تتكرر حوادث استهداف أمن حزب الله الذاتي سيارات دبلوماسيين خليجيين أثناء مرورها في الضاحية الجنوبية لبيروت، فبعد السعودية، احتجّت الكويت على تفتيش سيارة أحد دبلوماسييها، ودعت مواطنيها إلى مغادرة لبنان فورًا.


لوانا خوري من بيروت: بعد السعودية، ها هي الكويت تعترض على إقدام عناصر من حزب الله في لبنان على تفتيش سيارة أحد دبلوماسييها في الضاحية الجنوبية خلال نهاية الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من مسارعة لبنان الرسمي إلى اعتبار الأمر خطأ فرديًا من قبل عناصر حزب الله، وقول وزير الداخلية اللبناني مروان شربل إن حزب الله أخطأ واعتذر عمّا حصل، إلا أن عبد العال القناعي، السفير الكويتي لدى لبنان احتجّ على ما حصل.

نسبت التقارير الصحافية الواردة من بيورت إلى القناعي قوله إن إخضاع دبلوماسي كويتي للتفتيش، من قبل مسلحين تابعين لحزب الله، أي من جهة غير رسمية لبنانية، أمر غير لائق، ولا يتماشى مع الحصانة الدبلوماسية الممنوحة له، ولا مع الأنظمة الدولية المتبعة، ولا حتى مع العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بالكويت.

أضاف: quot;في ظل التطورات الأخيرة التي عاشها لبنان، من تفجيرات آثمة ومُدانة في أكثر من منطقة لبنانية، اتخذت بعض الجهات الحزبية اللبنانية إجراءات أمنية ذاتية غير رسمية، خارج إطار الدولة، ما عرّض الكثير من المواطنين والمارّة، بمن فيهم بعض الدبلوماسيين، للتفتيش، غير آبهين بالقوانين والمعاهدات الدوليةquot;.

للمغادرة فورًا
بعد هذه الحادثة، جدد السفير القناعي مطالبته مواطنيه الكويتيين بمغادرة لبنان فورًا، وبعدم السفر إليه في هذه الفترة، حفاظًا على سلامتهم. وكانت السفارة الكويتية أجلت نحو مئة من الكويتيين من الأراضي اللبنانية على متن طائرة أرسلت خصيصًا إليهم، وحذرت من يتخلف من المواطنين عن مغادرة لبنان بأنه يبقى على مسؤوليته الخاصة.

هذا الطلب بالمغادرة يأتي بعد طلب خليجي أول صدر في 26 أيار (مايو) الماضي، موجّه إلى كل رعايا الدول الخليجية، وبعد طلب كويتي سابق، صدر إثر تعرّض أحد أبناء الأسرة الحاكمة لمحاولة خطف في بحمدون في جبل لبنان، خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي.

كما يأتي بعد تعرّض اثنين من الدبلوماسيين السعوديين لموقف مماثل، إذ أوقفهما حاجز أمني تابع لحزب الله في محيط quot;سيتي سنترquot;، خارج المربع الأمني في الضاحية الجنوبية، في الأسبوع الماضي، وأخضعهما لتفتيش دقيق وتحقيق، تم خلاله تصوير جوازي سفرهما الدبلوماسي.

وقدمت السفارة السعودية حينها احتجاجًا شديد اللهجة للخارجية اللبنانية، لما يعتبر الأمر من خرق للحصانة الدبلوماسية. قالت الخارجية إن ما جرى عمل فردي لا ينمّ عن دوافع سياسية، وقدم وزير الخارجية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور اعتذاره إلى السفير السعودي لدى لبنان.

خطأ فردي
وتناول منصور أمس الأحد مسألة تفتيش الدبلوماسي الكويتي، ونقلت عنه جريدة الشرق الأوسط تأكيده أن ما حصل أمر عرضي وصار من الماضي، quot;وقد أحطنا علمًا بموضوع معيّن، وتم التعاطي معه كما ينبغي، وبحكم الأوضاع الأمنية السائدة تقع بعض الأمور التي تعالج بالقنوات الدبلوماسية، وإننا حريصون على الحصانات الدبلوماسية، ونحترم الاتفاقات الدولية التي ترعى الأصول الدبلوماسية، ونتأسف لما جرى، ولا نتمناه لأي سفارة، فكيف إذا كانت سفارة دولة شقيقة، سواء الكويت أو السعودية، تربطنا بهما أواصر صداقة وأخوة، لا يمكن أن نفرط بها بأي شكل وتحت أي ذريعة أو مسمى، وما جرى خطأ فردي، ولا نريد إعطاء المسألة أكبر من حجمها، كي لا يتم استثمارها بأبعاد أخرىquot;.

كذلك اعتبر شربل ما حدث عملًا مستنكرًا ومرفوضًا من الدولة اللبنانية. وقال quot;لو تم إخطارنا بالأمر لقمنا بواجبناquot;. وأكد أن حزب الله اعترف بارتكابه خطأ لن يتكرر، quot;مع تأكيدنا أننا ندعو إلى أن يكون كل مواطن خفيرا، لكن لا أن يقف على الحاجز ويوقف السيارات على اختلاف أنواعها العادية أو الدبلوماسيةquot;.

وساق شربل لحزب الله مبررًا لما حصل بالإشارة إلى معلومات عن استخدام سيارات تحمل أرقامًا سياسية وعسكرية ودبلوماسية مزوّرة لأعمال تفجير في مناطق نفوذ الحزب.

في حادثة أخرى، تم الإفراج عن الشابين رامز ورجب الصعيدي، وهما من منطقة باب التبانة، بعدما تم توقيفهما فجر الأحد على طريق المطار.