شهدت مدن العراق اليوم احتجاجات للمطالبة بتوفير الأمن والخدمات، حيث اعتقل عدد من الناشطين وأخرى إحياءً ليوم القدس العالمي، رفعت فيها صور الخميني وهتفت بسقوط إسرائيل واميركا، فيما اكد المحتجون في محافظات غربية وشمالية إصرارهم على الإستمرار باعتصاماتهم حتى لو تطلب الأمر سنوات عدة رافضين تحويل حراكهم السلمي إلى العنف.
تظاهرات شيعية بيوم القدس ترفع صور الخميني
شهدت بغداد ومحافظات عراقية جنوبية اليوم الجمعة تظاهرات إحياء ليوم القدس العالمي ودعم الشعب الفلسطيني والذي تنادي به إيران في مثل هذا اليوم من كل عام .
وقد شارك في التظاهرات عدد من رجال الدين وسياسيون وشيوخ عشائر حيث طالبوا المجتمع الدولي العمل على حل القضية الفلسطينية، كما رفع المتظاهرون في مسيراتهم التي نظمتها منظمة بدر الشيعية بزعامة وزير النقل هادي العامري، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، العلم الفلسطيني ورددوا شعارات تنادي بنصرة فلسطين وطرد الاحتلال الاسرائيلي، كما رفعوا لافتات تؤكد ضرورة وحدة المسلمين من أجل مواجهة الاخطار التي تواجه الأمة الإسلامية جمعاء، وأخرى تقول quot;كلا كلا اسرائيلquot; و quot;الموت لاميركاquot;.
وحمل المحتجون صورًا لمؤسس الجمهورية الاسلامية الإيرانية الراحل الخميني، الذي كان قد اطلق عام 1979 الدعوة لإحياء قضية القدس المحتلة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام. يذكر ان إيران في عهد الخميني والعراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين خاضا حربا ضروسا استمرت بين عامي 1980 و1988 حين أعلن الخميني مضطرًا قبول وقف اطلاق النار بعد ان انهارت قوات بلاده أمام العراقية، وأعلن العراق حينها انتصاره.
السلطات تعتقل ناشطين خلال تظاهرة تطالب بالأمن والخدمات
تظاهر المئات من العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد اليوم، مطالبين الحكومة بمعالجة الملف الأمني والقضاء على الإرهاب وإلغاء استخدام اجهزة السونار المعطلة في نقاط التفتيش وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين.
وقال أحد المتظاهرين ان تظاهرة اليوم التي نظمها ناشطون على صفحة quot;العراق ينتفضquot; على صفحات التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot; تطال الحكومة بمعالجة الملف الأمني، وإلغاء استخدام أجهزة السونار الفاشلة والتصدي للإرهاب، ووقف نزيف الدماء العراقية ومحاسبة المقصرين من عناصر الأجهزة الأمنية، ووضع سيطرات نوعية وتوجيه الجيش والشرطة بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان، واحترام الشعب ورفع الحواجز الكونكريتية من شوارع بغداد التي تعوق حركة المرور الاعتيادية، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء. وقد حمل المتظاهرون ورودا وأعلاما بعد ان وصلوا إلى ساحة التحرير بصعوبة بسبب قيام القوات الأمنية باغلاق جميع الطرق المؤدية اليها ومنع مرور السيارات والمشاة.
وقد قامت عناصر أمنية بالزي المدني، باعتقال ستة متظاهرين اقتيدوا إلى جهة مجهولة كما منعت الصحافيين من تغطية التظاهرة وأبقتهم في مكان بعيد واخذت منهم أمتعتهم، وسجلت اسماءهم واسماء المؤسسات الاعلامية التي يعملون لديها. وذكر ناشطون على الفايسبوك أن المعتقلين الستة هم :علي هاشم وأنمار خالد وعلي وتوت وخلدون محمد وكرار الهيتاوي والمحامية إيثار.
وكان ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي قد اعلنوا عزمهم على الخروج في تظاهرة في ساحة التحرير في بغداد الجمعة، للمطالبة بمعالجة الملف الأمني. ودعا الناشطون المتظاهرين إلى اصطحاب كارت احمر طبع عليه شعار ‫quot;العراق ينتفضquot; واصطحاب أعلام عراقية جديدة فقط وورود وعدم الإنجراف إعلاميًا تحت أي مسمى أو تيار أو جهة دينية او سياسية او حزبية او مؤسسة علمانية او ليبرالية او شيوعية ، والمحافظة على المركزية ومبدأ السلمية في التظاهر والحذر من المندسين وعدم إغضاب الشرطة والجيش والابتسام لهم وإهدائهم باقات ورود.
وامس الخميس، أعلنت الأمم المتحدة ان عمليات العنف التي شهدتها مناطق مختلفة من العراق خلال شهر تموز (يوليو) الماضي كان الاكثر عددًا منذ خمس سنوات، حيث تسببت في هذا الشهر بمقتل واصابة 3383 شخصًا ووجهت دعوة عاجلة إلى القادة السياسيين للتحرك لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف سفك الدماء الذي لا معنى له والحيلولة دون عودة تلك الأيام المظلمة للعنف الطائفي إلى البلاد.
وقال القائم بأعمال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن quot;لا تزال أعمال العنف تخلّف آثاراً كبيرة على المدنيين وتشكل مصدر قلق كبير في ظل مقتل ما لا يقل عن 4,137 مدنياً وإصابة 9,865 آخرين منذ بداية العام الحالي 2013quot;.
