يناقش الائتلاف السوري المعارض قريبًا شكل الحكومة الانتقالية ورئيسها، وتحتدم النقاشات بين ثلاثة محاور، لكن أحمد طعمة الخضر الأوفر حظًا لرئاستها.


لندن: اشتعلت النقاشات من جديد بعد تشكيل الائتلاف الوطني المعارض والتوسعة الجديدة في صفوفه، على خلفية ملف إعلان الحكومة الانتقالية أو اختيار بديل عنها، وذلك بعد دخول كتلتين وازنتين إلى الائتلاف، وهما الكتلة الديمقراطية المؤلفة من 21 عضوًا، وكتلة الجيش الحر المؤلفة من 15 عضوًا.

وفي الاجتماع الأخير الذي أفضى الى انتخاب رئيس للائتلاف وقيادة جديدة، استطاعت الكتل حسم النتيجة باعفاء رئيس الحكومة السابق غسان هيتو من مهامه، مقابل تأجيل موضوع الحكومة إلى جلسة الائتلاف القادمة أواخر رمضان المبارك أو بعده، على أن تطرح عدة شخصيات لرئاسة الحكومة الجديدة، فتعرض برامجها ويتم تدارسها لترأس إحداها الحكومة.

مقبول من الجميع

غير أن مصادر مقربة من الائتلاف ترى أن المواقف داخل الائتلاف مختلفة تمامًا، فهي ثلاثة أولها موقف الكتلة المقربة من السعودية ومرشحها المفضل الدكتور أحمد طعمة الخضر، وجرى اختياره اثناء زيارة قيادة المجلس الوطني إلى جدة للتفاهم على التحالفات الجديدة، قبل توسعة الائتلاف.

وحاز طعمة قبول الاخوان المسلمين كونه اسلامياً، وحاز قبولًا من اعلان دمشق كونه عضواً فيه، ورضي به الفريق المقرب من السعودية كونه معتقلاً سابقاً مقبولاً داخل سوريا، اضافة إلى ميزته أنه مسالم وغير اشكالي وغير منحاز.

وطعمة الخضر من منطقة دير الزور، وهو طبيب اسنان، اعتقل على خلفية إلقائه كلمة في تشييع الشيخ محمد مرشد الخزنوي. وهو من اعلان دمشق، وينتمي الى كتلة الشيخ احمد الجربا، التي اصبحت اغلبية في الائتلاف.

وهي على ما يبدو ستمضي في موضوعين متتاليين، وهما فرض الحكومة وفرض احمد طعمة رئيسًا لها. وفي حال نجح الموضوع، سيكون وزير الزراعة السابق اسعد مصطفى نائبًا لرئيس الوزراء، وربما غسان هيتو نائباً ثانيًا للاستفادة من الجهد الذي بذله في الاعداد للحكومة سابقًا، إضافة إلى حكومة مصغرة مكونة من عشرة اشخاص يغلب عليها الطابع السياسي والخدمي.

من دون ضغوط

وتشير المصادر إلى موقف الكتلة الثانية، ويمثلها مصطفى الصباغ وعماد رشيد والقسم الخاسر من اعلان دمشق، أي جورج صبرا وعبد الاحد اصطفيو وسمير نشار. واصبح مرشح هذه الكتلة رئيس الوزراء السوري السابق في حكومة النظام رياض حجاب، مع أنها نفس الكتلة التي كانت تدعم ترشيح غسان هيتو سابقًا.

لكن المصادر ترى أن لا حظوظ قوية لنجاح حجاب، كما لا يبدو أنه متحمس ايضًا، الامر الذي ربما يجعله لا يترشح أبدًا، لتبحث هذه الكتلة عن مرشح جديد. لكن هذه الكتلة مع تشكيل الوزارة ايضًا، وفيما لو جاء مرشح جديد من هذه الكتلة ستكون الوزارة كلها من التكنوقراط، وبعيدة عن السياسيين.

وهناك كتلة ثالثة من الليبراليين والعلمانيين والاقليات بزعامة ميشال كيلو، وهي في الواقع شخصيات موجودة ضمن الكتل السابقة او مجموعات صغيرة داخل الائتلاف ومن مستقلين ممن ليسوا في الكتل، وربما تمثل آراء الدول الغربية التي لا تريد حكومة بل هيئة او سلطة تنفيذية لها مهام وزارية، وهذا مفهوم دوليًا لأن هذا الشكل لا يحمّل الدول الغربية اعباءً كما الوزارة التي يكون لها وجود قانوني واعتباري.

وبدأ كيلو يتحرك في هذا الاطار ويروج في تصريحاته الاعلامية للهيئة التنفيذية لا للحكومة، الامر الذي لم يعجب الكتلتين السابقتين، واعتبروه خروجًا على النظام الداخلي للائتلاف وعلى التوافق.

وفي قراءة سريعة للأسماء في الائتلاف، نجد أن لا حظ لمرشح الكتلة الثانية رغم دعم الكتلة لفكرة الحكومة. ونجد أن فكرة الحكومة تحظى بأغلبية اصوات الائتلاف اذا ترك القرار من دون ضغوط غربية على أعضائه وقادته، وسيمرّ طعمة الخضر كرئيس للحكومة بسهولة من الباب العريض.