وزّع الإخوان المسلمون في مصر أخيرًا أوراقاً نقدية طبعت عليها عبارات مؤيدة لمرسي ومناوئة للسيسي، في محاولة لكسب المزيد من التعاطف الشعبي، كما استعملت الجدران للغاية نفسها، إلا أن وزارة المالية حذرت من تداول هذه الأموال quot;المسيّسةquot;.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في محاولة منها لنشر أفكارها بين المصريين، وكسب المزيد من المؤيدين، لجأت جماعة الإخوان المسلمين إلى طبع عبارات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وأخرى منتقدة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، على العملات الورقية، بدءًا من فئة الخمسة جنيهات، وانتهاء بفئة المائتي جنيه، وهي أعلى فئة ورقية في مصر. فيما رفضت المؤسسات الحكومية التعامل بهذه الأوراق النقدية.

في الوقت عينه، انتشرت الكتابات المؤيدة لمرسي والمناهضة للسيسي على الجدران في شتى الشوارع والميادين المصرية.

خمسة ملايين جنيه
لجأ أنصار مرسي إلى طريقة جديدة للتعبير عن دعمهم للرئيس المعزول محمد مرسي، ورفضهم لما يعتقدون أنه quot;انقلاب عسكريquot;، وطبعوا عبارات مؤيدة للأول، ومناهضة للأخير، على العملات الورقية. وقدرت الجماعة المبالغ، التي طرحتها في الأسواق، وتحمل هذه الشعارات، بـ2 مليون جنيه مصري، أي ما يعادل 285 ألف دولار، خلال الاحتفال بعيد الفطر، فيما قدرت الجماعة المبلغ منذ بدء الحملة، التي انطلقت قبل أربعة أيام من العيد، بخمسة ملايين جنيه مصري، أي ما يعادل 715 ألف دولار أميركي.

مرسي رئيسي
ويستخدم الإخوان أختاماً لطبع شعارات مناهضة لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، وأخرى مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، ومن تلك الشعارات: quot;مرسي رئيسيquot;، quot;إرحل يا سيسي.. مرسي رئيسيquot;، quot;ضد الانقلابquot;، quot;لا للانقلابquot;، quot;يسقط حكم العسكرquot;، quot;السيسي خائنquot;، quot;السيسي قاتلquot;، quot;الشعب يحيّي صمود الرئيسquot;، quot;مصر ضد الانقلابquot;.

ولأن الفئات من الخمسة جنيهات وحتى العشرين جنيهًا، هي الأكثر تداولًا خلال موسم عيد الفطر، طرحت جماعة الإخوان أكبر قدر من تلك الفئات بين المصريين، واحتشد العشرات من أنصارها أمام مسجد رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، في الخيام، وبيد كل منهم أختام صغيرة تحمل عبارات معينة، لطبعها على العملات.

عيدية مع الشرعية
أطلقت الجماعة في عيد الفطر حملة باسم quot;العيدية مع الشرعيةquot;، لكتابة تلك الشعارات على العملات الورقية، لاسيما بعدما نفدت المبالغ التي طرحتها في الأسواق، ولجأ البعض من أنصار مرسي إلى كتابة شعارات، مثل quot;مرسي رئيسيquot;، أو quot;لا للانقلابquot; على العملات الورقية بخط اليد.

مستوحاة من طائرة الجيش
وقال محمود علي، عضو في اللجان الشعبية في ميدان رابعة العدوية، لـquot;إيلافquot;، إن جماعة الإخوان المسلمين إستوحت تلك الفكرة من طائرة الجيش المصري، التي كانت تلقي كوبونات هدايا وأزهاراً على معتصمي ميدان التحرير، بينما تلقي منشورات تحذيرية على معتصمي ميدان رابعة العدوية.

وأضاف أن هذه الفكرة جاءت بعدما ردد المعتصمون هتافات تطالب الطائرات بأن تلقي عليهم أموالًا بدلًا من المنشورات. ولفت إلى أن جيوش الحلفاء إستخدموا العملات الورقية في مخاطبة العراقيين أثناء الحرب ضد العراق.

وأشار إلى أن العملات أفضل طريقة لمخاطبة المصريين والوصول إليهم، لاسيما أن الورقة النقدية الواحدة يتداولها آلاف أو ملايين المصريين، وسوف يقرأ كل من تقع في يديه الشعارات المكتوبة عليها، منوهًا بأن الإخوان لا يبالون لو أصدرت وزارة المالية قرارًا بحظر تداول تلك الأموال، ونبّه إلى أن الهدف منها الوصول إلى المصريين، وسوف يتحقق الهدف، حتى لو لم يتم تداولها، فالناس سوف تحتفظ بها، ولن تلقي بها في القمامة.

تحذير من التداول
من جانبها، حذرت وزارة المالية من تداول تلك العملات في الأسواق، وهددت بحظرها، إلا أن مسؤولًا في إدارة التذاكر في جهاز مترو الأنفاق في القاهرة، قال لـquot;إيلافquot;، إنه لم تصلهم أية مخاطبات رسمية لحظر تداول تلك العملات الورقية، مشيرًا إلى أنهم يتلقون العملات المكتوب عليها عبارات مؤيدة لمرسي أو مناهضة للسيسي يوميًا، وتقع الكثير من المشاجرات بين موظفي صرف التذاكر والمواطنين، بسبب رفض بعض الموظفين تسلمها، ورغبة المواطنين في التعامل بها، ولا يكون أمام الموظفين في النهاية سوى التعامل مع تلك العملات، لاسيما في ظل عدم صدور قرار رسمي من وزارة المالية يحظر التعامل وفقها.

في المقابل، أطلق نشطاء سياسيون حملة باسم quot;إحذروا هذه العملاتquot;، تهدف إلى توعية المصريين بأهمية عدم تداول تلك العملات، لأنها مسيئة إلى الجيش المصري، على حد قولهم. ودشّنت الحملة في مدن السويس ودمياط والقاهرة، إلا أن تلك العملات مازالت تتداول على نطاق واسع في مصر.

الجدران للإخوان
تزامنًا، إنتشرت الكتابات المؤيدة لمرسي والمناهضة للسيسي على الجدران في شتى المدن المصرية، ولاسيما العاصمة القاهرة، فبعدما كانت الجدران تحمل عبارات مكتوبة بخط اليد مناهضة للإخوان، صارت تحمل العبارات المؤيدة لهم. ومن تلك العبارات quot;مرسي رئيسيquot;، quot;السيسي خائنquot;، quot;السيسي قاتلquot;، quot;لا للانقلاب العسكري الدمويquot;، quot;قتلت كام يا سيسي اليومquot;، quot;الانقلاب العسكري باطلquot;.

وتنتشر تلك الكتابات بصورة واضحة في محيط ميدان التحرير، ومحيط مسجد رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، والشوارع المؤدية إلى اعتصام رابعة العدوية، ومنطقة الجيزة وإمبابة والمهندسين والدقي، وغيرها من أحياء القاهرة وعواصم الأقاليم.