وحذر قائلاً quot;لم نشهد مثل هذه الأعداد منذ أكثر من خمس سنوات عندما بدأ سعير الصراع الطائفي الأعمى يخبو أخيراً بعد أن أحدث جراحاً غائرة في جسد هذا البلدquot;. وشدد بالقول quot; أكرر دعوتي العاجلة إلى القادة السياسيين في العراق، إلى التحرك لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف سفك الدماء الذي لا معنى له، والحيلولة دون عودة تلك الأيام المظلمة إلى البلادquot;.
صلوات شيعية سنية موحدة في بغداد
وشهدت العاصمة العراقية صلاتين جامعتين شيعية وسنية موحدتين في جامع الخلاني بجانب الرصافة وجامع التقوى بجانب الكرخ، وذلك في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان.
وحذر رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ خالد الملا في كلمة في جامع الخلاني من مخاطر استمرار التفجيرات الارهابية التي قال انها تستهدف المساجد والحسينيات والمقاهي والملاعب والاسواق بفعل وتنفيذ تحالف البعث والقاعدة. واشار إلى ان عمليات قتل العراقيين، التي تجري يوميا تتم وسط صمت دولي. ودعا الحكومة إلى الاهتمام بتوفير الأمن والخدمات للمواطنين وإنقاذ العراقيين من اوضاعهم الصعبة وازماتهم المستمرة ودمائهم المستباحة. وطالب السياسيين العراقيين بانهاء خلافاتهم وتحقيق الوحدة الكفيلة بحفظ أرواح المواطنين وطالب الامم المتحدة بمساعدة العراق على مواجهة الارهاب.
اما امام وخطيب جامع الخلاني محمد الحيدري، فقد أشاد بموقف إيران من القضية الفلسطينية وقال في خطبته ان آخر جمعة من رمضان اعلنها الخميني، يوما عالميا للقدس وعندما رفع هذا الشعار لم يرفعه كشعار فقط كما رفعته الكثير من الدول العربية ولم يطبقوه، لكنه وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني واستمر بدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية اللتين وقفتا في وجه الصهاينة منذ ثلاثين سنة وإلى يومنا هذا والحصار قد فرض على إيران بسبب وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني.
واشار إلى أن هذه الصلوات الموحدة يراد منها توحيد المسلمين وإظهار وحدة موقفهم وانهم لم يتأثروا بمحاولات البعث والقاعدة الذين يحاولون تأجيج الصراعات الطائفية والقومية بين ابناء الشعب. وقال
ان هناك مشتركات كثيرة بين السنة والشيعة وبين ابناء العراق عموما، فمن الطبيعي الاختلاف حول بعض الأمور لكن المشتركات كثيرة جدا بين المذاهب والقوميات، واهمها الدفاع عن العراق والشعور بالمسؤولية العامة تجاه الأمة والحفاظ على وحدتها .
وتأتي هذه الصلوات الموحدة استجابة لنداء رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي قال في بيان إلى العراقيين في التاسع عشر من ايار (مايو) الماضي quot;ان الصلاة الموحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا ما نتمناه، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد، وانا ادعو إلى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعةquot;.

خطباء سنة يرفضون تحويل سلمية احتجاجاتهم إلى العنف
رفض خطيب ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) تحويل الاحتجاجات التي تشهدها ست محافظات غربية وشمالية منذ سبعة اشهر من السلمية إلى العنف ودعا المعتصمين إلى الصبر والاصرار على مطالبهم.
وقال الخطيب في جمعة quot;رمضان الصحابة فتحا... ورمضاننا صموداquot; إن ابناء السنة في العراق يعانون منذ 10 سنوات من التهميش والاقصاء والقتل والاعتقال والتهجير واشار إلى ان ربع الشعب العراقي يعيشون تحت خط الفقر بينما يشهد البلد اكبر سرقات في العالم اضافة إلى فقدان الأمن حيث يحصد العنف ارواح المواطنين يوميا. وقال انه على الرغم من عدم استجابة الحكومة لمطالب المعتصمين لحد الآن، إلا ان هذا الحراك الشعبي قد حقق وحدة شعورية لأبناء السنة في البلاد، فاصبحوا اكثر اصرارًا على تحقيق مطاليبهم. ورفض تحويل سلمية الاحتجاجات إلى العنف مشيرا إلى ان ذلك سيفجر فتنة يكون الشعب العراقي الخاسر الوحيد فيها. وأكد ان العراق قد تحول خلال السنوات العشر من بلد المواطنة إلى بلد المكونات. وخاطب البرلمانيين والوزراء السنة قائلا quot;اذا لم تستطيعوا الدفاع عن حقوق مكونكم فعليكم التنحي وفسح المجال امام رجال المرحلة ليدافعوا عن حقوق السنةquot;.
وكان المرجع السني الاب الروحي للمحتجين العراقيين الشيخ عبد الملك السعدي دعا الثلاثاء الماضي المشاركين في الاعتصامات إلى الصبر والثبات والابتعاد عن الطائفية والتسييس وطالب الحكومة بالاستجابة لمطاليبهم وحل المليشيات واطلاق المعتقلين واصدار عفو عام .
يذكر ان الشيخ السعدي كان شارك قبل اشهر في الاعتصامات التي اعلنتها محافظات غربية وشمالية حيث تشهد الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.