أطلق الإخوان شائعات مُغرضة ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، إذ أشاعوا أنه مرتد وكافر، أعان اليهود على المسلمين المجاهدين في سيناء قبل أيام، وأبلغ إسرائيل بموعد عزل مرسي، وأن والدته يهودية مغربية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: لا تكفّ جماعة الإخوان المسلمين عن إطلاق الشائعات ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بهدف تشويه سمعته، وحمل المصريين على كراهيته. ولعل آخر الشائعات، التي أطلقتها الميليشيات الإلكترونية ضد السيسي، هو الإدعاء بأن والدته يهودية مغربية.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إدّعت وسائل إعلام تابعة للجماعة، وصفحات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، أن السيسي حصل على موافقة إسرائيل على الإطاحة بمرسي. وقال خبير مصري في الشؤون الإسرائيلية إنه تتبع تلك الأخبار المنسوبة إلى صحف وقادة إسرائيليين، ووجد أنها لم تنشر في أي من وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل خرجت من مجلة تصدر من لندن، يقوم عليها طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا.

ووصل الصراع السياسي بين السيسي والتيار الإسلامي إلى حد إصدار الشيخ وجدي غنيم، القيادي الإخواني المنفي في الخارج، فتوى، كفّر فيها السيسي، وقال إنه مرتد عن الإسلام.

والدته يهودية
أطلق ما يعرف بـ quot;المرصد الإسلامي لمكافحة التضليل الإعلاميquot; الشائعة، وتناقلتها وسائل الإعلام التابعة للإخوان والتيار الإسلامي، وزعمت فيها أن والدة السيسي هي مليكة تيتاني، تزوّجت فى العام 1953، وأنجبت في العام 1954، وحصلت على الجنسية المصرية خلال العام 1958، وتخلت عن جنسيتها المغربية حتى يدخل السيسي الكلية الحربية في العام 1973quot;، مشيرة إلى أن جذور السيسي تعود إلى يهود المغرب.

وزعم المرصد، الذي لا يعرف له مقر، ويبدو أنه أحد الأذرع الإلكترونية للإخوان، أن عوري صباغ، خال والدة الفريق السيسي ولد في الصافي في المغرب، ودرس المعادن في مدرسة ثانوية فنية في الدار البيضاء. وكان في وقت لاحق معتمدًا كمهندس، وتخرج من كلية الإدارة العامة، وعاش في مراكش، حيث كان عضوًا في الحركة درور، وكان أيضًا عضوًا في منظمة الدفاع اليهودية تحت الأرض هاماجين من عام 1948 وحتى العام 1951.

وطبقًا للشائعة، فإنه في عام 1951، انضمت عائلة صباغ إلى حزب ماباي، على أن تصبح عضوًا في لجنتها المركزية عام 1959. وعمل عوري صباغ مدرّسًا في مجال التدريب المهني في بئر السبع من العام 1957 حتى العام 1963، ومن ثم مشرفًا للتعليم المهني في وزارة التربية والتعليم من العام 1963 حتى العام 1968. وسبق أن أطلقت الميليشيات الإلكترونية شائعة تتعلق بإبلاغ السيسي إسرائيل بموعد الإطاحة بمرسي، وأن عمّه أدار ما يعتقدون أنها مؤامرة من الإمارات، وقالوا أيضًا إن عمّه الشيخ عباس حسن السيسي كان أحد تلاميذ الإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

تشويه الرموز السياسية
وصف اللواء عادل محمود، الخبير العسكري، هذه الشائعات بأنها quot;عبيطةquot;. وقال لـquot;إيلافquot; إنه من غير المعقول أن تكون والدة السيسي يهودية مغربية، مشيرًا إلى أن أول شروط الالتحاق بالكليات العسكرية تتمثل في أن يكون الطالب من أبوين وجدين مصريين في الأصل، وليس التجنس، ونوه بأن جماعة الإخوان تحاول تشويه سمعة السيسي، والتقليل من شعبيته، وتعتقد أنه في خصام سياسي معها، لمجرد أنه انحاز إلى الإرادة الشعبية.

