قال قيادي إيراني معارض إن رئاسة حسن روحاني لإيران تواجه ثلاث معضلات خطيرة تتعلق بالملف النووي والحريات العامة والعلاقات الاقليمية والدولية، وسيشكل أي قرار يتخذه إزاء أي واحد منها مخاطر على وجود نظامه من خلال انتفاضة شعبية تتبلور حاليًا مسببات انفجارها لإسقاطه ومعه ولي الفقيه.


باريس: أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين في مقابلة مع quot;إيلافquot; في مقر المجلس في ضواحي باريس أن أي قرار إزاء أي واحد من الملفات التي تواجه النظام الإيراني حاليا يمكن أن يفجر الانتفاضة الشعبية بوجه النظام، فسقوط بشار الاسد سيشكل شرارة قوية كفيلة بإشعالها، كما أن الأزمة الإقتصادية الخانقة والتي ستتفاقم بعد تشديد العقوبات تشكل احدى هذه الشرارات، اضافة إلى الموقف من المشروع النووي، وهنا يأتي دور المعارضة الإيرانية وخاصة منظمة مجاهدي خلق لاشعال شرارة الانفجار، وهنا ما جاء في المقابلة:

كيف تنظرون إلى مستقبل إيران خلال رئاسة حسن روحاني لها؟

لا اعتقد أن هناك أي تغيير في أي مجال من مجالات الحياة في إيران ومواقفها من القضايا الاقليمية والدولية خلال فترة رئاسة روحاني لأنه ليس هناك أي دور لرئيس الجمهورية بوجود ولي الفقيه علي خامنئي فدور روحاني لا يشبه دور أي رئيس آخر في العالم، لأن كل الصلاحيات العليا المهمة بيد الولي الفقيه فهو القائد العام للقوات المسلحة، وهو من يعيّن القادة العسكريين ومسؤولي السلطة القضائية، وكذا مدراء الاذاعة والتلفزيون، اي أن كل مقاليد السلطة والمفصلية المهمة للدولة هي ليست بيد الرئيس وانما بيد خامنئي.

**ماهي اخطر المعضلات التي تواجه رئاسة روحاني لإيران؟

هناك ثلاثة ملفات خطيرة تواجه روحاني اولها ملف قمع الحريات وتقييد حرية التعبير ثم الملف النووي ثم ملف السياسة الخارجية في بعديها الاقليمي والدولي، خاصة الدور الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين. لكن روحاني لن يستطيع اتخاذ القرارات النهائية بصددها لأن خيوطها بين اصابع خامنئي.

فملف الحريات وقمعها يتولاه جهاز الامن ووزارتا الداخلية والمخابرات، والدستور يرغم هذه الهيئات على رفع تقاريرها إلى ولي الفقيه وليس للرئيس. وكذلك الحال بالنسبة للملف النووي والسياسة الخارجية خاصة في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة فالمفاوض الإيراني هنا يتم توجيهه واصدار الاوامر له من قبل ولي الفقيه.

كيف تنظرون للترويج الغربي باعتبار روحاني رئيساً إصلاحياً؟

روحاني هو جزء من النظام اذا لم نقل ابنه لذلك استطاع أن يحل على منصب الرئيس وإلا لتم شطب اسمه كمرشح للرئاسة من قبل مجلس صيانة الدستور. وروحاني كان عضو مجلس الدفاع والحرب خلال الحرب العراقية الإيرانية التي جرت بين عامي 1980 و1988 وكان أحد اعمدة النظام الحربية حتى اليوم الاخير للحرب، كما كان الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي.

وخلال الانتفاضة الشعبية لعام 2009 فهو الذي اعلن نيابة عن هذا المجلس بأنه سيقضي على هذه الانتفاضة كما أنه هو الذي كان اعلن أن إيران استطاعت أن تراوغ وتخدع الغرب في ما يتعلق بالملف النووي، وهي المراوغات نفسها التي مارسها في ملف علاقات إيران مع الدول العربية. ومن هنا يمكن التأكيد على أنه لاتغيير في ما يتعلق بسياسات النظام الحاكم وحتى الوزراء الجدد الذين اعلن روحاني عن تعيينهم قبل يومين فهم من ابناء السلطة ومنفذي سياساتها واهدافها.

