يعد العراق خطة لإنشاء محمية طبيعية هي الأولى من نوعها في البلاد، في الرقعة التي يظن العلماء أنها كانت جنة عدن، التي عاش فيها آدم وحواء قبل طردهما منها. وتشكل هذه الخطوة مساهمة فعلية لإعادة الحياة إلى أهوار ما بين النهرين، التي جففها صدام حسين بقطع المياه عنها.


أعد العراق خططًا لبناء أول محمية وطنية أو حديقة طبيعية، في بقعة يُعتقد أنها كانت جنة عدن التي عاش فيها آدم وحواء قبل أن يُطردا منها. والمعروف أن الرقعة الواسعة من الأهوار في جنوب العراق هي موطن انواع من الحيوانات، مثل جاموس الماء وغريد القصب البصري وثرثار العراق، وهذان الأخيران نوعان من الطيور النادرة المهددة بالانقراض.

وكان كثير من الباحثين ظنوا أن المنظومة البيئية لأكبر منطقة اهوار في الشرق الأوسط فُقدت إلى الأبد، وفقد العالم معها بعضًا من اجمل سكانه، بعد أن قطع صدام حسين مياه دجلة والفرات عنها لتجفيفها وتهجير سكانها الذين يعيشون فيها منذ آلاف السنين، عقابًا على مشاركة رجال من المنطقة أو ايوائها عراقيين شاركوا في انتفاضة العام 1991.

ودُمرت نتيجة تجفيف الأهوار 93 بالمئة من هذه المنظومة البيئية النادرة. وبعد سقوط صدام في العام 2003، دُمرت السدود وعاد الماء الذي كانت تحجبه إلى التدفق على المنطقة، وعاد معه قصبها وحياتها البرية.

وفوجئ العلماء ببقاء 278 نوعًا من الطيور المسجلة عندهم رغم كل ما تعرضت له المنطقة من تجفيف واهمال، بحسب مجلة نيو ساينتست العلمية. وقال ريتشارد بورتر، من منظمة حماية طيور العالم، إن ذلك يبين قوة الصمود الذي يمكن أن تبديه الطبيعة، ويمنح أملًا بإحياء مناطق اهوار أخرى.

مهد الحضارة

نقلت صحيفة ديلي تلغراف عن عزام علوش، رئيس منظمة طبيعة العراق غير الربحية، التي قادت الحملة من أجل إنشاء حديقة وطنية في منطقة الأهوار، قوله: quot;إن حقيقة استعدادنا في العراق لإهداء رقعة من ارضنا إلى الطبيعة خطوة رائعةquot;.

ونوه علوش بأن أهوار ما بين النهرين، التي ستتحول إلى محمية طبيعية، هي مهد الحضارة. ويقترن اسم العراق باختراع الزراعة والكتابة والعجلة، فضلًا عن كونه الموطن الأول للأديان التوحيدية من بين اشياء أخرى.

لكن مشروع الحديقة الوطنية أو المحمية الطبيعة في منطقة الأهوار دونه مصاعب جمة، فإن جيران العراق الذين تمر أنهره عبر أراضي دولهم، سوريا وتركيا وايران، دأبوا على تقليل كمية الماء الواصلة إليها من هذه الأنهر.

وفي مواجهة شح الماء بسبب سدود هذه الدول، اعدت منظمة طبيعة العراق خطة بناء شبكة من النواظم لتحويل وجهة الماء إلى منطقة الأهوار في موسم الربيع من كل عام. وقال علوش إن الاعلان عن اقامة حديقة وطنية يعني حجز نسبة من ماء الأنهر للأهوار.

وتأمل منظمة طبيعة العراق بأن يسفر توفير امداد ثابت من الماء للأهوار عن اعادة الحياة البرية في المنطقة إلى مستوياتها في السبعينات. ويهدف المشروع إلى استدراج سياح يسهم ما ينفقونه خلال زيارتهم للمنطقة في الحفاظ على المحمية وادامتها، لكن تدفق السياح على المنطقة مستبعد في ظروف العراق الحالية.