من جانبه، فجّر الدكتور سامح عباس، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مفاجأة، بالقول إن مصدر الشائعات، التي تطال وزير الدفاع المصري، هو طارق رمضان، حفيد حسن البنا لابنته. وقال عباس لـquot;إيلافquot;: quot;وسط حالة التسيّب الإعلامي والمعلوماتي، التي تعيشها مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، بات من الصعب تحديد مصداقية الأخبار والأنباء التي تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة، إلى حد بلغ من الصعوبة التفريق بينها وبين الشائعاتquot;، مشيرًا إلى أن تلك الأخبار بعد ثورة 30 يونيو 2013 بدأت تتخذ منحى مختلفًا، يهدف إلى تشويه صورة قيادات الجيش المصري والرموز السياسية، بعد الإطاحة بمرسي ونظام الإخوان.

شائعات إخوانية
وأضاف عباس: quot;ترددت أخيرًا أنباء تزعم قيام الفريق السيسي بإبلاغ إسرائيل بموعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، قبلها بثلاثة أيام، وقيام نائب رئيس الجمهورية الدكتور محمد البرادعي بزيارة تل أبيب أخيرًا مرتين، مرة قبل توليه المنصب الجديد ومرة بعده، إلتقى فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، في زيارة استغرقت خمس ساعات فقطquot;، مشيرًا إلى أنه تتبع مصدر تلك الأخبار المنسوبة إلى وسائل إعلام إسرائيلية، وتبيّن له أنها صادرة من مجلة عربية تصدر باللغة الإنجليزية في لندن، وتدعى مجلة ميدل إيست مونتور، وهي معنية بالقضية الفلسطينية والصراع فى منطقة الشرق الأوسط.

استندت المجلة في تقريرها، الذي نشر من دون اسم الصحافي الذي أعده، على حوار أدلى به روني دنيال، معلق الشؤون العسكرية في القناة الثانية التليفزيونية الإسرائيلية في أحد برامج القناة التي يعمل فيها. وأوضح أنه إطلع على الموقع الالكتروني للقناة الإسرائيلية والموقع الخاص ببروني دنيال، ولم يجد أي ذكر لما روّجت له المجلة البريطانية من أخبار كاذبة، ولم يتفق على شيء مما نقلته عن المعلق العسكري الإسرائيلي سوى قوله إن الإطاحة بمرسي أمر جيد لإسرائيل.

ونبه إلى أن رئيس تحرير تلك المجلة الصادرة في لندن هو الدكتور داوود عبد الله، أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في بريطانيا، انضم إلى الجماعة فى العام 1976 بعد عام من اعتناقه الإسلام، وكان مسيحيًا يدعى ديفيد ميلز. كما يرتبط عبد الله بعلاقات وثيقة مع قيادات حماس في قطاع غزة. ونوّه عباس بأن أبرز مستشاري المجلة هو الدكتور طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان الشيخ حسن البنا، لافتًا إلى أن كل هذه المعطيات توضح أبعاد المخطط الذي تنتهجه جماعة الإخوان المسلمين في تشويه صورة الرموز الوطنية المصرية، ولعل ذلك كان إحدى توصيات الاجتماع السرّي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي عُقد أخيرًا في تركيا.

مرتد وكافر
لم تقف الحرب ضد السيسي عند حد إطلاق الشائعات، بل وصل الأمر إلى حد تكفيره، والقول إنه مرتد عن الإسلام. وقال الشيخ وجدي غنيم في مقطع فيديو على موقع يوتيوب: quot;بعد تجميعي للمعلومات وتجهيزي لها فقهيًا وشرعيًا، أستطيع أن أعلن وأقول إن عبد الفتاح السيسي الخائن، مرتد عن الإسلام وكافر، بناء على أدلة، ومن أراد من أهل العلم مراجعتي، جزاه الله خيرًاquot;.

وقال إنه استند في فتواه إلى ما وصفه بتعاون السيسي مع إسرائيل على قتل المسلمين، في إشارة إلى العملية العسكرية، التي قتل فيها أربعة من عناصر الجماعات المسلحة في سيناء أخيرًا، وتضاربت الأنباء بشأن منفذها، فبينما قالت وسائل إعلام دولية إن طائرة بدون طيار إسرائيلية نفذتها، قال مسؤولون عسكريون مصريون إن القوات المسلحة المصرية هي التي تقف وراءها.

أضاف غنيم، الذي دأب على إصدار فتاوى صادمة ضد رموز مصرية: quot;عبد الفتاح السيسي بعد هذا الفعل بفتح المجال الجوي وإعانته لليهود على قتل المسلمين في سيناء هو كافر مرتد عن الإسلام، هو وكل من يعاونهquot;.