بكلمات قليلة لكن بليغة، وقف شاب سعودي يشرح لشبان كنديين كيف تمكن بشار الأسد من قتل 1500 سوري في ريف دمشق في أقل من ساعة، فأثار حنقهم، فوصف أحدهم الأسد بأنه أفظع من هتلر.

كيف يمكنك أن تقتل 1500 شخص في أقل من ساعة؟ هذا كان السؤال quot;العشوائيquot; الذي وقف شاب سعودي يسأله للمارة في إحدى المدن الكندية. فأتت الاجابات نوعًا ما قريبة للحقيقة. غاز. أسلحة كيميائية. غارات جوية. أسلحة نووية. فهذا الشاب السعودي اختار أن يفتح قناة اتصال مباشرة مع الرأي العام الكندي، من خلال حديث مباشر، من شاب إلى شاب، مستهدفًا شريحة مهمة من شرائح المجتمع الكندي، لا تعرف الكثير عن سوريا، ولا عما يحصل فيها من قتل ودمار، ومن مجازر آخرها بالسلاح الكيميائي في ريف عاصمتها دمشق.

صدمة!
أدرك الشباب الكندي فورًا أن لا سلاح تقليديا يمكنه قتل هذا العدد الكبير من البشر في وقت قصير، لأنهم جميعًا، كما يبدو، يعرفون الكثير عن quot;هولوكستquot; اليهود على يد هتلر النازي.
فحين سألهم الشاب السعودي quot;هل تعلمون كيف تمكن هتلر من قتل عدد كبير من اليهود في وقت قليل جدًا؟quot;، أجابوا: quot;حجرات الغاز السامquot;. لكن هذا حصل في الماضي، ولو لم يكن ماضيًا سحيقًا، لكنه ماض طوته الحضارة الانسانية وتحاول نسيانه كما أي عار يحاول الانسان إخفاءه.
وهنا اتى السؤال الصدمة... quot;ماذا لو أخبرتكم أن أمرًا مماثلًا حصل قبل يومين فقط؟quot;. لم يصدقوا، واكتفوا بالاستغراب فقط حين قال لهم إن الرئيس السوري بشار السد قتل 1500 سوري بغاز سارين في أقل من ساعة واحدة.
http://www.youtube.com/watch?v=bBcAnw846Fgamp;feature=player_embedded
حلبجة!
حين عرض عليهم شريط فيديو لطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة، مأخوذة من لقطات لمئات الأطفال في غوطتي دمشق، يوم 21 آب (أغسطس) الماضي، بانت الصدمة الحقيقية على الوجوه، حتى ذرف أحدهم دمعًا لربما عز على عرب كثيرين، ممن يتحصنون خلف أوهام الصمود والتصدي والمقاومة. وتذكر أحدهم إنها إبادة جماعية، كما حصل للأكراد في العراق، وقال: quot;يجب ان يعلم العالم بما يحصل هناكquot;. فحتى في عقل الرجل الكندي البعيد عن سوريا، لم يكن من مرادف لريف دمشق إلا حلبجة، وكأن لسان حاله يقول إن مصير الأسد سيكون مرادفًا لمصير صدام حسين. ووصف آخر الأسد بأنه وحش، أفظع من هتلر، وقال: quot;إنسانيتي تناديني لأفعل شيئًاquot;، بينما أكد شاب متحمس ان على أوباما أن يفعل شيئًا.
لم يكن صعبًا إقناع شريحة، ولو صغيرة، من الراي العام الكندي، وبطريقة بسيطة جدًا، بضرورة معاقبة النظام السوري المسؤول عن هذه الجريمة المروعة. لكن في خضم لعبة امم كبرى في سوريا، يخاف الضمير الحي في بعض الناس أن يفلت المجرم من العقاب.