخروج على الحاكم المسلم المنتخب ووجوب إعادة الشرعية وبيان واجب السمع والطاعة له، وعليهم أن يسعوا في جمع الكلمة ووحدة الصف وحقن دماء أهل مصر.
وختم البيان بتوجيه الكلمة إلى الدول العربية التي باركت ما أسماه البيان quot;الإنقلاب الأثيم على رئيس الجمهورية، الذي لم يتدخل في شؤونها يومًاquot; قائلاً: quot;أيها الحكام العرب إن الإسلام الذي تدينون به يوجب عليكم نصرته ومؤازرته، وما زالت الفرصة سانحة للتدخل وإصلاح الأمور والتوسط في رفع الظلم وحقن الدماء وعودة الرئيس إلى موقعهquot;.