وروحاني كان واحدًا من ستة مرشحين ووافق عليه مجلس صيانة الدستور، رغم أن خامنئي كان يفضل عليه المرشح جليلي لكن تقديم روحاني على أنه المرشح الاصلاحي فقد قبل به خامنئي لمنع تكرار انتفاضة عام 2009 لأن تجدد الانتفاضة سيسقط النظام هذه المرة. ثم عمل ولي الفقيه على اعلان فوز روحاني من الجولة الاولى للانتخابات وتجنب انتخابات اعادة بين المرشحين الفائزين الاول والثاني، فهذا الامر كان سيفجر الانتفاضة التي يرتعب منها النظام لأنه اذا جرى تنافس بين جليلي وروحاني فإن شرخًا سيحصل في بنية النظام سيكون بمقدور المعارضين أن ينفذوا منه لتحريك الشعب ضد النظام. وقد كنا في منظمة مجاهدي خلق متهيئين لذلك، ومن هنا جاء خوف خامنئي ومنعه لتحويل الانتخابات إلى مرحلة ثانية فأسرع إلى اعلان فوز روحاني بالرئاسة.

إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه التخوفات والمناورات لنظام طهران قد خلقت محفزات لإندلاع انتفاضة جديدة؟

الملابسات التي رافقت عملية الانتخابات الرئاسية قد أدخرت قوة اجتماعية تفجيرية وشددت من حالة الاحتقان الشعبي الذي سيتفجر بركانًا بوجه حكام طهران، ولكنه سيكون اكبر واخطر من السابق، الامر الذي وضع خامنئي في مأزق خطير لأنه لن يستطيع منع هذا الانفجار طويلاً لأسباب عدة: أن النظام يواجه معضلة اتخاذ قرارات لابد منها لا يمكن تأجيلها وخاصة ما يتعلق منه بالملف النووي فإنه مطالب بأن يحسمه سريعًا كما هو الملف السوري الذي يثقل كاهل النظام. فبالنسبة للنووي فإن زمن المناورات قد انتهى فهو اما أن يتجرع السم ويتخلى عن هذا المشروع، وهذا سيؤدي إلى ضربة للنظام في قضية ظل يتاجر بها لسنوات، الامر الذي سيولد انفجارًا شعبيًا يسقطه من داخله، كما سيسقط ولي الفقيه لأن النظام لا يستند إلى مؤسسات راسخة وانما على الحرس الثوري وولي الفقيه وقوة الحرس تعتمد على ولي الفقيه هذا.

أما في حال أصر النظام على النووي، فإنه سيواجه تصعيداً مع الغرب، مما سيشجع الشارع الإيراني على تصعيد مواجهته للنظام لذلك ليس امام خامنئي وقت طويل للانتظار، فهو في مواجهة الاسراع باتخاذ قرار بهذا الصدد مهما كانت مرارته.

من سيفجر الانتفاضة الشعبية في إيران برأيكم: الملف النووي أم الصراعات داخل النظام أم العقوبات الإقتصادية أم التدخل في القضية السورية أم ماذا؟

اولاً روحاني باشر مهامه بتأكيد علاقات إيران الاستراتيجية مع سوريا وعدم التخلي عن نظامها بشكل لن يسمح له بالمناورة في هذا الملف مستقبلاً، وهنا اوجه كلامي إلى الاخوة العرب وخاصة في السعودية بأن يهتموا بجوهر وحقيقة المواقف الإيرانية من قضايا المنطقة وعدم الانخداع بتصريحات حكام إيران، فهناك دور خطير يلعبونه من خلال تدخلاتهم في الشؤون الداخلية للعراق ولبنان واليمن والبحرين، وطبعًا اضافة إلى سوريا. وعلى العرب أن يتيقنوا أن النظام الإيراني لا يريد امتلاك السلاح النووي لضرب اسرائيل وانما لدخول النظام الدولي بصفته دولة نووية لتغيير موازين القوى في المنطقة حتى يؤسس الامبراطورية الإيرانية الموعودة، ولذلك فإن العرب مدعوون أن يحسموا أمرهم و مواقفهم إزاء ما تشكله إيران من مخاطر على حاضرهم ومستقبلهم.

ولذلك يمكن القول إن أي واحد من الاسباب التي يشير اليها السؤال يمكن أن يفجر الانتفاضة الشعبية بوجه النظام، فسقوط بشار الاسد سيشكل شرارة قوية كفيلة بإشعال الانتفاضة التي ستسقط النظام كما أن الأزمة الإقتصادية الخانقة، والتي ستتفاقم بعد تشديد العقوبات قبل ايام فإنها تشكل إحدى هذه الشرارات، اضافة إلى الموقف من المشروع النووي، فإصرار النظام على تنفيذه سيصدمه مع الغرب ويشجع على تفجر الشارع، وهنا يأتي دور المعارضة الإيرانية وخاصة منظمة مجاهدي خلق لإشعال شرارة الانفجار، وايضا يجب أن لا ننسى بامكانية أن تشتعل شرارة أخرى غير منتظرة لأي سبب آخر، لكن الاكيد أن هناك الآن حركة في إيران معبأة ومستعدة لانتفاضة لن تتوقف الا بنهاية النظام.